بدأت شركة جيلى الصينية للسيارات، خدمة جديدة تسمح للمستهلكين بشراء السيارات أون لاين لأول مرة، وتوصيلها للمنازل فى محاولة منها لتعزيز المبيعات مع انتشار فيروس كورونا، الذى منع الناس من الذهاب لمعارض ومنافذ البيع للحد من العدوى.
ويمكن للمستهلك الصينى تقديم طلب شراء السيارات من موقع شركة جيلى الإلكترونى، الذى يوفر لهم اختبارات لقيادة السيارات بالقرب من منازلهم وبترتيبات مسبقة، وتنسيق مع العاملين فى معارض ومنافذ بيع السيارات القريبة منهم، بعد أن تحالفت جيلى مع أطراف متخصصة فى البيع أون لاين، مثل (تيمال، و JD.com وسونينج دوت كوم.
وأدى كورونا إلى إغلاق معظم مصانع ومعارض السيارات طوال الأسابيع الماضية منذ بداية العام لدرجة أن مبيعات سيارات الركوب فى الصين هوت %92 فى أول 16 يومًا من فبراير الجارى، لتهبط إلى 4909 وحدات فقط، مقارنة مع 59 ألفا و930 سيارة فى نفس الأيام من العام الماضى، لتؤكد على مدى قوة تأثير الوباء سلبًا على أكبر سوق للسيارات فى العالم.
ذكرت وكالة رويترز أن المحللين يتوقعون أن تشهد سوق السيارات الصينية تراجعًا أكثر من %10 فى النصف الأول من هذا العام بسبب «كورونا»، و %5 مع نهاية العام الجارى، حال نجاح حكومة بكين فى احتواء الوباء بشكل فعال قبل أبريل المقبل.
قال فيكتور يانج، مدير المبيعات بشركة جيلى، إن ترويج المبيعات على المواقع الإلكترونية والسماح بالشراء أون لاين يساعد الشركات على الوصول مباشرة للعملاء، وسهولة التسويق، وزيادة الخبرة بهذا النوع من البيع الذى ربما يصبح من الأساليب المعتادة للبيع فى المستقبل حتى بعد انتهاء الوباء.
أعلنت شركة جيلى ذات الصيت فى الصين والعالم بفضل استثماراتها فى شركات عالمية مثل فولفو ومرسيدس، أن إنتاجها خلال الشهر الجارى يعادل %33 فقط من الإنتاج الشهرى المعتاد بسبب غياب معظم العاملين لمنع انتشار العدوى، لكنها تأمل أن يعود %90 من العمال إلى المصانع مع نهاية الشهر الجارى، بعد أن اشترت أقنعة وجه واقية لجميع العاملين والبائعين.
اتجهت شركات أجنبية فى الصين مثل تيسلا الأمريكية، و”BMW”، ومرسيدس الألمانيتين، إلى البدء فى الدعاية لمنتجاتها لبيعها أون لاين مع تفاقم انتشار كورونا، وتحذير السلطات الصينية للناس بالابتعاد عن الأماكن العامة والمزدحمة، بعد أن تسبب الفيروس فى قتل أكثر من 2300 شخص، وإصابة 76.5 ألف حالة.
على صعيد مختلف أكدت شركة نيسان موتورز اليابانية، أنها أجلت فتح مصنعها فى مدينة زيانيانج بإقليم هوبى، موطن وباء كورونا ، ومدينة نينجزو حتى نهاية الأسبوع الحالى، رغم أنها كانت تخطط لاستئناف العمل فيه غدا الإثنين، لكن تزايد حالات الإصابة والوفاة جعلها تعدل خططها.
كما أعلنت هوندا موتورز اليابانية عن استمرار إغلاق أنشطتها فى مدينة ووهان، موطن وباء كورونا، وعاصمة إقليم هوبى حتى 11 مارس المقبل، بعد أن سجل إقليم هوبى بوسط البلاد، بؤرة تفشى الفيروس، 106 حالات وفاة جديدة حين توفى 90 شخصًا فى مدينة ووهان عاصمة الإقليم نهاية الأسبوع.
أما تويوتا-أكبر شركة سيارات يابانية- فسوف تستأنف أنشطتها فى مصانعها الأربعة فى المدن الصينية اعتبارا من غدًا الإثنين، لكن الإنتاج محدودًا مع تردد العمال فى الذهاب للعمل خوفا من انتشار العدوى.
يرى تاكيشى مياو، العضو المنتدب لشركة كارنوراما لأبحاث الأسواق الاقتصادية، أن تفاقم انتشار الفيروس فى ووهان يؤثر بقوة على إنتاج السيارات فى الصين لأن المصانع فى هذه المدينة والمغلقة منذ ظهور المرض تنتج تقريبا كل نوع من المكونات وقطع الغيار اللازمة للسيارات، لدرجة أن مصانع السيارات فى بقية دول العالم ومنها جاجوار لاند روفر فى بريطانيا، يقل إنتاجها لنقص الإمدادات من مدينة ووهان.