تستهدف الوكالة الجامعية الفرنكوفونية «AUF» دعم خطط التحول الرقمى لدى أعضائها من الجامعات من خلال تمويل تدريب أعضاء هيئة التدريس على أحدث النظم التكنولوجية والوسائل التعليمية الداعمة للرقمنة .
قال هيرفيه سابوران، المدير الإقليمى للوكالة فى منطقة الشرق الأوسط ، إن مخصصات تدريبات التحول الرقمى والتعليم الإلكترونى والابتكار وريادة الأعمال، والمنح الدراسة للتدريبات أقسام اللغة الفرنسية بالجامعات تصل إلى 500 ألف يورو، وإضافة إلى تخصيص 1500 يورو لكل الجامعات الأعضاء بالوكالة، لعقد ورش تدريبة بشأن استخدام التقنيات الحديثة فى التعلم.
أوضح سابوران فى حوار لـ«المال» أن الوكالة الجامعية الفرنكوفونية تتواجد فى 16 دولة، تضم جامعات من دول الشرق الأوسط، وتعد مصر ثانى أهم دولة فى المنطقة بعد لبنان، وتهدف إلى مساعدة الجامعات على تحسين أداء الإدارة والتدريب والبحث العلمى، من خلال العديد من الأدوات، والبرامج التدريبية التى تنظم فى الداخل أو من خلال السفر للتدريب بالخارج.
«فاروس» و«المصرية اليابانية» أحدث المنضمين إليها.. وطرح 10 برامج للتعليم عن بعد
أضاف أن الوكالة تضم حاليًا 18 جامعة مصرية، وهى بصدد ضم أعضاء جدد من الجامعات الخاصة، بعد انضمام جامعتى فاروس والمصرية اليابانية مؤخرا.
بدأت الوكالة فى تلقى طلبات الجامعات المصرية للحصول على الدورات التدريبية الخاصة بمشروع التحول الرقمى، واستخدام تكنولوجيا المعلومات فى العملية التعليمية وتستمر حتى نهاية مارس الجارى، فيما تتحدد البرامج التدريبية المطلوبة من كل جامعة نهاية أبريل المقبل، ومن ثم تبدأ التدريبات آواخر مايو المقبل.
أكد سابوران أن الوكالة لديها المرونة فى التعامل مع متطلبات الجامعات، ويمكن لكل جامعة التقدم بمشروع بشأن احتياجاتها فى تدريبات التحول الرقمى وتقوم الوكالة من جانبها بدراسة المقترحات وتوفير الدعم اللازم.
لفت إلى أن التمويل المخصص من الوكالة لتدريبات التحول الرقمى يصل الى 1500 يورو للجامعات الأعضاء بالوكالة، مشيرا إلى أن الوكالة تتلقى الطلبات من الجامعات الأعضاء.
تابع: طرحت الوكالة الفرنكوفونية 10 برامج تدريبية على الجامعات فى مجال الرقمنة، والتعليم الإلكترونى، وعلم البيانات الكبيرة (big data)، وأدوات الترجمة، والتدريس باستخدام تقنيات تقنيات “web2”، والفصول المعكوسة، MOOC”.
و«MOOC» طريقة جديدة للتدريس عن بعد عبر شبكة الإنترنت، من خلال منصات تعليمية متعددة تهتم بشكل خاص بالعلوم التطبيقية وتقنيات الحاسب الآلى والإدارة، أما الفصل المعكوس فهو نظام تعليمى جديد باستخدام التقنيات الحديثة وشبكة الإنترنت بطريقة تسمح للمدرس إعداد مقاطع فيديو، أو ملفات صوتية، ويطلع عليها الطلاب فى منازلهم قبل حضور الدرس، ومن ثم تخصيص وقت المحاضرة للنقاش والتدريبات ما يدعم الاستغلال الأمثل للوقت.
اشترطت الوكالة الفرنكوفونية خلال العام الجارى على الجامعات ترشيح مساعد مدرب، بهدف الاستغلال الأمثل للموارد ويتولى المدرب المساعد بعد ذلك تدريب من تحتاج الجامعة لتدريبهم، لتتمكن من الحصول على تدريبات فى مجالات أخرى بدلا من تكرار نفس التدريبات على مجموعات مختلفة سنويا.
لفت إلى أن ميزانية الوكالة الجامعية الفرانكوفونية انخفضت %25 على خلفية الأزمات الاقتصادية، ما دفعها لإيجاد الحلول الأكثر واقعية لتقليل النفقات.
تغطية «الأزهر» و«الإسكندرية» و«حلوان» و«أسيوط» خلال 2019
كشف سابوران عن أن برنامج رقمنة الجامعات الذى تتبناه الوكالة شمل خلال العام الماضى 4 جامعات (الأزهر، والإسكندرية، وحلوان، وأسيوط) بواقع ورشتى عمل لكل جامعة، شارك بالواحدة بين 20 إلى 25 (معيد، ومدرس، ومدرس مساعد، وأساتذة جامعيين).
افتتاح مركز دعم الابتكار وريادة الأعمال مع القطاع الخاص
لفت إلى أن الوكالة تركز فى الوقت الراهن على دعم التحول الرقمى وأطلقت مركزًا متخصصًا فى عمليات الدمج والتكامل المهنى لدعم الابتكار وريادة الأعمال فى مصر، بالتعاون مع شركاء من القطاع الخاص والشركات، بهدف تعزيز قابلية الطلاب للتوظيف وفرصهم للالتحاق بسوق العمل، وبالتالى المساهمة فى التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
أضاف أن المشروع بالشراكة مع غرفة التجارة والصناعة الفرنسية بمصر، والجامعة الفرنسية، وسنجور، والإسكندرية، وفاروس، ومؤسسة IBDL وتقدر ميزانية المركز بنحو 400 ألف يوور على 4 أعوام، تتحمل منها الوكالة %25 وجامعة سنجور %25 والباقى يتحمله الشركاء.
قال إن المركز لا يمول المشروعات، إنما يقدم التدريبات اللازمة للشباب لتنمية أفكارهم وتحويلها لمشروعات وآليات وإيجاد التمويلات اللازمة لتطبيق المشروعات.
تابع: «تقدم الوكالة نوع آخر من المنح من خلال برنامج منح الماجيستير للأقسام الناطقة باللغة الفرنسية بالجامعات، وتقدم مساندات مالية لدعم الطلاب فى الحصول على الماجيستير، وأعضاء هيئة التدريس فى الحصول على دورات تدريبية بالخارج».
لفت سابوران إلى أن إجمالى المنح المخصصة لبرنامج أقسام اللغة الفرنسية تصل إلى 100 ألف يورو سنويا، ويمكن لكل قسم من الأقسام الناطقة بالفرنسية الحصول على منح تصل إلى 15 ألف يورو.
يذكر أن الوكالة الجامعية للفرنكوفونية «AUF» مؤسسة دولية تضم 990 جامعة وشبكات جامعية، ومراكز بحث علمى، تستخدم اللغة الفرنسية فى 118 دولة.
تأسست الوكالة الفرنكوفونية منذ 60 عامًا، وهى واحدة من أكبر مؤسسات التعليم العالى والبحث فى العالم ، كما تعد المحرك الرئيسى لمجالى التعليم العالى والبحث فى القمم الفرانكوفونية.
أشار سابوران إلى أن الوكالة تقدم بين 5 الى 7 منح دكتوراة سنويًا بالتعاون مع المركز الثقافى الفرنسى، مؤكدًا أن وزارة التعليم العالى والبحث العلمى أعلنت منذ أيام عن البرنامج السنوى لمنح الوكالة الجامعية الفرنكوفونية AUF لعام 2020 -2021.
أكدت وزارة الترية والتعليم أن المنح المقدمة من الوكالة تشمل عدة مجالات، منها: تقديم مقترحات لاتخاذ إجراءات تتعلق بمجال «التراث» فى الشرق الأوسط – والابتكار الرقمى فى التعليم الجامعي- ومنحة تطوير التدريب والبحث، ودعم التدريب القائم على الابتكار، والتعاون العلمى، ودعم الحوكمة الجامعية، ومنح المشاركة فى مؤتمر بالشرق الأوسط.
قال سابوران إن الوكالة تتعاون مع وزارة التعليم العالى والبحث العلمى فى تنظيم مؤتمر رؤساء الجامعات الفرانكوفونية بمنطقة الشرق الأوسط، الذى يضم جامعات من منطقة الشرق الأوسط، ما يدعم إنشاء شبكة مشتركة من الجامعات .
عن المشاركة فى تطوير التعليم الأساسى، أكد سابوران أن الوكالة هى أحد أزرع الوكالة الدولية الفرانكوفونية، المعنية فى الأساس بالتعليم الجامعى، جار التنسيق مع الوكالة الدولية بهدف نشر الفرنكوفونية بالتعاون مع المراكز الثقافية .
لفت إلى أنه تم تنظيم دورات تدريبية لمدرسين اللغة الفرنسية بالتعليم الأساسى فى سياق التعاون المشترك، والتنسيق مع المركز الثقافى الفرنسى ومكتبة الإسكندرية كشركاء مهتمين بنشر الفرنكوفونية لتنظيم العديد من الفاعليات والأنشطة الثقافية بمدينة الإسكندرية خلال مارس الجارى، فى إطار الاحتفالات باليوم العالمى للفرانكفونية.
تقدم الوكالة الجامعية الفرنكوفونية على الجانب الآخر مجموعة من المنح لطلاب الماجستير من الدول الإفريقية، فى 9 تخصصات هى «إدارة المشروعات، والحوكمة، والإدارة العامة، وإدارة البيئة، وإدارة المناطق المحمية، وإدارة التراث الثقافى، وإدارة الصناعات الثقافية، والاتصالات ووسائل الإعلام، والصحة العالمية، والسياسات الغذائية».