مرتضى المراغى شاهدًا على حكم فاروق (46)
المفاجأة العجيبة
يروى المفاجأة العجيبة التى كانت فى إنتظاره فور سحبه الاستقالة بناء على طلب على ماهر. ما إن عاد المراغى إلى مكتبة فى وزارة الداخلية ، حتى فوجئ بطلب متروك له أن يسارع بالإتصال بحافظ عفيفى رئيس الديوان الملكى، فلما إتصل به طلب منه أن يتجه مباشرة إلى مكتبه.
وفى مكتب حافظ عفيفى، سأله ربما من باب التمهيد أو التخفيف أين كان؟ وأبدى رئيس الديوان دهشته حين أخبره أنه كان عند على ماهر بناء على طلبه.. طلب على ماهر رئيس الوزراء.
وإذ لاحظ المراغى الدهشة على أسارير حافظ عفيفى، أخبره بما حدث، فإزدادت دهشته، وطفق يقول:
حافظ عفيفى: هذا الشىء عجيب لا أكاد أصدقه. هل تعلم أن علي ماهر حضر إلى مكتبى الساعة الثامنة صباح اليوم، وقال: أنا لا أستطيع التعاون مع مرتضى المراغي ، وأرجو رفع الأمر إلى الملك لكى أصدر مرسومًا بإقالته. فلما استفسر المراغى عما حدث.
قال حافظ عفيفي : أبلغته أننى سأعرض الأمر على الملك. وفى الساعة التاسعة قابلت الملك فأخبرنى أن أبلغ علي ماهر أن يقدم استقالة الحكومة ثم يعيد تشكيلها من دونك.
قال المراغى : إذن لماذا دعانى وطلب منى سحب الاستقالة؟
قال حافظ عفيفى (ضاحكًا): إنه خشى أن يقدم استقالة الحكومة، فيعهد الملك إلى غيره بتشكيلها. إنه كان يريد إقالتك لا استقالة الحكومة.
ولكن ما هى إلاَّ أيام حتى انتهى الأمر بأن قدم علي ماهر استقالة حكومته، فقبلها الملك وعهد إلى نجيب الهلالي بتأليف الوزارة!!
المفاجأة الثانية
يروى مرتضى المراغى أن نجيب الهلالى باشا استدعاه، وطلب منه أن يشترك معه فى الوزراة وزيرًا للداخلية وللحربية معًا.
قال المراغى: يا نجيب باشا هذا عبء كبير جدًا، وزارة الداخلية وحدها تحتاج إلى وزيرين وأنا أعلم بأن وزير الحربية إذا كان مدنيًا فهو وزير صورى ووظيفته أن يوقع على القرارات التى تصدرها قيادة الجيش بالإتفاق مع القصر. وقائد الجيش الفريق حيدر يتصل مباشرة بالقصر فى أى أمر يخص الجيش، ووزير الحربية لا يعلم شيئًا عن اتصالاته.
قال الهلالى : أعلم ذلك. ولكنى عرضت على الملك أن يعين اللواء محمد نجيب وزيرًا للحربية فرفض الملك. ورأيت أن أعهد بها إليك مؤقتًا لسبب.
www. ragai2009.com