تمكنت شركة «العز لصناعة السيراميك والبورسلين – الجوهرة» خلال العام الماضى من زيادة ربحيتها بمعدل 8 مرات وسجلت 52.4 مليون جنيه مقارنة مع 5.7 مليون جنيه بعام 2018.
وأرجع محللون ماليون فى بنوك استثمار محلية، الصعود اللافت فى أداء الشركة العام الماضى إلى تخفيض سعر الغاز الذى أقرته الحكومة للشركات الصناعية فى أكتوبر الماضى، وارتفاع سعر العملة المحلية خاصة فى ظل اعتماد غالبية شركات السيراميك على المبيعات المحلية، وتراجع معدلات التضخم.
وأظهرت القوائم المالية للشركة عن العام الماضى، أن إيرادات الشركة ارتفعت لتصل إلى 1.2 مليار جنيه، مقارنة مع مليار فقط للعام السابق له، فيما ارتفعت تكاليف المبيعات وسجلت 925 مليون جنيه مقابل 813 مليونا بالعام المقارن.
وفى ظل الأوضاع الحالية المتعلقة بفيروس «كورونا» قال المحللون إنه يصعب التكهن بمصير أى من الشركات خاصة على صعيد الصادرات، ولكنهم رجحوا أنه إن هدأت الأمور خلال النصف الثانى من العام الحالى، فسوف تتمكن الشركة من تحقيق أرباح ما بين 55 إلى 60 مليون جنيه.
وقال مارك أديب المحلل المالى فى بنك الاستثمار «فاروس» إن «الجوهرة» تمكنت خلال العام الماضى من زيادة الكميات المباعة، بنحو %16 وأقرت زيادة فى سعر البيع بنحو 2 %.
وأوضح أن هامش مجمل الربح صعد ليسجل %25 مقارنة مع %21 خلال 2018، مشيرًا إلى أن هناك 3 عوامل رئيسية دعمت هوامش مجمل الربح خلال العام الماضى.
وقال إن العامل الأول تمثل فى تخفيض أسعار الغاز الذى أقرته الحكومة المصرية بمستهل الربع الأخير من العام الماضى، مشيرًا إلى أن ذلك الخفض دعم أداء الشركة خلال هذه الفترة.
كان الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، أعلن بداية أكتوبر الماضى، عن اعتماد توصيات اللجنة الوزارية بشأن إعادة دراسة ومراجعة تسعير الغاز للأنشطة الصناعية، بحيث يكون 6 دولارات لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لصناعة الأسمنت، و5.5 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية لصناعات الحديد والصلب، والألومنيوم، والنحاس، والسيراميك والبورسلين.
فيما تمثل العامل الثانى وفقًا لـ«أديب» فى تراجع معدلات التضخم فى مصر خلال الفترة الماضية، والتى سجلت %5.3 خلال شهر فبراير الماضى، وأيضًا هدوء معدل الزيادة فى التكاليف التى تتحملها الشركة، وثالثًا قوة الجنيه أمام الدولار، وبالتالى تراجع أسعار المواد الخام التى تتحملها الشركة، مما يؤثر إيجابًا على الأرباح المُحققة.
وبشكل عام، قال «أديب» إن أداء الشركة خلال الربع الرابع من 2018، كان سلبيًا إذ تكبدت خسائر بقيمة 13 مليون جنيه، ووصل مجمل هامش الربح حينها 16 %.
ولفت إلى أنه خلال تلك الفترة من عام 2018، كان البيع شبه منعدم، وبالتالى تكبدت الشركة خسائر واضحة فى الربع الأخير، مما أثر فى النهاية على أرباح العام عمومًا.
وأوضح أن الأرباح التى حققتها الشركة خلال 2019، أعادتها لنفس مستويات الربحية السابقة لما قبل 2018، مشيرًا إلى أن هامش مجمل الربح فى الربع الرابع فقط من 2019 صعد ليسجل 26 %.
وتابع إن أوضاع الربع الأول من العام الحالى غير مجدية، وقد تستمر لمدة 3 شهور أخرى، فيما راهن على تحسن الأوضاع خلال النصف الثانى مع العام، وخاصة مع بدء فصل الصيف.
وأوضح أن الضبابية تفرض سيطرتها على الوضع الحالى للشركة، خاصة فيما يتعلق بالصادر، فى ظل الأوضاع الحالية لكل الدول المجاورة، مشيرًا إلى أن استقرار الأوضاع بالنصف الثانى من العام الحالى، سيدفع الشركة لتحقيق أرباح تترواح بين 55إلى 60 مليون جنيه.
ولفت إلى أن صادرات الشركة مثلت حوالى %21 من إجمالى مبيعاتها، عقب تراجعها بنحو %4 خلال العام الماضى، بقيمة 2.300 مليون جنيه، وتعتمد فى صادراتها على الأسواق الأفريقية والخليج.
كان «أديب» توقع سابقًا أن تتحسن مبيعات «الجوهرة» خلال 2020، بشرط قدرتها على تمرير الأسعار للمستهلك النهائى، مما يؤثر إيجابًا فى النهاية على هوامش الربحية وصافى الربح النهائى.
وبشكل عام رجح حينها، أن تتضرر شركات السيراميك المدرجة فى البورصة المصرية، من انتشار كورونا، من خلال تراجع قدرتها على المنافسة فى الأسواق التصديرية العالمية بشكل أكبر، لا سيما أسواق أوروبا وليبيا، فيما ستستمر معاناة الشركات الأساسية والخاصة بارتفاع التكاليف وتخمة المعروض وتراجعات الطلب.
وقالت إيمان مرعى المحللة المالية بشركة «العربى الأفريقى»، إن تخفيض سعر الغاز الذى أقرته الحكومة المصرية فى شهر أكتوبر الماضى، يُعد أحد أهم العوامل الداعمة لأداء الشركة خلال العام الماضى.
ولفتت إلى أن الشركة لديها ميزة تنافسية خاصة أنها تقدم منتجات “high end”، وبالتالى فإن تزايد قدرة بشكل أكبر على تمرير زيادات سعرية للمستهلكين النهائيين.
وأشارت إلى أوضاع القطاع المتعثرة وبصفة خاصة تراجعات الطلب وزيادة المعروض وقلة الفرص التصديرية، لافتة إلى أن تراجعات الفائدة تمثل أحد أهم العوامل الداعمة للشركة خلال الفترة المقبلة، ويبلغ حجم ديون الشركة وفقًا للقوائم المالية للعام الماضى حوالى 476 مليون جنيه.
وقالت «الجوهرة» – فى بيان الأحد الماضى- إنها تترقب التغيرات التى تطرأ على العوامل المؤثرة على النشاط الاقتصادى مع انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم.
وعلى صعيد نظرتها المستقبلية أوضحت أنها تترقب التغيرات فى ضوء التضخم وأسعار الفائدة وأسعار صرف العملات الأجنبية فى ظل انتشار فيروس كورونا على مستوى العالم وصعوبة التنبؤ بحجم الأضرار الناجمة عنه والخسائر المحتملة على المستوى الاقتصادى العالمى.
وأشارت الشركة إلى أنها مستمرة فى التطوير المتواصل للطاقة الإنتاجية على نحو يمكنها من مواجهة الضغوط والتحديات المؤثرة على كل من كمية المبيعات ومعدلات الإنتاج وربحية النشاط.
وأشارت «الجوهرة» إلى أنها تهدف لاستغلال الإنفاق الاستثمارى الذى تم خلال العامين الماضيين فى زيادة نوعية ومقاسات الإنتاج بما يسمح بفتح أسواق جديدة وطرح منتجات وموديلات أكثر تنافسية لمواكبة التطور العالمى فى الصناعة وإضفاء المزيد من المرونة للطاقة الإنتاجية على نحو يحافظ على ريادة الشركة بالأسواق المحلية والإقليمية.
وتسعى «الجوهرة» إلى احتواء التكلفة الإنتاجية المتزايدة من خلال إيجاد بدائل وإجراءات عمل لتخفيض عناصر التكلفة الحالية (النقل والخامات المساعدة والطاقة).
وتعمل «العز للسيراميك- الجوهرة» ضمن قطاع المواد الأساسية مع التركيز على مواد البناء، ويبلغ رأس المال 225.23 مليون جنيه، موزع على 51.05 مليون سهم، بقيمة اسمية 5 جنيهات للسهم.