لحقت أضرار جسيمة بشركات الطيران العالمية بسبب جائحة فيروس “كورونا” ومن المرجح أن تتصدر ثلاثة خطوط طيران أفريقية قائمة شركات الطيران التي ستطلب الدعم من حكومات تعاني بالفعل من أزمات مالية.
وحسب وكالة “بلومبرج” تعاني الخطوط الجوية الإثيوبية والجنوب أفريقية والكينية من خسائر متزايد تدفعها للتخلي عن خطط النمو التي وضعتها قبل الجائحة.
وقالت رابطة النقل الجوي العالمية إن شركات الطيران الأفريقية ربما تخسر إيرادات بقيمة 4 مليارات دولار بفعل توقف الطلب على السفر عبر الطائرات في دول القارة.
وأكد مايك ماباسا رئيس مجلس ترخيص الخدمات الجوية في جنوب أفريقيا أن الخطوط الجوية الثلاثة ستحتاج إلى الدخول في مفاوضات مع حكوماتها طلبا لخطط الإنقاذ.
وأشار المدير التنفيذي للخطوط الجوية الإثيوبية إلى أنها لن تتمكن من الحصول على الدعم الحكومي، لكن هذا سيتغير حال عدم عودة الطلب على السفر بالطائرات إلى الانتعاش بسرعة.
وتقول “بلومبرج” إن تقديرات رابطة النقل الجوي العالمية بتكبد شركات الطيران الأفريقية خسائر بقيمة 4 مليارات دولار تبدو مغرقة في التفاؤل، بعد أن قالت الخطوط الجوية الإثيوبية الأكثر ربحية في القارة إن خسائرها خلال الفترة من يناير الماضى إلى أبريل الحالى بلغت 550 مليون دولار، وذلك صعودا من تقديرات سابقة للرابطة توقعت تكبد الخطوط الجوية الإثيوبية خسائر بقيمة 300 مليون دولار للعام بأكمله.
وسيكون من شأن هذه الخسائر تأجيل أو إلغاء خطة لبناء مطار جديد بقيمة 5 مليارات دولار يتفوق على مطار هيثرو البريطاني من حيث الطاقة الاستيعابية.
واستفادت الخطوط الجوية الجنوب أفريقية من قانون الحماية من الإفلاس حتى قبل اكتشاف الفيروس في الصين أواخر العام الماضي.
ولا تمتلك الشركة الإثيوبية سيولة تكفيها حتى نهاية الشهر الجاري، حسب أحدث تصريحات مسئولين إثيوبيين، وتقوم حاليا بتشغيل الطيران العارض لنقل المسافرين العالقين لإعادتهم إلى بلدانهم بناء على طلب حكومات دول مثل ألمانيا.
وتدرس الحكومة الكينية التي تمتلك حصة تقل عن 50% من شركة الخطوط الجوية الكينية التأميم الكامل للشركة بغية دعم الميزانية العامة، حسب تصريحات لوزير السفر الكيني جيمس ماتشاريا.
وتواصلت خسائر الشركة الكينية منذ عام 2013 وطلبت الشركة الحصول على خطة إنقاذ نقدية من الحكومة لمساعدتها على البقاء لستة أشهر.
ولا تمتلك الحكومات الأفريقية الثلاث القدرة المالية التي تكفي لإنقاذ شركات الطيران الثلاث، حسب “بلومبرج”.
يذكر أن الاقتصاد الجنوب أفريقي يعاني من الركود، ودأبت وزارة الخزانة على التصريح بأن قطاع الكهرباء المملوك للدولة والمثقل بالديون يشغل أكبر أولية ضمن اهتمامات الحكومة.
وحصلت إثيوبيا على قرض بقيمة 5 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي العام الماضي لتنفيذ خطة صارمة للإصلاح الاقتصادي، وذلك ضمن جهود اجتذاب رؤوس الأموال الأجنبية وتوفير الوظائف.
وحث صندوق الدولي كينيا في نوفمبر على تجنب الحصول على المزيد من القروض في الوقت الذي تعاني فيه البلاد من مشكلات تمنعها من تمويل مشروعات في مجال التصنيع والإسكان والزراعة و الرعاية الصحية.
وتعاني القارة الأفريقية حاليا من نقص رحلات الطيران التي تربط بين مدنها، وأقبلت الخطوط الجوية الكينية على وقف معظم رحلاتها استجابة للقيود الحكومية المفروضة لمكافحة مرض “كوفيد-19” وتسمح الخطوط الجوية الإثيوبية بتشغيل 10% من طاقتها الاستيعابية فقط.
وطرحت رواندا خطة لبيع حصة بنسبة 49% في الخطوط الجوية القطرية، واستأنفت أوغندا رحلاتها الجوية في أغسطس الماضي بعد عقدين من التعطل، وتحتفظ البلاد بخطط توسعية تشمل استلام طائرتين من طراز إيرباص إس.آي العام الجاري.
وقال محلل طيران مستقل إن تعافي شركات الطيران الأفريقية مرهون بإنهاء الإغلاقات العامة وإغلاق الحدود.
وأضاف أن الطلب على السفر لن يتعافى قبل مرور سنوات عديدة، وهذا هو ما حدث مع أزمات أقل حدة مثل الهجوم الإرهابي عام 2001 على نيويورك.
وقال عبد الرحمن بيرث الأمين العام لرابطة الطيران الأفريقية إن صناعة الطيران في القارة الأفريقية لديها سيولة تكفي ثلاثة أشهر فقط.