712 مليون مشاهدة لـ 236 حلقة.. كيف نجح «الدحيح» في المعادلة الصعبة

خبراء يجيبون.. هل يستمر نجاح «الدحيح» في حال انتقاله لمنصات مدفوعة؟

712 مليون مشاهدة لـ 236 حلقة.. كيف نجح «الدحيح» في المعادلة الصعبة
أحمد عواد

أحمد عواد

11:08 م, الأربعاء, 10 يونيو 20

«أعزائي المشاهدين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلًا بكم في حلقة جديدة من برنامج الدحيح»، بهذه المقدمة التي ترسخت لدى أذهان متابعيه، استطاع أحمد الغندور ببرنامجه حصد الملايين من المشاهدات خلال 3 سنوات، بداية من مايو 2017، وحتى مطلع يونيو 2020.

وأعلنت منصة AJ+ عربي، أمس الثلاثاء، ، لمقدمه أحمد الغندور، وذلك لأسباب إنتاجية، حيث قالت في بيانٍ لها «خططنا الإنتاجية لا تسمح في المرحلة الحالية الصعبة التي يمر بها العالم والمؤسسات الإعلامية، بالاستمرار في نشر برنامج الدحيح على كبريت»، متمنية التوفيق للغندور وفريقه خلال الفترة المقبلة.

البداية على AJ+ عربي كانت في 27 مايو 2017، ليستمر «الغندور» وفريقه في تقديم حلقات أسبوعية يوم السبت من برنامج «الدحيح»، حتى بدأ في نوفمبر 2018 بتقديم حلقتين أسبوعيًا يومي السبت والثلاثاء، ليصل إجمالي إنتاج البرنامج خلال 3 سنوات 236 حلقة متنوعة، تناولت موضوعات علمية وسياسية وثقافية ورياضية.

وخلال هذه الفترة، تجاوزت مشاهدات حلقات «الدحيح» على الإنترنت 712 مليون مشاهدة، توزعت ما بين 238.8 مليون مشاهدة على فيسبوك، و473.9 مليون مشاهدة علي يوتيوب، بحسب ما ذكرته منصة AJ+ عربي.

كما بلغ إجمالي التفاعل على حلقات الدحيح خلال هذه الفترة على موقع فيسبوك فقط 14.4 مليون، بالإضافة إلى أكثر من 4 ملايين مشاركة من يوتيوب، و884 ألف تعليق.

البداية من يوتيوب بإمكانيات بسيطة

بدأ أحمد الغندور برنامجه «الدحيح» في 31 أغسطس 2014، بعرض حلقة قصيرة على قناته بموقع يوتيوب، بإمكانيات بسيطة، مركزًا على المحتوى العلمي، الذي ينظر له كأحد المجالات الصعبة في تقديم المحتوى على الإنترنت.

ولكن خلال فترة قصيرة، استطاعت فيديوهات «الدحيح» في جذب آلاف من المتابعين لقناته، حتى وصل عدد الفيديوهات إلى 38 فيديو مختلف، كان آخرها في 15 ديسمبر 2016، حققوا أكثر من 25 مليون مشاهدة حتى اليوم، وتجاوز متابعي قناة اليوتيوب لأكثر من 890 ألف متابع.

معادلة الدحيح الصعبة

«نموذج يحتذى به ومن المحتويات العربية القليلة على الإنترنت التي بها مضمون»، هكذا علّق خالد البرماوي الخبير الإعلامي على تجربة برنامج الدحيح.

وقال البرماوي لـ «المال» إن هناك عدة أسباب لنجاح برنامج الدحيح رغم صعوبة المحتوى العلمي، من بينها أن المحتوى العربي الجاد والعلمي على الإنترنت قليل جدًا، بالإضافة إلى ما يحظي به مقدم البرنامج من قبول لدى الجمهور.

وتابع البرماوي أن اختيار ومعالجة الموضوعات التي تناولها الدحيح كانت من أهم أسباب نجاحه، والتأكيد على فكرة المصادر، مضيفًا أن المحتوى المرئي في عرض الحلقات لم يكن الأفضل على الإطلاق، ولكنه مناسب للفكرة وغير مبالغ فيه من حيث المؤثرات البصرية والجرافيك.

من ناحية أخرى، قال أيمن صلاح، خبير الإعلام الرقمي، إن نجاح برنامج الدحيح جاء من قبل انتقاله لمنصة AJ+، من خلال ما كان يقدمه من حلقات على قناته الخاصة بيوتيوب، ولكن النسخة الجديدة من البرنامج كانت أكثر احترافية، ومنحته المزيد من الأدوات التي ساهمت في زيادة نجاحه.

وأضاف صلاح لـ «المال»، أن أحمد الغندور مقدم البرنامج، استطاع بذكاء الفصل بين توجهات منصة AJ بلس، التي تنتمي إلى مؤسسة الجزيرة الإعلامية القطرية، وبين محتوى برنامجه، ولم تؤثر توجهات المنصة على ما يقدمه، وهو ما اكسبه احترام الجمهور وولائه للبرنامج، على الرغم من رفض الجمهور المصري لما تقدمه المؤسسة القطرية.

الخطوة القادمة.. محتوى مدفوع أم مجاني؟

مازالت الخطوة القادمة لبرنامج الدحيح حتى الآن غير معلنة، ما إذا كان سينتقل إلى إحدى المنصات التي تقدم المحتوى المدفوع مسبقًا، مثل شاهد.نت ونتفيلكس، أو لمنصة تقدم محتوى مفتوح، أو إذا كان سيقرر الاستثمار في قناة البرنامج على يوتيوب وصفحته بموقع فيسبوك.

وفي هذا الشأن، أكد البرماوي أن المنصات المدفوعة مثل شاهد.نت ونتفليكس، لا تنظر لمحتوى مثل الدحيح على أنه من المحتويات التي تجذب جمهور جديد، بقدر اهتمامها بتقديم قيمة مضافة، وهو ما يعبر عنه بقوة المحتوى العلمي للبرنامج.

وأضاف البرماوي أن هذا المنصات من الممكن أن تقدم نموذج ربحي مختلف لبرنامج الدحيح، مثل عرض الحلقات بشكل مجاني لجذب المزيد من الجمهور، أو عرضها مجانًا في توقيتات متأخرة عن توقيت إذاعتها للمشتركين.

ولكن البرماوي يرى أن من الأفضل للغندور وفريقه أن يستثمروا في منصة خاصة بالبرنامج، نظرًا لامتلاكه أرضيه جيدة من المتابعين، وعدم احتياج البرنامج لتكاليف إنتاج ضخمة.

وعلى الجانب الآخر، أشار صلاح إلى أن انتقال برنامج الدحيح لمنصة مدفوعة سيفقده بالتأكيد الكثير من المتابعين، ولكن السؤال الذي يجب طرحه هو هل الجمهور الذي سيتابعه على منصة مثل شاهد.نت أو نتفيلكس سيكون كافيًا لنجاح البرنامج اقتصاديًا؟

ولكن صلاح تخوف من تراجع جودة المحتوى المقدم للبرنامج، في حال قرر الغندور وفريقه استكماله على منصتهم الخاصة، مؤكدًا أن ذلك قد يسبب احباطًا لدى جمهور الدحيح الذي تعود على مستوى معين من الجودة.

وتابع صلاح أن اتخاذ خطوة مثل هذه لا يمكن أن تنجح اقتصاديًا بالاعتماد على إعلانات يوتيوب أو فيسبوك فقط، ولكن الأمر يحتاج إلى معلنين مباشرين، ورعاة للبرنامج، وهو ما أكد عليه أيضًا البرماوي، أن الدحيح يمكنه عمل شراكات مع يوتيوب أو فيسبوك لإنجاح تجربته في حال قرر استكمالها على منصته الخاصة.