قال اللواء محمود توفيق وزير الداخلية ، إن ظَاهرةُ الإرهَابيينَ المرتزقة، إحدىَّ التهَديداتُ الرئَيسيةُ التىَّ تُواجهُهَا المِنطَقةْ، فىِّ ضوءِ تَقديمِ بَعضِ الدولِ الدعمَ والتمويلَ لَهمْ، وتوفيرَ المَلاذاتِ الآمنةِ لأنشِطَتِهمْ وإتاحةِ المِنصَاتِ الإعِلاميةِ للتَرويجِ لأفكَارِهِمْ الهدَامةِ والمُتطَرفَةِ، والعَملِ علىَّ نَقلِهمْ والدَفع بِهمْ إلى جَبهَات التَوتر بالمنطَقةْ، بما يَخِلُ بالأَمنِ والسلمِ الإقليمىِ والدولىّْ.
جاء ذلك خلال كلمته في فعاليات مؤتمر وزراء الداخلية العرب الـ37 بالعاصمة التونسية، الذي انطلقت اليوم الأحد، بحضور وزراء داخلية الدول العربية ومسؤولين أمنيين رفيعي المستوى.
ودعا وزير الداخلية، إلى تفعيل التعاون العربى فى مجالِ الإَعلامِ الأمنىّْ، لمواجَهةِ ترَويجِ الأفكارِ المُتطرفةِ والشائعاتِ عبرَ وسائِلِ الإعلامِ والتواصلِ المختلفة، فضلاً عن إبرَازِ جُهودِ الأجهزَةِ الأمنيةِ العربيةِ فى مواجهةِ الإرهاب، والجريمةِ بكافةِ صورِهَا ومُختلفِ أنماطِهاَ.
كلمة وزير الداخلية
وتنشر “المال” نص كلمة وزير الداخلية: “بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.. معالىَ السَّيدْ هشام المشيشى وَزِيرِ دَاخليةِ الجمهُوريةِ التونسيةِِ.. صَاحَبَ السُّمُوِ المَلَكِىِ الأَميرْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن سعود بن نَايف وَزِيرِ دَاخِلِيةِ المَمْلكَةِ العرَبِيةِ السعُودِيةِ الرَّئيسُ الفَخرىّْ لمَجْلسِ وزرَاءِ الداخِليةِ العرَبْ
أصْحابُ السُّمُوِ وَالْمَعَالى الوزراءَمَعالىِّ الدّكتُورْ أحمد أبو الغيط، أَمِينِ عَامِ جَامِعَةِ الدُّولِ العربيةِ.. مَعَالىِّ الدكتُورِ مُحَمَّد بن عَلي كُومَان، أَمِينِ عَامِ مَجْلسِ وزَرَاءِ الداخِليةِ العرَبِ.. السادَةُ رُؤساءُ وأعضَاءُ المنَظماتِ الدُّوَليةِالسَّيدَاتُ وَالسَّادَةُ أعضَاءُ الوفُودِ
يُشَرِفُنِىِ فِى مُستَهَلِ كَلِمَتِى أَنْ أَنْقلَ إِلَيكُمْ تَحِياتَ فَخَامَةِ الرَّئيسِ عَبْدِالْفَتَاحِ السِّيسِى رَئيسِ جُمهُورِيةِ مِصر الْعَرَبِيةْ، وتَمَنياتِهِ بَأَنْ يَضْطَلِعَ مجلسَكُمْ المُوَقرُ بِإِنجَازِ المهَامِ الكَبيرَةِ المُلقَاةِ علَىَّ عَاتقهِ، دَاعِيًا المولَىَّ – عَزَّ وَجَلّْ – أَنْ يُتَمم، أَعَمالَ هَذِه الدَّورَةِ بِالتوفِيقِ وَالنَّجاحِ”.
وتابع الوزير: “أودُ أَنْ أَتَوجَه بِبالِغِ الشُّكرِ وَعظِيمِ التقدِير لِفَخامَةِ الرَّئيسِ قيس سعيد وللحُكومَةِ والشعْبِ التُّونسِى عَلَىَّ حفَاوةْ الاسْتِقبَال والتَرحِيب، كما أَتَوجَهُ بِالتَّهنِئَةِ لِمعَالِىّْ السَّيدْ هشام المشيشى سَائِلاً العَلِىَّ القَدِيرِ التوفيق والسداد لسيادته”.
وأضاف أصحَابَ السُّمُوِ وَالْمَعَالي الْوزَرَاءْ.. السَّيِّداتُ وَالسَّادَةْ، نجْتَمِعُ اليومَ لموَاصلةِ مَسيرةِ.. التعاونِ العربىِّ بإصرارٍ وعزمْ لخدمة القضايا العربية المُشتركةْ، تجمعُناَ العديدُ منَّ القواسِمِ وتطلعُاتِ المستقبلِ المشتركة، وكُلناَ يقَينٌ بأهميةِ مُوَاصَلَةِ تَطويرِ السِياسَاتِ الأَمْنِيةِ لمواكبةِ المُتغيرَاتِ الإِقلِيمِيةِ والدولِيةْ، لتحقيقِ الاستباقَ الأمني، فى مَواجهَةِ كَافةِ التحديَاتْ، التى تَستهدِفُ أُمَتنَا وِمُقَدَّرَاتِنَا، وفى مُقدمَتِهَا خطرُ الإرهابِ والأفكارِ المتطرفةْ، ومخططاتُ نشرِ الفوضىَّ وعدمِ الاستقرارْ.
نتائج الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب
وأضاف الوزير: مِنْ هُنَا أؤكِدُ أنَ الجهودَ المشتركةَ فى مُوَاجهةِ التنظيماتِ المتطرفة، قدْ أسفرتْ عن الحدِ من قُدَراتِهَا التَنظيميةِ وتجفيفِ مَنابِعَ تمويلَهاَ، وإضَعافِ فُرصَ استقَطابِهَا لعناصرَ جديدة، وإن كَانتْ لا تَزالُ تُشكلُ خَطراً داهِماً علىَّ الإنسانية، تتجسدُ ملامِحَهُ فى سَعيها لتوظيفِ التقنِياتِ الحدِيثةِ وشبكةِ المَعلوُمَاتِ الدوليةْ، لنَشرِ الفكرِ المُتطرفِ المضللِ واستمالةِ واستقطابِ الشبابِ منْ كَافةِ دُولِ العالم.
وأوضح: وسوف تظَلُ ظَاهرةُ الإرهَابيينَ المرتزقة، إحدىَّ التهَديداتُ الرئَيسيةُ التىَّ تُواجهُهَا المِنطَقةْ، فىِّ ضوءِ تَقديمِ بَعضِ الدولِ الدعمَ والتمويلَ لَهمْ، وتوفيرَ المَلاذاتِ الآمنةِ لأنشِطَتِهمْ وإتاحةِ المِنصَاتِ الإعِلاميةِ للتَرويجِ لأفكَارِهِمْ الهدَامةِ والمُتطَرفَةِ، والعَملِ علىَّ نَقلِهمْ والدَفع بِهمْ إلى جَبهَات التَوتر بالمنطَقةْ، بما يَخِلُ بالأَمنِ والسلمِ الإقليمىِ والدولىّْ.
الروابط بين الإرهاب وشبكات الجريمة أبرز التحديات
وتابع: تُشَكِلُ الروابِطَ بين الإرهابِ وشبكاتِ الجريمة المنظمة، خاصةً فى مجالِ الإتجارِ بالسلاحِ وتهريبِ المخدراتْ وتسهيلِ التَسللَ عَبرَ الحُدودِ وغَسلِ الأَموالِ، أبرزُ التحدياتِ فّْى وقتَنَا الراهِنْ، حَيثُ يُسِهمُ كلُّ هَذا فى تمكينِ التنظِيماتِ الإرهَابيةِ منْ إعَادةِ بنَاءِ قُدرَاتِهَا.
واستكمل: انطلاقاً مِنْ تِلكَ المعطَياتْ، يتعين التأكيدُ علىَّ حقِ دولِناَ فى إتخاذِ جميعِ الإجراءات، واستخدامِ كافةِ الوسائلْ بِماَ فيهاَ التَدابُير الأمَنيةُ والعَسكريُةْ، التَّى تُعدُ إحدىَّ المُقومَاتِ الأساسيةْ لدحرِ الإرهَابْ والقضّاءِ علَّى ما يُهددُ سَيادةِ واستقلالِ الدول، وإنفاذاً لثوابتِ ومقتضياتِ المواثيق الدوليةِ والعربيةْ.
وأضاف وزير الداخلية: أصحابُ السُّموِ والمعالىَ والسعادةِ.. السيداتُ والسادةُ، اضطَلعتْ وزارةَ الداخليةِ المصرية، تَنسيقاً وجهِاتِ الدولةِ المختلفةْ بصياغةِ مَنظومةٍ متكاملة لمكافحة الإرهاب، امتدتْ إلىَّ جانِبِ المَواجَهةِ الأمنيةِ والقَانونيةِ والقضَائِيةْ، إلى محاور مُتعدِدةٍ لتَحقيقْ المواجهةِ الشاملة، إعلامياً ودينياً وثقافياً واجتماعيِاً، لتتضَافَرَ جُهودُ الدولةِ للقضاءِ علىَّ الإرهابِ وإقتلاعِ جُذُورَهْ.
وفى هَذا الإطارِ استهدَفتْ الإسترَاتيِجيةُ الأمنيَةُ المصريَةْ تحقيقَ الأمنِ بمفهومِهِ الشامِلْ، وموَاجَهةَ السلوكِ الإجرامىِّ بكافةِ صورِهِ وأشكالِهْ، مَعَ إيلَاءِ أولَويةٍ لعملياتِ مُوَاجهةِ الجريمةِ المُنظَمَةْ التى يَتمُ توجيهَها لإستنزَافِ مُقدَراتِنَا، واتجهتْ الوزارَةُ نَحوَ تَطويرِ الدَورِ الأمنىَّ فىّْ المجَالاتِ الخَدميةِ والتنمَويَةِ والاجتَماعِيةْ، وتنميَةِ ثقافةِ احترَامِ حقُوقِ الإنسَانْ، واعتمَادِ الأسلوبِ العلمىَّ، خَاصةً فيمَا يتصِلُ بالتخطيطِ الأمنىّْ وإعدَادِ الدُعَامةِ البشريةِ واستثمارِ التقنَياتِ الحديثةِ فى كافةِ مجالاتِ العَملِ الأمنى.
وزير الداخلية: لابد من تكريس الجهود المشتركة لمواجهة الإرهاب
وأوضح الوزير: لقد أثْبَتتْ الحقائقُ والأحداثْ أنَّ المواجهةَ الحاسمةَ للإرهابِ تتطلبْ تكريسُ جُهودِنَا المُشتركةْ، وإذ نُحييَّ بكلِّ الإعزازِ والتقدير، الجهودَ التى تَبذُلَها بكفاءةٍ وجسارةٍ أجهزةُ الأَمنِ والشُرطةِ فى أقَطارنا العربيةْ من أجل التصدىِّ لكافةِ المخَاطر والتحَدياتْ، فىِّ ظلِ استمرارِ المُحاولاتِ الآثمةِ التي تَستهدفُ تقويضَ ركائزِ الأمنِ العربى.
ونؤَكِدُ علَّى أَهميةِ تَقريب الفكَرَ الأمنىِّ العَربىْ، ودعم قُدراتِ الأجَهزةِ الأمنَيةِ العربية، والتوسعِ فىّْ تَبادُلَ المعلومَاتِ حَولَّ مساراتِ وحَركةِ وأنشطةِ التنظيمَاتِ الإرهابية، وعملياتِ نَقلِ الإرهابيينَ المُرتَزقةْ، وشَبكاتِ الجَريمةِ المُنظمَةْ سَواءُ فى إطارِ التعاون الثنَائى أو المُتعَددْ.
ومِنْ هَذا المُنطَلق، تَحِرص وَزارة الداخليةِ المصريةْ على مواصَلةِ تعميقِ أُطرِ التعَاونِ لتحقيق التكاَمَلَ وترسيخَ دعائمِ الأمنِّ العربىِّ، وذلكَ منْ خلالِ الدَعوةَ إلَّى إجراءِ البُحوثِ والدَراسَاتِ المُشتركَةْ حول القضَايا الأمنية ذَاتَ الأولويةَ للخروجِ بالتقديَراتِ الدقيقة، وطَرحِ التوصَياتِ الكفيلَةِ بالتعَامُلِ الحاسمِ مع تِلكَ القضَايا وفقَ فكرٍ أمنىٍ متناسِقْ يَرتكِزُ علَّى فلسفةٍ أمنيةٍ موحدةْ.
وتُرحبُ الوزارةُ باستقبَالِ الكوادِرَ الأمنَيةَ العربَيةْ في كافة المؤسساتِ التعليميةِ والتدريبية، التَابِعةِ للوزارةِ والتَّى شَهِدتْ تَطويراً وتحديثاً، يَتناسبُ معَ المسُتجَداتِ الأمنية، سواء للإلتحاق بالدوراتٍ التدريبيةٍ التىِّ يتمْ تَنظِيمَها، أو إجَراءِ تدريبَاتٍ مُشتَركةْ فى المجالاتِ الأمنيَةِ المختلفة، مما ينعكِسُ علَّى تَفعيلِ التعاونِ العربىِّ المُثمرِ فىِّ مُواجَهةِ الجَرائمْ، التى تَتعدىَّ النطاقَ المحلىِّ للنطَاقِ الإقليمىِّ.
الدعوة لتفعيل التعاون العربى بمجال الإعلام
وتدعوُ الوزَارةُ لتفعيل التعاون العربى فى مجالِ الإَعلامِ الأمنىّْ، لمواجَهةِ ترَويجِ الأفكارِ المُتطرفةِ والشائعاتِ عبرَ وسائِلِ الإعلامِ والتواصلِ المختلفة، فضلاً عن إبرَازِ جُهودِ الأجهزَةِ الأمنيةِ العربيةِ فى مواجهةِ الإرهاب، والجريمةِ بكافةِ صورِهَا ومُختلفِ أنماطِهاَ.
وقال الوزير: أودُ فيّْ نِهايةِ كلمتىِّ، أنْ أتقدَمَ بِأسمىَّ آياتِ الشُكرِ والتقْدِيرِ لصَاحِبِ السُّموِ الملكىِّ الأميرِ عبد العزيز بن نايفٍ وزيرِ داخليةِ المملكة العربية السعودية، الرئيسِ الفخرىِ لمجلسِنَا المُوقرْ علىَّ الدعمِ المتَواصِلِ للمجلسِ والحرص، علىَّ نجَاحِ دوراتِهِ المُتعاقبةْ، والجُهودِ الكبيرةِ التىّْ بذلها خِلالَ رِئاسةِ المملكةْ للدورةِ السابعةِ والثلاثينِ للمجلسِ المُوقرْ.
وأتوجَهُ بالتحيةِ لمعالىّْ الفريق طريفى إدريس، وزيرِ داخليةِ السودانِ الشقيقة، داعياً الله – عزَّ وجلَّ – أن يُوفِّقَهُ في رئاستِهِ لدورةِ المجلسِ الجديدة.
وتابع: الشكرُ موصولٌ للأمانةِ العامة، وعلى رأسها السيدُ الدكتورْ مُحمَّد بن على كومان أمينِ عام المجلسِ، على الجُهودِ المتواصلةِ والحكيمة لإنجاح كافةِ الفعَالياتِ والإجتَماعاتِ واللقاَءاتِ الأمنيةِ العربيةِ، وتفعيل ما يَصدِرُ عنهَا مِنْ توصِياتٍ وقراراتْ.
وختاماً أَتَوَجَّهُ لِلمَوْلىَّ عز وجل أَن يُكلل بِالتَّوْفِيق وَالسَّدَاد كلَّ جُهدٍ مخلصٍ يسعَّى بنُبلٍإلىَّ مَا فيهِ الخيرَ والأمنَ لأُمتِنا وشعوبَنا الْعَرَبِيَّة، والسلامُ عليكمْ ورحمةُ اللهِ وَبركاتِه”.
أجندة مؤتمر وزراء الداخلية العرب
ومن المقرر أن يناقش المؤتمر عددًا من القضايا على رأسها مكافحة الإرهاب، وتقرير الأمانة العامة للمجلس عن أعمال دورتيه الـ36 والـ37، وتقرير رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، وإنشاء فريق عمل عربي لرصد التهديدات الإرهابية والتحليل الفوري للعمليات الإرهابية.
وتضمن جدول أعمال المؤتمر النظر في معايير الإدراج والشطب على القائمة السوداء العربية لمنفذي ومدبري وممولي العمليات الإرهابية.