بدأت وزارة السياحة والآثار، متمثلة في المجلس الأعلى للآثار، أعمال ترميم وتجميع وإعادة ورفع مسلتين أثريتين في منطقة آثار صان الحجر بمحافظة الشرقية.
وأضاف بيان صادر عن وزارة السياحة أن المسلات كانت مفككة إلى أجزاء وملقاة على الرمال منذ اكتشافها في القرن التاسع عشر، كحال باقي القطع الموجودة، والتي دُمرت نتيجة زلزال مدمر حدث في العصور المصرية القديمة.
قال الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، إن هذه الأعمال تأتي ضمن مشروع تطوير منطقة صان الحجر الأثرية، الذي بدأته الوزارة منذ عام 2017 تمهيدًا لتحويلها إلى متحف مفتوح.
وأشار إلى أن المسلتين مصنوعتان من الجرانيت الوردي، وفي حالة جيدة من الحفظ، وهما للملك رمسيس الثاني.
يُذكر أن منطقة صان الحجر شهدت، عام 2017، البداية الحقيقية لإنقاذ الموقع الأثري، منذ أن تم الكشف عنها على يد بعثات أثرية متوالية ما يزيد على قرنين من الزمان.
بدأت وزارة الآثار أعمال المسح والتوثيق الأثري للمنطقة بعد إعداد مشروع متكامل لتطويرها ووضعها على خريطة السياحة المحلية والعالمية/ بما يتناسب مع أهميتها التاريخية والأثرية.
وتضمنت أعمال تطوير المنطقة رفع أكثر من مائة كتلة حجرية تزِن أكثر من 20 طنًّا، ووضعها على قطع خشبية وبلوكات حجرية وعزلها عن الأرض؛ لحمايتها من الرطوبة والأملاح، وعمل مئات من الأمتار من المصاطب المنظمة بالشكل الذي يتناسب مع تكوين المعبد المصري القديم بصرحه وحدوده القديمة، وذلك برفع القطع الأثرية عليها لحمايتها؛ حتى يتسني للزائرين الاستمتاع برؤيتها بالشكل الأمثل.
تم ترميم التمثال الشمالي الضخم للملك رمسيس الثاني
ومن أهم القطع التي قامت البعثة بترميمها وإعادة تركيبها ورفعها: التمثال الشمالي الضخم للملك رمسيس الثاني والذي كان مفككًا إلى أربعة أجزاء ملقاة على الرمال منذ اكتشافه في القرن التاسع عشر، كحال باقي القطع الموجودة، ليقف ولأول مرة ليزين مدخل المعبد كما كان في العصور الفرعونية.
كما تم رفع مسلتي البيلون الأول، بالإضافة إلى عمل ست قواعد بصالة الأعمدة لرفع المسلات عليها لأول مرة منذ سقوطها خلال القرن الأول الميلادي.
ولفت البيان إلى أنه من بين هذه القطع التي تم ترميمها وإعادة تجميعها وتركيبها بالموقع، مسلتان كبيرتان وعمودان وتمثالان للملك رمسيس الثاني.
ويمثل تل صان الحجر أهمية بالغة في التاريخ المصري القديم بكونه عاصمة مصر القديمة في عصر الأسرتين 21 و23، ومقر دفن ملوك الأسرتين 21 و22، ويصل ارتفاعه إلى 30م أعلى الأرض، ويمتد حوالي 3 كم من الشمال إلى الجنوب، وحوالي 1.5 كم من الشرق إلى الغرب.
وقد شهد الموقع العديد من الحفائر والاكتشافات الأثرية المهمة منذ القرنين الثامن والتاسع عشر، ومن أهم البعثات الأثرية التى عملت بالموقع حفائر ماريت في الفترة من 1860- 1864، وبترى 1883- 1884، والبعثة الأثرية الفرنسية، وتوالت عليه العديد من البعثات الأثرية، وكان للبعثة المصرية التواجد الدائم بالموقع، وعمل المجسات الأثرية على فترات متباعدة حتى كان لها التواجد القوي منذ عام 2017.
وتحتوي منطقة صان الحجر على عدد كبير من المقابر والمعابد، وأهمها معبد آمون الكبير والذي يعد أكبر المعابد في شمال مصر، ومعابد أخرى لموت وخونسو وحورس، والمسلات الخاصة بالملك رمسيس الثاني وغيرها من الآبار والتماثيل العملاقة بأشكالها المتنوعة.