يغيب عن موسم شهر رمضان، هذا العام، لأول مرة مسلسلات الكارتون والأطفال، باستثناء مسلسل واحد للأطفال تم الإعلان عنه منذ ساعات، “بكار” بطريقة 3d رغم تحقيق العديد منها نجاحًا كبيًرا في السنوات الماضية مثل حلقات مسلسل بكار التي غنّاها الفنان محمد منير بصوته ونالت شهرة واسعة في فترة التسعينات ومسلسل الأطفال أيضًا “قصص الحيوان في القرآن” التي قدم منها الفنان يحيى الفخراني أجزاء مختلفة، وكذلك مسلسل “عصام والمصباح” الذي قدمه المطرب مصطفى قمر سابقًا، ومسلسل “القبطان عزوز” الذي قدمه الفنان سامح حسين وحقق نجاحًا جيدًا.
إلا أن نوعية هذه الأعمال لن تكون موجودة في شهر رمضان، هذا العام، على غير العادة ولأسباب مختلفة نرصدها في هذا التقرير.
أشرف صقر : تحقق عائدًا مثل مسلسلات الكبار وتكلفتها أقل
يقول المنتج أشرف صقر إن مسلسلات الأطفال التي قُدمت في السنوات الماضية مثل بكار وقصص النساء كانت مفرحة جدًّا للأطفال وحققت نجاحًا، وغيابها هذا العام يرجع لفكر معظم المنتجين الموجودين بالسوق حاليًّا الذي يغفل أهمية نوعية هذه الأعمال.
وأشار إلى أن تكلفة مسلسلات الكارتون أو الأطفال لا تُقارَن أبدًا بتكلفة مسلسلات رمضان المعتادة كل عام، منوهًا بأنه يجب الاهتمام بتقديم جرعة درامية للأطفال من خلال مسلسل كارتون جيد يحمل محتوى وأفكارًا جديدة متطورة وتُناسب أعمارهم أيضًا.
ولفت صقر إلى أن مسلسلات الكارتون تحقق عائدًا ماديًّا للمنتج مثل مسلسلات الكبار، لكن لو نُفذّت بشكل جيد ومتقن.
قدري الحجار: التليفزيون يفكر بشكل تقليدي.. والمنتجون يتجاهلونها
وقال الناقد الفني قدري الحجار إن مسلسلات الكارتون والأطفال أصبحت غائبة عن فكر المنتجين والمخرجين وكُتاب الدراما منذ فترة طويلة.
وأكد أن مسلسلات الأطفال التي عُرضت سابقًا أصبحت أفكارها سطحية، لذلك تم إغفالها حاليًّا، لافتًا إلى أن الدول العربية التي كانت تهتم بأخذ مسلسلات الأطفال من مصر، لم تعد تهتم بذلك.
ونوه بأن التليفزيون للأسف يفكر دائمًا في الموضوعات التقليدية “داخل الصندوق”، وحينما يقدم هذه الأفكار في المسلسلات يتم إغفال الأطفال منها، وذلك شيء يجب الانتباه له في الفترة المقبلة؛ لأن أطفالنا يحتاجون لتوعية كبيرة بأمور كثيرة في حياتنا، وأسهل وسيلة لإيصال رسائل معينة لهم بطريق غير مباشر هو الترفيه والتسلية من خلال هذه النوعية من المسلسلات.
سمير الجمل: يجب أن تتدخل الدولة لحماية أطفالنا من أي منتج سيئ
بينما يرى السيناريست والناقد سمير الجمل أن السبب في غياب هذه النوعية من المسلسلات، هذا العام، يرجع لغياب دور الدولة؛ لأنها مفترض أن تحمي أطفالنا من تقديم أي منتج غير جيد لهم.
وتابع أن هناك مسلسلات للكارتون يتم استيرادها من الخارج، وتحوي مشاهد للعنف والقتل، ولا يمكن أن يشاهدها أطفالنا أبدًا، مشيرًا إلى أن الفنان يحيى الفخراني حينما قدم مسلسل قصص النساء بصورة مميزة حققت نجاحًا كبيرًا مع الأطفال والكبار في الوقت نفسه.
ولفت الجمل إلى أنه يجب تقديم منتج للأطفال فيه توعية لهم عن الحياة والأشياء الحسنة، وعدم غرس القيم السيئة فيهم مثل العنف وغيره.