أثارت التصريحات المتبانية التي يبعث بها الرئيس الأمريكي إلى الرأي العام في الولايات المتحدة الأمريكية بشأن فيروس “كورونا” المستجد الذي ظهر في الصين للمرة الأولى في نهاية يناير الماضي، قبل أن ينتشر في عشرات الدول حول العالم، قلق الشارع الأمريكي بشأن جاهزية السلطات هناك للتعامل مع الفيروس القاتل.
وسجلت الولايات المتحدة الأمريكية أول حالة وفاة بفيروس “كورونا” المعروف اصطلاحيا بـ “كوفيد-19” في ولاية واشنطن أمس، كما رصدت السلطات الأمريكية المختصة أيضا 66 حالة إصابة مؤكدة في عموم البلاد.
لكن خبراء الصحة يقولون إن إدارة الرئيس ترامب لا تزال تبعث برسائل متباينة حول تنامي أزمة صحية في أمريكا، وفقا لما نشرته صحيفة “جارديان” الأمريكية.
وقال الدكتور جورجيس سي بنيامين المدير التنفيذي لجمعية الصحة العامة الأمريكية – في تصريحات لـ “جارديان”- : ” إنها (رسائل ترامب) تقوض الثقة، وهذا أمر لم يتم التنسيق له كما ينبغي”.
وقبل المؤتمر الصحفي الذي عقده في البيت الأبيض أمس السبت، قلل ترامب مرارا وتكرارا من أهمية القضية، وانضم إلى حلفائه في وسائل الإعلام المحافظ الذين يتهمون خصوم ترامب السياسيين، والإعلام بالمغالاة في تصوير حجم التهديدات الناتجة عن “كورونا” كي يظهرون الرئيس الأمريكي بشكل سيء، وهو ما يضر بالاقتصاد الأمريكي.
وأشاد ترامب أمس بما وصفها بـ “الإجراءات الأكثر عدائية في التاريخ الحديث لمواجهة هذا المرض”.
وقال ترامب: “بلدنا مستعد جيدا لأية ظروف، ونأمل ألا تكون ظروفا خطيرة،” مطالبا الإعلان والسياسيين في آن واحد بألا “يفعلوا أي شيء من شأنه أن يبث الهلع في نفوس الناس”.
كان رئيس أركان البيت الأبيض بالإنابة، ميك مولفاني، قد اتهم الإعلام الأمريكي بإثارة الذعر حول فيروس كورونا، أملاً بالإطاحة بالرئيس دونالد ترامب.
وقال مولفاني “السبب في إيلائهم الكثير من الاهتمام للفيروس اليوم، هو اعتقادهم أن هذا سيؤدي إلى إسقاط الرئيس”.
وفي حديثه إلى مجموعة من المحافظين، رأى “مولفاني” أنه يجب على الناس تجاهل وسائل الإعلام من أجل تهدئة الأسواق.
وتمّ تسجيل أكثر من 85 ألف حالة إصابة بفيروس كورونا في 57 دولة حول العالم، وحوالى 3000 حالة وفاة، بحسب منظمة الصحة العالمية، والغالبية العظمى من حالات الإصابة والوفاة في الصين، حيث ظهر الفيروس في أواخر العام الماضي.