شينخوا : «الصحة العالمية» أعلنت انتقال ساحة «معركة كورونا» خارج الصين

شينخوا : «الصحة العالمية» أعلنت انتقال ساحة «معركة كورونا» خارج الصين
محمود خاطر

محمود خاطر

4:51 م, الثلاثاء, 17 مارس 20

قالت وكالة الأنباء الصينية «شينخوا» إن منظمة الصحة العالمية أعلنت أمس الإثنين أن عدد حالات الإصابة المؤكدة كورونا خارج الصين تجاوز نظيره داخلها، منبهة المجتمع الدولي إلى انتقال ساحة المعركة الرئيسية ضد الوباء.

وأضافت الوكالة أنه مع هذا التحول، ينبغي أن تدرك الدول في جميع أنحاء العالم أن حملة منسقة على نطاق أوسع لاحتواء وإنهاء «كورونا» لا تحتمل أي تأخير، وسيؤدي التردد وعدم التوافق إلى فوضى وعواقب وخيمة.

وأوضحت أنه منذ بداية تفشي الفيروس، تبنت بكين أكثر الإجراءات شمولا وقوة ودقة في تاريخ البشرية لعلاج المصابين والحد من انتشار كورونا .

وأشارت إلى أنه نتيجة لذلك، سيطرت الصين على نطاق واسع على انتشار المرض، وأصبحت العديد من مقاطعاتها باستثناء مركز التفشي، هوبي، خالية تقريبا من الإصابات الجديدة.

ولفتت إلى قيام العديد من البلدان المتضررة بشدة، ولا سيما تلك الموجودة في أوروبا، المركز الحالي للوباء العالمي، بتنفيذ إجراءات: فقد نفذت إيطاليا وإسبانيا إغلاقات على الصعيد الوطني، وعلقت اليونان الدراسة، وشددت ألمانيا الرقابة على حدودها، وأغلقت فرنسا المطاعم والمقاهي ودور السينما.

وأوضحت أن إجراءات التباعد الاجتماعي هذه قد تنجح بمرور الوقت، وفقا لتجربة الصين وتضحياتها المؤلمة، لكن الفوز في هذه الحرب العالمية على فيروس غير معروف يتطلب جهود الكل مجتمعين، لا أحد قوي بما يكفي للقيام بذلك بمفرده.

فقد عملت الصين، منذ بداية تفشي المرض، بشكل وثيق مع الحكومات الأخرى والمنظمات الدولية لتبادل المعلومات المهمة وخنق الوباء.

وبعد أن احتوت الصين إلى حد كبير انتشار المرض داخل أراضيها، تساعد الصين الآن الدول الأخرى على التعامل مع هذا التحدي الميكروبي غير المسبوق. فالانتصار العالمي على هذا الوباء يضمن عدم تخلف أي بلد عن الركب.

لقد أرسلت الصين مهنيين طبيين إلى إيطاليا والعراق وإيران مع مواد ماسة الحاجة مثل مجموعات الاختبار وأقنعة الوجه والملابس والنظارات الواقية. وستثبت خبرتها في احتواء الوباء قيمتها أيضا.

وبينما بدأت الحكومات في تكثيف جهود الاحتواء، فإنه يتعين عليها أن تضع في الاعتبار أن أعمال الانعزالية أو الحمائية لا يمكن أن تساعدها على إنقاذ اليوم في هذا العصر من العولمة. إنها بحاجة إلى تنسيق سياساتها وإجراءاتها بشكل أفضل عبر الحدود.

وبغض النظر عن تعزيز التعاون في مجال الوقاية والسيطرة، يجب على المجتمع الدولي أن يتعاون لتطوير العلاج الفعال والأدوية الوقائية واللقاحات. لقد فعل العالم ذلك من قبل عندما قامت الصين والولايات المتحدة والمكسيك وأستراليا باستجماع جهودها لتطوير الأدوية واللقاحات ردا على تفشي إنفلونزا أتش1 أن1 في عام 2010. ويمكنها القيام بذلك مرة أخرى.

كان هناك درس واحد مؤسف من الأسابيع القليلة الماضية: أولئك الذين فشلوا في اتخاذ إجراءات مبكرة ضد المرض شاهدوه يثير الفوضى في دولهم.

مع ذلك، يتملك التردد صانعي السياسات في بعض البلدان، يحاول البعض التعامل معه بمبدأ “دعه يذهب أو انسى الأمر”، فيما يستغل آخرون الوضع الرهيب لتشويه دول معينة لتحقيق مكاسب ذاتية، وحتى استخدام لغة عنصرية لنثر بذور الكراهية.

إنهم يخاطرون ليس فقط بوضع حياة وصحة مواطنيهم على المحك، ولكن أيضا يخاطرون بحياة الآخرين في جميع أنحاء العالم.

والآن بعد أن دخلت المعركة العالمية ضد المرض مرحلة جديدة وربما الأكثر أهمية، فإن الجنس البشري بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التكاتف في مواجهة هذا التحدي العالمي المشترك. وهنا يكمن أفضل أمل ممكن للبشرية الآن.

محمود خاطر

محمود خاطر

4:51 م, الثلاثاء, 17 مارس 20