هبط الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي والعملة الأوروبية الموحدة “اليورو” في تعاملات اليوم الخميس، في الوقت الذ تسبب فيه تفشي فيروس “كورونا” المستجد المعروف اصطلاحيا بـ “كوفيد-19” في هبوط العملة الإنجليزية إلى أدنى مستوياتها في أكثر من ثلاثة عقود أمام العملة الخضراء، بحسب ما نشرته وكالة “رويترز”.
وسجل الإسترليني هبوطا بواقع 1.1450 دولار في تداولات بورصة نيويورك أمس الأربعاء، وانخفض بأكثر من 12% أمام الدولار القوي على مدار ثمانية أيام من التداولات.
ولم يتراجع الإسترليني إلى هذا الحد منذ العام 1985، حينما وقعت اتفاقية بلازا من قبل الدول الأكثر ثراء في العالم بهدف إضعاف الدولار وانتشال الاقتصاد الأمريكي من مستنقع الركود.
وأمام اليورو، لامس الإسترليني أدنى مستوياته في 11 عاما، مسجلا 95 بنسا لكل يورو، قبل أن يتعافى لاحقا، وانخفض سعر تداول الإسترليني في آخر تداول له أمام العملة الأوروبية الموحدة بنسبة 0.2%.
وتشهد الأسواق حالة من التقلبات الشديدة على خلفية مخاوف من تداعيات “كورونا” الذي ظهر للمرة الأولى في الصين وتحديدا في مدينة ووهان قبل أن تفشي في السواد الأعظم من دول العالم.
وفرضت بريطانيا مزيدا من القيود اليوم الخميس عبر إصدارها أوامر بغلق المدارس بعد زيادة آخرى في أعداد المصابين بالفيروس القاتل.
ويعتبر الإسترليني واحدا من العملات العديدة الأكثر تقلبا جراء الظروف الحالية، ما يدفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الدولار بوصفه ملاذا أمنا في أوقات الأزمات.
وقال مورتن لوند، كبير محللي أسعار الصرف في مؤسسة “نورديا” إن الجنيه الإسترليني كان من الممكن أن يهبط بواقع 1.10 دولار أمام الدولار.
وأوضح لوند أن المخاوف إزاء عجز الحساب الجاري في بريطانيا وكذا عدم اليقين بشأن العلاقات التجارية بين لندن ودول الاتحاد الأوروبي بعد خروج الأولى من التكتل الأوروبي المعروف بـ “بريكسيت”، قاد فاقم بالفعل من هبوط العملة الإنجليزية.