قال مراقبون إن تأجيل دورة الألعاب الأوليمبية، التي كان من المقرر إجراؤها فى طوكيو، هذا الصيف، إلى عام 2021 بسبب وباء كورونا الذي اجتاح العالم، له تأثير سلبى على خطط التسويق الخاصة بشركة سامسونج للإلكترونيات– أكبر منتج للهواتف الذكية في العالم– وتحديدًا تلك التي تركز على هاتف سامسونج الذكي الجديد S20 الذي تم طرحه في وقت مبكر.
ذكرت وكالة رويترز أن دورة الألعاب الأوليمبية في طوكيو 2020 كانت تعتبر نقطة انطلاق بالنسبة لـ”سامسونج” لتحقيق هدفها طويل الأجل؛ وهو اختراق سوق الهواتف الذكية في اليابان الذى تهيمن عليه “أبل”.
وأوضحت “رويترز” أن عملاق التكنولوجيا الكوري فقَد فرصة ذهبية فيما يتعلق بنشر إعلاناته عن الجيل الخامس خلال فعاليات دورة الألعاب الأوليمبية، إذ خططت “سامسونج” لجذب العملاء من مشاهدي الدورة إلى أحدث تقنيات “5G” التي تنتجها، في الوقت الذي لا تمتلك فيه منافستها “أبل” مثل هذه التقنيات حاليًّا.
قال أحد المراقبين، لـ”رويترز”: “كانت سامسونج حريصة على اغتنام فرصة إقامة دورة الألعاب الأوليمبية في اليابان”، مضيفًا أن الوضع سيئ، وأنه سيتعين عليها وعلى غيرها من الجهات الراعية تعديل خططها التسويقية.
وتابع: “سيختفي الكثير من الزخم للطلب على الهواتف الذكية في الفترة التي تسبق الأوليمبياد”.
فيما قال مسئولون ومحللون سابقون لدى سامسونج إن الشركة سيتعين عليها على الأرجح العودة إلى المربع الأول؛ للترويج لهاتف جديد سيصدر العام المقبل.
ورفضت “سامسونج” من جانبها التعليق عندما سُئلت عن تأثير تأجيل دورة الألعاب الأوليمبية على استراتيجيتها الخاصة بالسوق اليابانية، قائلة إنها ستواصل تقديم تكنولوجيا مبتكرة للعملاء اليابانيين، بغض النظر عن موعد بدء الألعاب.
وقالت رويترز إنه على الرغم من أن سامسونج هي الشركة المصنعة الأولى للهواتف الذكية في العالم من حيث الحجم، فإن حصتها من السوق اليابانية متواضعة.
وفي المقابل استحوذت “أبل” التي بدأت بيع أجهزة iPhone لأول مرة في اليابان عام 2008، على حصة جيدة بفضل حملات إعلانية فعالة، ونظم تسعير قوية.
منذ ذلك الحين أضحت اليابان سوقًا ممتازة ومصدرًا رئيسيًّا لأرباح الشركة الأمريكية.
وبحسب شركة كونتر بوينت للأبحاث، تستحوذ “أبل” على حصة سوقية 53% من السوق اليابانية، وتستأثر “شارب” بحصة قدرها 12%، بينما تستحوذ “سوني” على 7%.
يُذكر أنه تم الإعلان عن قرار تأجيل الألعاب في بيان مشترك صادر عن اللجنة الأوليمبية الدولية (IOC)، وهي شريكة مع الأمم المتحدة ولجنة طوكيو 2020 المنظِّمة للألعاب الأوليمبية.
وأشار البيان المشترك إلى ما قاله مدير عام منظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الذي حذر من أن جائحة كورونا تتسارع، حيث ارتفع عدد الحالات العالمية المؤكدة من 200 ألف إلى 300 ألف خلال أربعة أيام فقط.
وأعرب كل من رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية توماس باخ، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي، عن قلقهما إزاء تأثير هذه الجائحة على حياة الناس، وعلى استعدادات نخبة الرياضيين من أجل الأوليمبياد.
وانخفضت احتمالية عقد دورة الألعاب الأوليمبية في الوقت المقرر لها، في الأيام التي سبقت اتخاذ القرار النهائي، بعدما أعلنت كندا وأستراليا أنهما لن يرسلا رياضيين إلى طوكيو، هذا الصيف، ودعوة عدد من الدول الأخرى علنًا للتأجيل؛ بسبب انتشار الوباء عالميًّا.