«مصائب قوم عند قوم فوائد».. جملةً تصف حال بعض الشركات المدرجة بالبورصة المصرية والعاملة بالقطاع الصناعى تحديدًا فى ظل استفادتها من انتشار فيروس كورونا فى الصين.
حصر محللون ماليون الشركات صاحبة الاستفادة التى تمثلت بشكل كبير فى شركة «النساجون الشرقيون» وشركات السيراميك وهى «ليسيكو مصر» و»العز للسيراميك والبورسلين – الجوهرة»، و «الشركة العامة لمنتجات الخزف والصينى -شيني» و»العربية للخزف سيراميكا – ريماس».
أوضح الخبراء أن الاستفادة جاءت من خلال المنافسة بشكل أكبر على الأسواق التصديرية، وللبعض الآخر من خلال الانتشار محليًا فى ظل تداعيات انحسار واردات الصين لمصر.
قال مارك أديب، المحلل المالى ببنك الاستثمار «فاروس»، إن الواردات الصينية من منتجات السيراميك والأدوات الصحية للسوق المحلية محدودة، وغالبيتها من السوق الإسبانية والإماراتية.
أضاف أن شركات السيراميك المدرجة بالبورصة المصرية، تستفيد من انتشار كورونا، بقدرتها على المنافسة فى الأسواق التصديرية العالمية بشكل أكبر، لا سيما أسواق أوروبا وليبيا. فيما يتعلق بأداء شركات السيراميك بشكل عام خلال العام الجارى، أوضح مارك أن معاناة الشركات من ارتفاع التكاليف وتخمة المعروض وتراجعات الطلب تظل مستمرة، مرجحًا أن تواصل خسائر «ليسيكو» تفاقمها خلال 2020.
أشار المحلل المالى لدى «فاروس» إلى أن مجموعة من التحديات تفرض هيمنتها على ليسيكو خلال العام الراهن، تتمثل فى ضعف قيمة الدولار أمام الجنيه المصرى، ما يؤثر فى النهاية على إيرادات الشركة من التصدير.
لفت أديب إلى أن «ليسيكو» تعتمد بشكل أكبر على الصادرات لدول أوروبا، وأمريكا، وإنجلترا، ولبنان، موضحًا أن شركته توصى ببيع السهم بالبورصة المصرية فيما حددت قيمتهُ العادلة عند 3 جنيهات.
يُذكر أن «ليسيكو مصر» المتخصصة فى صناعة منتجات السيراميك والأدوات الصحية استبعدت تأثرها سلبًا جراء انتشار فيروس كورونا.
أوضحت ليسيكو أن لديها مخزونًا كافيًا من مستلزمات الإنتاج المستوردة يحميها من تداعيات فيروس كورونا لمدة 3 أشهر على الأقل، مرجحةً عدم تأثر خطوط الإنتاج أو العملية التشغيلية، والمبيعات وأسواق التصدير، مشيرة إلى أنها لا تقوم بالتصدير إلى الصين.
على صعيد آخر توقع أديب أن تتحسن مبيعات «الجوهرة» خلال 2020، بشرط قدرتها على تمرير الأسعار للمستهلك النهائى، ما يؤثر إيجابًا فى النهاية على هوامش الربحية وصافى الربح النهائى، موصيًا ببيع السهم بالبورصة المصرية وحدد قيمتهُ العادلة عند 7 جنيهات.
قالت شركة النساجون الشرقيون للسجاد فى بيان، إن انتشار فيروس كورونا الغامض فى الصين لمدة طويلة دون علاج، يمثل فرصة لخلق أسواق تصديرية جديدة باعتبار الصين أحد المنافسين الرئيسيين لها فى أسواق السجاد عالميا.
قالت شركتها إن التابعة «Ow china» العاملة بمنطقة Tianjin الصناعية بالصين لا تساهم إلا بنسبة %1 من إيرادتها، مشيرةً إلى أن الصين منافس رئيسى لها فى عدة أسواق تصديرية، لا سيما فى مجال السجاد المطبوع وغير المنسوج الذى يمثل %20 من مبيعات النساجون.
أضافت الشركة أن نسبة المواد الخام التى تستودرها من الصين تصل إلى %5 من إجمالى واردات الخام المستوردة، مشيرة إلى أنها تبحث حاليا عن موردين آخرين فى الهند وتركيا.
قال عمرو الألفى، رئيس قطاع البحوث ببنك الاستثمار «شعاع- مصر»، إن شركة «النساجون الشرقيون ستستفيد بشكل واضح جراء تفشى فيروس كورونا، من خلال عاملين الأول يتمثل فى المنافسة بشكل أكبر على الأسواق التصديرية، والآخر يتمثل فى نقص الطلب على مادة البولى بروبلين مما سيدفع لتراجع أسعاره وهى المادة الخام الأساسية فى منتجات الشركة والتى تمثل %25 من التكلفة الإجمالية.
تمكنت «النساجون الشرقيون» من زيادة أرباحها المجمعة خلال 9 أشهر الأولى من العام الماضى، بنسبة %37 وحققت أرباحاً بلغت 597.3 مليون جنيه، مقابل أرباح بلغت 436.4 مليون جنيه بالفترة المقارنة من 2018، مع الأخذ فى الاعتبار حقوق الأقلية.
قالت إيمان مرعى، المحلل المالى بشركة «العربى الإفريقي» لتداول الأوراق المالية، إن الاستفادة حال استمرار انتشار فيروس كورونا فى دولة الصين، وبالتالى تنخفض مبيعاتها للدول الأخرى وللسوق المحلية.
أضافت أن الشركات المستفيدة تتمثل فى «النساجون الشرقيون» والشركات المنتجة للسيراميك والأداوت الصحية، مشيرةً إلى أن الأولى تنافس على الأسواق التصديرية العالمية، والآخريات استفادتهم على الصعيد المحلى.
أوضحت أن الصين تُحجم إنتاجها فى الوقت الحالى ما يجعلهُ مخصصًا لأسواقها فقط، وبالتالى فإن الواردات الصينية من السيراميك لمصر تقل، ومن ثم الاعتماد على المنتج المحلى بشكل أكبر.
أشارت إلى أن الشركات العاملة فى السوق المحلية، تعانى زيادة المعروض وضعف القوة الشرائية، وانحسار واردات الصين لمصر من منتجات السيراميك يدعم مبيعات الشركات المحلية.
لجأت منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة الطوارئ العالمية بسبب مؤشرات انتقال كورونا من شخص إلى آخر خارج الصين، وبسبب ما يمكن أن يحدث فى حال انتشر الفيروس فى بلاد تعانى من نظام خدمات صحية ضعيف.
اضطرت شركات سيارات عالمية لها مصانع بالصين إلى إيقاف أعمالها هناك بصورة جزئية، وكاملة، تماشيًا مع تعليمات أصدرتها السلطات فى بكين لاحتواء كورونا.
بلغ عدد الشركات التى اضطرت إلى هذا الإجراء 10 آخرها: «هيونداى موتور، أكبر مصنع للسيارات فى كوريا الجنوبية».
وتشمل العلامات التجارية الأخرى المتضررة، «تسلا»، و«كيا»، و«فورد»، و«بيجو»، و«ستروين»، و«DS»، «وأوبل»، و«نيسان»، و«هوندا».