منذ سنوات لم يعرض للجمهور مسلسل ينتمي لطابع ديني مثل نوعيات المسلسلات الأخرى التي تشهدها سوق الدراما بمصر سواء الاكشن أو الكوميدي أو الاجتماعى ، ورغم عودة المسلسلات التاريخية بعد غيابها عن الشاشة لسنوات ايضا بمسلسل ” ممالك النار ” الذى قام ببطولته الفنان خالد النبوى وحقق نجاحا كبيرا ، إلا أن غياب المسلسل الدينى عن الدراما المصرية مازال مثار تساؤل لدى الكثيرين ، لاسيما أن روح شهر رمضان الكريم تتناسب مع هذه النوعية من المسلسلات الدينية التى كان يحبها الجمهور وتعلقت بالكثير من الأعمال الدينية لكبار الفنانين الذين قدموها مثل الراحل نور الشريف وغيره .
أيمن سلامة: غياب التليفزيون عن إنتاجها منذ سنوات وعدم تحقيقها للإعلانات
قال المؤلف أيمن سلامة إن الأمر يرجع لكون من كان ينتج هذه النوعية من المسلسلات التليفزيون المصرى ، ولم يكن مهتما وقتها بالربح أو الخسارة بقدر اهتمامه أن تكون هناك استراتيجية لأفكار درامية لابد أن تتم .
واضاف انه كان يضع معايير وقتها مجلس امناء اتحاد الاذاعة والتليفزيون بناء على تقارير من اجهزة وطنية سيادية والمجالس القومية المتخصصة ، التي كانت تطالب الإعلام وقتها بضرورة التحدث في هذه المسلسلات عن قضايا هامة مثل الطلاق والزواج والقضايا الاجتماعية الموجودة حينها ، والتي ظهرت مؤشراتها من خلال المجالس القومية المتخصصة .
ولفت انه اليوم لا توجد محالس قومية متخصصة ولا مجلس امناء لاتحاد الاذاعة والتليفزيون وكذلك لا يوجد قطاع الانتاج ، مما ادى أن يرتبط الانتاج الدرامي بالاعلان واصبح المنتج يقدم مسلسله للقناة وهي تجلب الاعلانات عليه بمردود مالى سريع ، وغالبا المسلسل الديني لن يجلب الإعلانات لذلك اختفى من حياتنا المسلسل الديني منذ سنوات .
واكد سلامة أن الأمل يمكن أن يكون في شركة إعلام المصريين ، التي حاولت تقديم مسلسل ديني في شهر رمضان لكن لم يكتمل ” سيف الله خالد بن الوليد ” ، لكن نتمنى أن تقوم ادارة اعلام المصريين للعودة بانتاج هذه النوعية من المسلسلات الدينية والتي تعلق بها الجمهور المصري سنوات طويلة .
ماجدة موريس: استكفينا من شكل المسلسل الدينى الهزيل فى الماضى ونحتاج لتطور كبير فيها
وترى الناقدة ماجدة موريس ان غياب المسلسل الديني عن الشاشة يرجع لتكلفته الانتاجية المرتفعة جدا حتى يقدم بصورة جيدة للجمهور ، لافتة ان المسلسل الديني يرصد مرحلة تاريخية مهمة او أنه سيتحدث عن قضايا معاصرة ونظرة الدين لها ولا أعتقد ان هناك مؤلفا حاليا يجرؤ على تقديمها وكتابتها ، بالاضافة لموافقة الرقابة على ذلك .
ونوهت بأن دعوة الرئيس السيسى لتجديد الخطاب الديني ، كانت ممكن تسفر عن انتاج اعمال درامية دينية لكن لم تجد احدا يفكر فيها ، مشيرة ان المسلسلات الدينية منذ سنين طويلة كانت تتعرض لمرحلة معينة من التاريخ الاسلامي وكانت تقدم بصورة معينة للجمهور .
ولفتت انه يجب ان يقدم المسلسل الديني بمستوى مسلسل ” عمر “الذى أنتجته المملكة السعودية ومستوى المسلسل التاريخي الذي قدمه الفنان خالد النبوي مؤخرا “ممالك النار” ، موضحة ان المشاهد لن يقبل رؤية مسلسل ديني على طريقة محمد رسول الله الذي كتبته امينة الصاوي في الماضي، وكان يقدم المسلمين في صورة هزلية انهم متعبين دائما والكفار هم في حالة جيدة طيلة الوقت ، لاسيما ان الديكورات كانت ضعيفة وهناك اسلوبا من الصياح في المسلسل فنحن استكفينا من هذه النوعية من المسلسلات حقيقة .
وأوضحت ايضا ان العصر الحالي يتطلب تقديم مسلسل ديني متطور في كل شىء ، مثلما قدمت مسلسلات دينية السنوات الماضية في الخارج وحققت نجاحا كبيرا مثل “يوسف الصديق” وكان مسلسل إيراني .
وأكدت أن الأمر يتعلق بمن يتحكم في مسالة الإنتاج وماهي خطته ، وهل يملك خريطة لما ينبغي أن يقدمه للشعب المصري ام لا .
عاطف كامل: لا مانع من تقديمها لكن تتطلب وقتا طويلا للتحضير والاهتمام بالورق
ويرى المنتج عاطف كامل انه لا يوجد مانع ابدا من تقديم المسلسل الديني للجمهور وعودته ، لكن يتطلب ذلك الاهتمام بجودة الورق والسيناريو المكتوب للمسلسل بالاضافة لتحضير العمل منذ وقت طويل .
وتابع ان الظروف الحالية للانتاج الدرامي ليست جيدة للاسف لتقديم نوعية المسلسلات الدينية ، لاسيما أن عجلة الانتاج بالسوق اصبحت سريعة والوقت الذي يتطلبه المسلسل الديني يجب ان يكون طويلا حتى يتم تحضير العمل بصورة مميزة ويظهر بشكل جيد على الشاشة خاصة مع التطور الذي حدث للدراما السنوات الماضية على مستوى الصورة والإخراج والكتابة وتكنيك المسلسلات ايضا .