اكتشافات حفرية في مصر عاصرت عصر الديناصورات وترجع إلى 70 مليون سنة

تتميز صحراء الوادي الجديد بتنوع الأحياء القديمة

اكتشافات حفرية في مصر عاصرت عصر الديناصورات وترجع إلى 70 مليون سنة
أيمن عزام

أيمن عزام

11:16 م, السبت, 27 مارس 21

أعلنت مصر لأول مرة عن اكتشافات حفرية عاصرت عصر الديناصورات وترجع إلى 70 مليون سنة

    وقال رئيس جامعة الوادي الدكتور عبد العزيز طنطاوي، في بيان، إن فريقا بحثيا بمركز الحفريات الفقارية بالجامعة تمكن من اكتشاف علمي جديد لأول مرة في مصر بالبحر التيثى القديم Tethys Sea بواحة الداخلة بمحافظة الوادي الجديد، جنوب غرب القاهرة، لبقايا أسماك عملاقة منقرضة ومنقار لسمك المنشار Sawfish rostrum بالإضافة إلي أجزاء كبيرة من سلحفاة بحرية وأجزاء أخري من أحد الزواحف البحرية الكبيرة التي عاصرت عصر الديناصورات، ويرجع تاريخها لأكثر من سبعين مليون سنة.

اكتشافات حفرية بمصر

    كما تم اكتشاف أسنان القرش المفترسة والتي جذبتها ظروف المعيشة الملائمة والغذاء الوفير بتلك الأخوار المليئة بالأحياء البحرية الأخرى التي يمكن افتراسها والتغذي عليها.

    وأضاف رئيس جامعة الوادي، أن الصحراء الغربية بمصر تمثل واحدة من أهم الكنوز الطبيعية على مستوي العالم والتي تكشف النقاب عن أسرار الحياة القديمة منذ أكثر من 70 مليون سنة.

    وأكد الدكتور عبد العزيز طنطاوي أن الخطة البحثية للجامعة تهدف إلي مواصلة البحث عن حفائر لتلك الأحياء القديمة بصحراء الوادي الجديد لعرضها بمتحف للتاريخ الطبيعي بالمحافظة ليكون أحد أهم المنابر العلمية للحياة القديمة بقارة أفريقيا وكذلك مقصدا ومزارا سياحيا على المستوي الدولي لجذب وتنشيط السياحة لمحافظة الوادي الجديد.

رحلات علمية بواحة الداخلة

    ومن جانبه، قال الدكتور جبيلي أبو الخير أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم ومدير مركز الحفريات الفقارية بالجامعة، إنه تم دراسة طبيعة وجغرافية المكان الذي تم الكشف فيه من خلال تنظيم عدة رحلات علمية واستكشافية بواحة الداخلة بالوادي الجديد تم خلالها تحديد الطبقات الحاوية لتلك الحفريات الهامة ودراسة البيئات القديمة التي عاشت بها وكذلك مستوي حالة الحفظ الموجودة عليها الأن وتحديد مدي نجاح الفريق العلمي في استخراجها ودراستها.

    وأضاف أبو الخير أن تلك الاكتشافات العلمية الهامة بهذه المنطقة توضح ظروف وطبيعة الحياة القديمة بالقارة الافريقية داخل البحر التيثي القديم والذي كان يغطي معظم مساحة مصر في ذاك الوقت اشتراكا مع الأنهار التي كانت تصب من الجنوب، والتي أدت إلي تنوع البيئات القديمة التي سمحت للعديد من الكائنات الأرضية والبحرية للتواجد بتلك المنطقة ، حيث كان للزواحف العملاقة سواء البرية أو البحرية النصيب الأكبر للمعيشة داخل هذه البيئات المتنوعة.

    وتعد هذه الاكتشافات ضمن الخطة البحثية لجامعة الوادي الجديد في دراسة الحياة القديمة للعصر الطباشيري والتي ما زالت غير معروفة إلي حد كبير علي مستوي القارة الافريقية والتي يطلق عليها القارة المفقودة لندرة الحفريات المكتشفة بها.

تنوع الأحياء القديمة

    وتمثل صحراء الوادي الجديد واحدة من أهم مناطق القارة الافريقية في احتوائها على تنوع كبير من الأحياء القديمة للعصر الطباشيري وخاصة الاحياء البحرية التي عاشت بالبحر التيثي خلال هذا العصر.

    وأكد مدير مركز الحفريات الفقارية بالجامعة أن تلك الزواحف تنوعت لتمثل الديناصورات بأنواعها والتماسيح والسلاحف الأرضية والبحرية والسحالي البحرية Mosasours and Plesiosaurs هذا بالإضافة إلى التنوع الكبير من الأسماك البحرية العملاقة وأسماك القرش والتي تركزت بشكل كبير بجنوب الصحراء الغربية داخل الاخوار والبرك الممتدة من البحر التيثي.

    وأوضح أن هذه البرك والأخوار كانت تدعم ببعض مصادر المياه العذبة نتيجة الفيضانات وبعض مصبات الأنهار من الجنوب داخل هذا البحر العظيم، مما أدي إلى توفير الغذاء بشكل كبير، الأمر الذي جذب العديد من تلك الأحياء للبقاء بتلك المناطق للتغذية والتكاثر والمعيشة الآمنة.

    بدوره، أكد الجيولوجي محمد كامل بقسم الجيولوجيا بكلية العلوم، عضو الفريق البحثي، أنه من بين تلك الاكتشافات العلمية منقار سمك المنشار والذي يصل طوله إلي ما يقرب من 2 متر مما يؤكد ضخامة الأحياء البحرية بتلك المنطقة.

    وأشار كامل إلي أن عظام السلحفاة البحرية المكتشفة تمثل أضخم عظام لسلاحف تم اكتشافها بأفريقيا رغم وجود اكتشافات مماثلة تم الكشف عنها من قبل من خلال فريق مركز الحفريات بالجامعة.

يشار إلى أن هذه المادة نقلا عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.