ظهر مؤخراً الخلاف حول استحقاق المطالبات الناتجة عن وفاة وباء ” كورونا”، وصرحت العديد من الشركات بأن التأمين على الحياة يشمل الوفاة الناتجة عن وباء الكورونا، والسؤال هل هذه التصريحات مدروسة فنياُ وإحصائيا وقانونياً وفق السيناريوهات المتوقعة، ام انها تصريحات ستتغير لاحقا إذا لا قدر الله تفاقم الوضع؟ وهل شركات إعادة التامين تبنت الموقف بناء على ملاحق الحقت بالعقود ام سيتغير موقفها فيما بعد؟.
صناعة التأمين امام أزمة لابد أن تدار بعناية حتى تعطي استقرار وقوة لها وتصبح مثال امام العالم، وما تطرحه سلسلة موضوعات واطروحات العلم والتأمين رؤية حول الازمة.
المعروف أن أقساط التأمين على الحياة تتم طبقاً لجداول الوفيات المعدة مسبقاً ولا يدخل في اعتبار تلك الجداول الاخطار غير المألوفة التي قد تتعرض لها حياة الانسان وتعتمد على المجموع، فمن الضروري أن يتثبت المؤمن في على الحياة من مدي الخطر الذي يؤمنه، ولا يؤمن إلا الاخطار المألوفة المعتادة، وإذا أمن خطراً غير مألوف يزيد في قسط التأمين حتى يواجه هذا الخطر.
شروط معظم الوثائق لا تستثني أخطار الأوبئة
وفي المقابل -لا تنص شروط معظم الوثائق استثناء اخطار الأوبئة إلا إذا كانت ناتجة عن سفر لمناطق بها اوبئة، كما أن المؤمن له (المستفيد) غير ملتزم باي اخطار قد تنشئ ما دام لم يتم استثناءها في شروط الوثيقة.
لا يمكن التأمين من كوارث الطبيعة وإذا تم سيكون وفق قواعد واليات خاصة بعيدا عن القواعد الحالية، وايضاً الحروب وبالعودة لسبب استثناء الحروب الثابت في معظم الوثائق هو انعدام الإحصاءات الثابتة عنها، لان الإحصاءات التي تتعلق بحرب لا تصلح لحرب اخري قد تختلف عنها اختلافاً بينا.
الإتفاق بين الشركات ضرورة حفاظًا علي صناعة التأمين
نحن امام أزمة وخطر غير عادية لذا وجب الدراسة وإدارة الازمة بحكمة وجماعية ليتفق الجميع على كل السيناريوهات المتوقعة حفاظاً على مصلحة الشركات والعملاء وطبيعة صناعة التأمين وعدم احداث خلل بحقوق البعض على حساب البعض الاخر، خاصة وان منظمة الصحة العالمية أعلنت ان فيروس كورونا وباء عالمي وجمهورية مصر العربية عضو بمنظمة الصحة العالمية.
لا شك اننا نحتاج الي حلول سريعة لتحقيق التوازن قبل الانزلاق في الخطأ وهو ما يجب تدخل بشكل مباشر وفق السيناريوهات المتوقعة لتحافظ على حقوق العملاء والشركات وسنعرض بعض السيناريوهات المتوقعة على ذلك:
تساؤلات حول السيناريوهات المتوقعة من تفاقم كورونا
حفظ الله مصر وشعبها –السيناريو المتشائم لا قدر الله: في حال تفاقم الوضع سيطرح الكثير من الأسئلة منها هل تستطيع شركات سداد كافة المطالبات وهل ستتعاون شركات إعادة الدولية في التحمل وفق العقود المبرمة ام سترفض في ظل اعلان منظمة الصحة العالمية ان كورونا وباء, وهل ستبرم ملاحق للعقود بذلك ام ستتعاون ابتداءً وترفض مؤخراً وسنلجأ في هذه الحالة الي التحكيم وفق شروط الوثيقة والاحكام والقواعد العامة، وفي النهاية يمكن القول ان محفظة الشركات لا يمكن ان تتحمل كافة المطالبات في حالة تفاقم الوضع او سيتم صرف مطالبات البعض ورفض الاخر او تطبيق قانون او قرارات اخري قد تصدر فيما بعد مما يخل بحقوق البعض ومبدأ المساواة.
السيناريو المتفائل: هو انتهاء الازمة بسلام بإذن الله وصرف المطالبات وفق قرار كل شركة وتفسيرها، أو تشكيل لجنة قانونية فنية من الهيئة الرقابية تعمل على سن تشريعات وقرارات عاجلة عامة تضمن حقوق جميع الأطراف والمساواة وهو ما نطالب به.
الحرب العالمية الأولي أحد الحلول التي وجب أخذها في الإعتبار
وبالرجوع الي الحرب العالمية الاولي سنجد أحد الحلول التي يمكن أن تأخذ في الاعتبار، هو صدور قانون ينظم الاثار التي تترتب علي وقف عقود بالنسبة إلى المجندين المشاركين في الحرب وفيه يلزم المؤمنين برد الاحتياطي الحسابي لورثة من يموت من المجندين اثناء الحرب، او الحل الاخر الانتظار حتى انتهاء الازمة بسلام ودراسة الوضع وإقرار تشريع ينظم التأمين على الحياة في حالة الأوبئة ويشمل نصوص خاصة بالأزمة المنقضية.