في الفترة من 21 يناير الماضي إلى 4 فبراير الجاري، استقبلت مصر شخصا مصابا بفيروس كورونا، وقد عاد هذا الشخص إلى الصين وتم التأكد من إصابته بالفيروس في 11 فبراير، الأمر الذي استدعى تتبع كل من خالطوه داخل مصر ليتم اكتشاف “مصاب آخر” تم الإعلان عنه (في 14 فبراير) ونقله للحجر الصحي مع متابعة كل من خالطوه هو أيضا.
المعلومات الجديدة حول كيفية وصول كورونا إلى مصر كشفتها منظمة الصحة العالمية في بيان على موقعها الإلكتروني عن مستجدات فيروس كورونا في دول شرق المتوسط.
المصاب بكورونا في مصر لم تظهر عليه أي أعراض كما تقول المنظمة، وتم اكتشافه عبر مراجعة المختلطين بالحالة السابقة التي عادت إلى الصين.
وبحسب المنظمة، يتم حاليا “تتبع” المخالطين للحالة الثانية، وحتى الآن فإن كل من جرى الكشف عليه اتضح خلوه من الفيروس.
لكن المنظمة قالت إن المخالطين للحالة المكتشفة سيخضعون لمتابعة مكثفة على مدار 14 يوما.
وتقول منظمة الصحة العالمية إنها تنسق مع المؤسسات المحلية المعنية باللوائح الصحية الدولية في الصين ومصر من أجل “دعم التحقيق في مصر”.
وكانت وزارة الصحة أعلنت يوم الجمعة الماضي عن اكتشاف أول حالة إيجابية حاملة لفيروس كورونا المستجد داخل البلاد، وقالت إنها “لشخص أجنبي”.
ولم يوضح بيان وزارة الصحة جنسية الحالة المصابة أو كونها رجل أو امرأة ومتى دخلت مصر وأين كانت تعيش.
وقالت الوزارة إنها اتخذت “إجراءات وقائية مشددة حيال المخالطين للحالة من خلال إجراء التحاليل اللازمة والتي جاءت سلبية للفيروس، كما تم عزلهم ذاتيًا في أماكن إقامتهم كإجراء احترازي لمدة 14 يومًا، فترة حضانة المرض، كما تم تعقيم المبنى الذى كانت تقيم به الحالة والمخالطين لها”.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمي للوزارة، إن الوزارة نجحت في اكتشاف اول حالة بفضل الخطة الاحترازية الوقائية التي تطبقها الوزارة من خلال تفعيل البرنامج الإلكتروني لتسجيل ومتابعة القادمين من الدول التي ظهرت بها إصابات بفيروس كورونا.
وقالت الوزارة إن ممثل منظمة الصحة العالمية في مصر أشاد بسرعة وشفافية الحكومة المصرية في التعامل مع الموقف.
طوارئ عالمية خوفا من انتشار كورونا في بلاد تعاني من نظام خدمات صحية ضعيف
جدير بالذكر أن أول معلومة عن ظهور فيروس كورونا الجديد في الصين وصلت إلى منظمة الصحة العالمية في 31 ديسمبر 2019، لكن الصين لم تعلن عنه رسميا آنذاك، وسط اتهامات لها بالتستر على الأمر.
وفي 7 يناير 2020، أكّدت السلطات الصينية أنها اكتشفت فيروساً جديداً بالفعل، هو فيروس كورونا المستجد.
وينحدر هذا الفيروس الجديد من فصيلة فيروسات تشمل تلك التي تسبب نزلات البرد الشائعة ومتلازمة سارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية. وأُطلق على هذا الفيروس الجديد مؤقتاً اسم “فيروس كورونا المستجد” (2019-nCoV).
وحاليا تم إطلاق اسم “كوفيد-19” على الفيروس.
وقبض الفيروس 1666 روحا في الصين حتى الآن، وقد اعترفت السلطات الصينية ببعض التقصير في مواجهة الفيروس عبر إقالة مسؤولين في مدينة ووهان التي تعد بورة كورونا المستجد.
والأرواح المستنزفة في مواجهة الفيروس قابلة للزيادة في ظل وصول عدد الإصابات إلى أكثر من 66 ألفا في الصين وحدها.
وانتشر الفيروس في أكثر من 20 بلدًا حتى الآن.
ولا يصنف فيروس كورونا حتى الآن على أنه وباء عالمي، إلا أن بعض الهيئات الدولية تستعد لاحتمال أن يتحول إلى وباء.
ولجأت منظمة الصحة العالمية إلى إعلان حالة الطوارئ العالمية، بسبب ما يمكن أن يحدث في حال انتشر الفيروس في بلاد تعاني من نظام خدمات صحية ضعيف.