7‭ ‬نصائح‭ ‬ذهبية‭ ‬لنيل‭ ‬الجوائز‭ ‬الصحفية

7‭ ‬نصائح‭ ‬ذهبية‭ ‬لنيل‭ ‬الجوائز‭ ‬الصحفية
حازم شريف

حازم شريف

11:16 ص, الأحد, 2 أكتوبر 05

وصلني‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المكالمات‭ ‬الهاتفية‭ ‬ورسائل‭ ‬البريد‭ ‬الإلكتروني،‭ ‬التي‭ ‬حار‭ ‬أصحابها‭ ‬في‭ ‬فهم‭ ‬وتفسير،‭ ‬سلوك‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الكتاب‭ ‬والصحفيين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الماضية.

‬ ولا‭ ‬شك‭ ‬أنهم‭ ‬معذورون‭ ‬في‭ ‬حيرتهم‭ ‬هذه،‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يلتبس‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬ممارسات‭ ‬وكتابات‭ ‬لنفس‭ ‬الكاتب،‭ ‬قد‭ ‬يعتقد‭ ‬القارئ‭ ‬البريء،‭ ‬أنها‭ ‬تمثل‭ ‬تناقضاً‭ ‬فى‭ ‬المواقف،‭ ‬وترنحاً‭ ‬لقلم‭ ‬الأستاذ‭ ‬الكاتب‭ ‬أو‭ ‬لسانه،‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬مواقف‭ ‬المداهنة‭ ‬والمعارضة‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد.

‭ ‬وكذلك‭ ‬لما‭ ‬قد‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬فطنتهم‭ ‬من‭ ‬قواعد‭ ‬لعبة،‭ ‬يزاولها‭ ‬باحتراف‭ ‬هذه‭ ‬الأيام،‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين،‭ ‬لا‭ ‬يجمعهم‭ ‬رابط‭ ‬سوى‭ ‬التنافس‭ ‬على‭ ‬جوائز‭ ‬الإصلاح‭ ‬الصحفي‭ ‬الإعلامي،‭ ‬التي‭ ‬تتعاظم‭ ‬قيمتها‭ ‬وثقلها،‭ ‬كلما‭ ‬زادت‭ ‬حرفية‭ ‬اللاعبين،‭ ‬في‭ ‬استعراض‭ ‬مهاراتهم‭ ‬البهلوانية.

‬ ولعلي‭ ‬انتهز‭ ‬هذه‭ ‬الفرصة،‭ ‬لأوضح‭ ‬لهؤلاء‭ ‬القراء‭ ‬الحائرين‭ ‬الأعزاء،‭ ‬ما‭ ‬استعصى‭ ‬عليهم‭ ‬من‭ ‬فهم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬النصائح،‭ ‬أسديها‭ ‬مخلصاً‭ ‬لزملائنا‭ ‬من‭ ‬الصحفيين‭ ‬والإعلاميين،‭ ‬الذين‭ ‬قد‭ ‬يرغبون‭ ‬في‭ ‬النزول‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬المنافسة‭ ‬على‭ ‬الجوائز،‭ ‬والتي‭ ‬تتنوع‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬المكافآت‭ ‬المالية‭ ‬الصغيرة‭ ‬من‭ ‬الرؤساء،‭ ‬مروراً‭ ‬بالترقية‭ ‬والمناصب،‭ ‬وانتهاءً‭ ‬بالبرامج‭ ‬والمحطات‭ ‬التليفزيونية‭.

أولاً: ‬امتدح‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬النفاق،‭ ‬كافة‭ ‬رموز‭ ‬الإصلاحيين‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬الحزب‭ ‬الوطني،‭ ‬وكل‭ ‬ما‭ ‬يصدر‭ ‬عنهم‭ ‬من‭ ‬أفعال،‭ ‬وما‭ ‬يرسمون‭ ‬من‭ ‬سياسات،‭ ‬ويقومون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬إجراءات،‭ ‬وما‭ ‬ينطقون‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬كلمات.

‬ ثانياً: ‬حاول‭ ‬أن‭ ‬تسدي‭ ‬إليهم‭ ‬سراً،‭ ‬المشورة‭ ‬والنصح،‭ ‬وأن‭ ‬تعرض‭ ‬عليهم‭ ‬قدراتك‭ ‬الإعلامية‭ ‬الصحفية‭ ‬المعملية‭ ‬الفذة،‭ ‬واحرص‭ ‬ألا‭ ‬تظهر‭ ‬طمعك‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جائزة،‭ ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬التنبير،‭ ‬على‭ ‬أنك‭ ‬لا‭ ‬تفعل‭ ‬ذلك،‭ ‬طمعاً‭ ‬في‭ ‬منصب‭ ‬أو‭ ‬جاه،‭ ‬وإنما‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬وطنية‭ ‬عارمة‭ ‬في‭ ‬الإصلاح،‭ ‬والمساهمة‭ ‬الفعالة‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوطن.

‬ ثالثاً: ‬هاجم‭ ‬بضراوة،‭ ‬كل‭ ‬رموز‭ ‬الحرس‭ ‬القديم‭ ‬بالحزب‭ ‬الوطني‭- ‬أيضاً-، ‬فهذا‭ ‬يدعم‭ ‬من‭ ‬موقفك‭ ‬أمام‭ ‬جماعة‭ ‬الإصلاح،‭ ‬وفي‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬يتيح‭ ‬لك‭ ‬أن‭ ‬تدعي‭ ‬متبجحاً،‭ ‬أنك‭- ‬إعلامياً‭ ‬أو‭ ‬كاتباً- ‬موضوعي،‭ ‬لا‭ ‬يخاف‭ ‬في‭ ‬الحق‭ ‬لومة‭ ‬لائم،‭ ‬وأنك‭ ‬كما‭ ‬تمتلك‭ ‬الشجاعة‭ ‬الكافية،‭ ‬لانتقاد‭ ‬من‭ ‬يخطئ‭ ‬من‭ ‬المسئولين،‭ ‬فإنك‭ ‬على‭ ‬أتم‭ ‬الاستعداد،‭ ‬للإشادة‭ ‬بمن‭ ‬يحسن‭ ‬التصرف‭ ‬منهم.

‬ ملحوظة: ‬النصيحة‭ ‬السابقة،‭ ‬هي‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسي،‭ ‬وراء‭ ‬حالات‭ ‬اللبس‭ ‬والالتباس،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬تصيب‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬القراء،‭ ‬إذ‭ ‬لا‭ ‬يفهم‭ ‬البعض‭- ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬خبراتهم‭ ‬السابقة-، ‬كيف‭ ‬يمنح‭ ‬رئيس‭ ‬تحرير‭ ‬إحدى‭ ‬المجلات‭ ‬الحكومية،‭ ‬وسام‭ ‬الاستحقاق‭ ‬للدكتور‭ ‬محمد‭ ‬كمال،‭ ‬ويهاجم‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬العدد‭ ‬الدكتور‭ ‬فاروق‭ ‬حسني،‭ ‬بل‭و ‬يصفه‭ ‬بوزير‭ ‬الاستعراض!.

‬ رابعاً: ‬اتخذ‭ ‬موقفاً‭ ‬مبدئياً‭- ‬أعلم‭ ‬أنه‭ ‬لفظ‭ ‬مبدئي‭ ‬لا‭ ‬محل‭ ‬له‭ ‬من‭ ‬الإعراب‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬ولكنني‭ ‬استخدمته‭ ‬للتأكيد‭ ‬على‭ ‬الجدية-، ‬وعلى‭ ‬طول‭ ‬الخط،‭ ‬في‭ ‬مهاجمة‭ ‬جميع‭ ‬الحركات‭ ‬المعارضة،‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬يسبق‭ ‬لها‭- ‬تاريخياً-، ‬عقد‭ ‬أي‭ ‬صفقات‭ ‬مع‭ ‬الحكومة‭ ‬كحركة‭ ‬كفاية،‭ ‬واتخذ‭ ‬موقفاً‭ ‬عملياً‭ ‬برجماتيا،‭ ‬مع‭ ‬مجموعة‭ ‬أحزاب‭ ‬الحوار‭ ‬الوطني‭- ‬رحمه‭ ‬الله-، ‬فلا‭ ‬مانع‭ ‬أن‭ ‬تثني‭ ‬على‭ ‬موقف‭ ‬الدكتور‭ ‬نعمان‭ ‬جمعة‭ ‬رئيس‭ ‬حزب‭ ‬الوفد،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬قرر‭ ‬خوض‭ ‬الانتخابات‭ ‬الرئاسية،‭ ‬وأن‭ ‬تسبه،‭ ‬إذا‭ ‬ما‭ ‬هاجم‭ ‬الحزب‭ ‬الوطني،‭ ‬عقب‭ ‬سقوطه‭ ‬المروع‭- ‬جمعة- ‬في‭ ‬الانتخابات.

‬ خامساً: ‬هاجم‭ ‬وشوه‭ ‬وغلوش،‭ ‬بضراوة‭ ‬أيضاً،‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬يشتم‭ ‬منه‭ ‬خطر،‭ ‬على‭ ‬الحزب‭ ‬الوطني‭ ‬ومرشحيه‭ ‬في‭ ‬كافة‭ ‬الانتخابات،‭ ‬كجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين،‭ ‬وجماعة‭ ‬أيمن‭ ‬نور.

‬ سادساً: ‬ادع، ‬وأكثر‭ ‬من‭ ‬الادعاء،‭ ‬حتى‭ ‬يهيأ‭ ‬لك‭ ‬وللرأي‭ ‬العام، ‬أن‭ ‬للحزب‭ ‬الوطني‭ ‬قواعد‭ ‬شعبية،‭ ‬وبنى‭ ‬فوقية‭ ‬وتحتية،‭ ‬وهياكل‭ ‬تنظيمية،‭ ‬وبرامج‭ ‬لولبية‭ ‬تشجع‭ ‬الاستثمار‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬وتدافع‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬العمال‭ ‬والفلاحين،‭ ‬وتدعم‭ ‬كل‭ ‬‭ ‬الطبقات‭ ‬والسلع‭ ‬والخدمات‭ ‬والصادرات‭ ‬والواردات.

‬باختصار‭ ‬الحزب‭ ‬للجميع،‭ ‬والجميع‭ ‬للحزب،‭ ‬وله‭ ‬كل‭ ‬الجماهيرية، ‬ولا‭ ‬تشغل‭ ‬بالك‭ ‬بكون‭ ‬هذا‭ ‬الادعاء،‭ ‬ينسف‭ ‬المنطق‭ ‬الذي‭ ‬تقوم‭ ‬عليه‭ ‬الأحزاب‭ ‬من‭ ‬الأساس.

‬ سابعاً: ‬لا‭ ‬مانع‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬تتصدر‭ ‬في‭ ‬الهايفة‭ ‬أحياناً،‭ ‬ولكن‭ ‬احرص،‭ ‬أن‭ ‬تنتقي‭ ‬موضع‭ ‬قدمك‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬المضمار،‭ ‬بمنتهى‭ ‬العناية،‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تصطدم‭ ‬بمسئول‭ ‬إصلاحي‭ ‬كبير.

‬باختصار‭ ‬انتق‭ ‬فساد‭ ‬موظف‭ ‬بيروقراطي‭ ‬صغير،‭ ‬أو‭ ‬عسكري‭ ‬مرور‭ ‬وسلط‭ ‬الضوء‭ ‬عليه،‭ ‬باعتباره‭ ‬السبب،‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬مشاكل.

‬ وأخيراً‭ ‬أعلم‭ ‬زميلي‭ ‬الصحفي،‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬النصائح‭ ‬لا‭ ‬قيمة‭ ‬لها،‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يعززها‭ ‬ويعضدها قدرات ومهارات،‭‬أربأ‭ ‬بنفسي،‭ ‬أن‭ ‬تزعم توافرها للجميع.

ورحم‭ ‬الله‭ ‬أيام‭ ‬الكاتب‭ ‬الرومانسي‭ ‬الأستاذ‭ ‬سمير‭ ‬رجب،‭ ‬الذي‭ ‬ربما‭ ‬يشتعل‭ ‬قلبه‭ ‬غيرة‭ ‬وحسرة،‭ ‬وهو‭ ‬يرى‭ ‬المواهب‭ ‬المركبة،‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬أبنائه‭ ‬الصحفيين‭ ‬والإعلاميين‭ ‬الآن،‭ ‬لا‭ ‬يشذ‭ ‬منهم‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬سوى‭ ‬خليفته‭ ‬في‭ ‬ميادين‭ ‬الكتابة،‭ ‬الأستاذ‭ ‬القط!.

أقرأيضا: