شهدت مؤشرات البورصة المصرية بعض التماسك والتعافى خلال تعاملات الإثنين مقارنة بجلسة الأحد الدامية، التى تأثرت بانتشار معدلات الإصابة بفيروس كورونا بعدد كبير من دول العالم.
وارتفع مؤشر البورصة الرئيسى EGX30 بنسبة %0.55 خلال جلسة أمس ليصل إلى 12289 نقطة، وكذلك EGX100 «الأوسع نطاقا» بنسبة %0.06 مسجلا 1240 نقطة.
وبلغت قيم التداول على الأسهم خلال الجلسة 959.3 مليون جنيه، على 175 ورقة مالية، ارتفع منها 58 وانخفضت أسعار 83، واستقرت 34.
واتجهت تعاملات المصريين نحو الشراء بصافى قيم تداول 28.3 مليون جنيه، بينما سجل العرب والأجانب أداءً بيعيا بنحو 19.9 و8.4 مليون جنيه على التوالي.
أكد خبراء أن البورصة المصرية تأثرت إيجابا بالتحركات الإيجابية للأسواق العربية والآسيوية، مع صعود السوق الصينية بنسبة %3 ومؤشر هونج كونج بنحو %0.67 وأيضا اليابان وسنغافورة.
وبالمثل، قفزت الأسهم العربية والخليجية وارتفع المؤشر العام للسوق السعودية بشكل طفيف بنسبة %0.06 وكذلك مؤشر سوق دبى %2.5 والبحرين %2.2 بينما تراجعت بورصة قطر بنحو %2.8.
قال شوكت المراغي، العضو المنتدب لقطاع السمسرة بشركة برايم لتداول الأوراق المالية، إن هناك ذعرًا جراء تراجع الأسواق المحيطة مع توالى الإحصائيات عن أعداد المصابين والوفيات من فيروس كورونا.
وأشار المراغى إلى أن انتشار الفيروس سيكون له تأثير سلبى على اقتصادات الدول، باعتبار الصين أكبر مستورد ومصدر فى العالم، موضحا أن تراجع حجم تجارتها جراء الفيروس بما يؤثر سلباً على عائدات قناة السويس.
وأوضح أن رد فعل السوق والهبوط العنيف جاء مبالغا فيه وغير مفهوم، خاصة أنها كانت تمر بمستويات هابطة وليست صاعدة.
وأشار إلى أن جلسة أمس شهدت تماسكا ملحوظا فى بدايتها، لكنها فقدت مكاسبها خلال النصف الثاني، موضحاً أن البورصة أصبحت مرتبطة بحركة الأسواق العالمية، التى لم تنعكس على أداء أمس بسبب تعاملاتها المتأخرة من اليوم.
ولفت إلى أن غالبية متعاملى السوق من المستثمرين الأفراد ولديهم «مارجبن»، وبالتالى عليهم ضغوط فى حالات الهبوط، ويلجأون لبيع الأسهم وبالتالى الضغط على الأسعار.
وقال ياسر المصري، العضو المنتدب لشركة العربى الأفريقى لتداول الأوراق المالية، إن متعاملى البورصة المصرية أكثر تأثراً بالأخبار السلبية عن المستثمرين فى الأسواق الأخرى.
وطالب المصرى المستثمرين بشراء الأسهم التى تحمل قيمة مالية جيدة، والاحتفاظ بها لحين الانتهاء من فترة الذعر التى تمر بها أسواق العالم، ثم إعادة التعامل عليها وتحقيق المكاسب.
وشهدت جلسة أمس انخفاضا فى تعاملات الأسهم ذات الأوزان النسبية، وتراجع «مصر الجديدة للإسكان» بنسبة %5 إلى 4.5 جنيه، و«حديد عز» %1.7 مسجلا 6.8 جنيه، و«الشرقية للدخان» %1.2 إلى 13.2 جنيه، و«أوراسكوم للاستثمار» 1.8% ليغلق عند 0.47 جنيه، و«الحديد والصلب» %1.6 إلى 1.66 جنيه.
على الجانب الآخر، ارتفع سهم «المصرية للاتصالات» %2.5 ليغلق عند 11.9 جنيه، و«السويدى إليكتريك» %1.2 ليسجل 8.8 جنيه، و«بالم هيلز للتعمير» %2.6 إلى 1.3 جنيه، و«مستشفى كليوباترا» %4.5 ليصل إلى 5 جنيهات.
وشهدت البورصة الأحد الماضى خسائر دامية، تراجع خلالها المؤشر الرئيسى %6.04 وفقد رأس المال السوقى نحو 33 مليار جنيه من قيمته، مسجلا أعلى خسارة يومية له منذ سبتمبر من العام الماضى.
وتلقت أسعار النفط الضربة الأولى بسبب انتشار فيروس كورونا فى عشرات الدول، تبعها هبوط غالبية أسواق العالم، وحققت الأسهم الأمريكية والأوروبية خسائر لم تشهدها منذ الأزمة المالية العالمية فى 2008.
واستمر عدد الإصابات بالفيروس فى التسارع خارج الصين مما ينذر بتفاقم الأزمة مع وصول إجمالى المصابين عالمياً لأكثر من 88 ألف شخص وأكدت منظمة الصحة العالمية فى أحدث بياناتها أن خطر كورونا أصبح مرتفعاً مع تحذيرات بوصوله لكل دول العالم.
لكن المنظمة أشارت إلى أن خطر الإصابة بالفيروس أعلى لدى الأشخاص الذين يتخطون الستين من العمر والذين يعانون من أمراض أخرى، وأعلنت أن من أصل 45 ألف شخص ثبتت إصابتهم بالفيروس فى الصين %2 فقط منهم دون 20 عاماً.
واحتلت إيران وإيطاليا مركزين رئيسيين من حيث نقل العدوى إلى مناطق أخرى، كما أُصيب عدد من المسؤولين الإيرانيين البارزين آخرهم معصومة ابتكار، نائبة الرئيس الإيرانى لشؤون المرأة والأسرة.