تسعى 300 شركة صينية للحصول على قروض من البنوك بقيمة إجمالية 57.4 مليار يوان (8.2 مليار دولار) على الأقل، للمساعدة فى تخفيف تداعيات فيروس كورونا الذى كبدها خسائر فادحة مع إغلاق مصانعها ومتاجرها لمنع انتشار العدوى.
وذكرت وكالة رويترز أن سلطات حكومة بكين مددت إغلاق العديد من مصانع الشركات مثل: فوكسكون التى تنتج موبايلات آيفون حتى نهاية الشهر الحالى، كما أن المحللين الاقتصاديين يتوقعون هبوط الناتج المحلى الإجمالى للصين إلى حوالى %4 أو أقل للربع الحالى مقارنة مع %6 فى تقديرات سابقة، رغم الجهود المكثفة التى تبذلها الدولة لمقاومة الفيروس الذى تسبب حتى الآن فى وفاة أكثر من 1100 شخص وإصابة ما يزيد على 43 ألف حالة.
وقالت مصادر فى بنوك الصين لوكالة رويترز إن شركات عديدة تقدمت بطلبات للحصول على قروض بسبب الأضرار التى لحقت بها، أو توقف عملها لاحتواء المرض ومنها: «ميتوان ديانبينج» عملاق توصيل طلبات الطعام بمدينة ووهان التى تعطلت الكثير من فروعها، بسبب الوباء و«تشاومى» للموبايلات التى أغلقت معظم مصانعها لمنع تفشى العدوى بين عمالها و«ديدى تشوكسينج» لسيارات الأجرة بالمشاركة التى أوقفت تسيير مركباتها.
ويتوقع المحللون أن تأتى الموافقة على القروض بأسرع ما يمكن وبفائدة مميزة، وفقا لمصادر مصرفية تسلمت نسخا من هيئة تمويل حكومة بكين تفيد بأن الشركات أرسلت طلبات للاقتراض من البنوك التى ستكون لها الكلمة النهائية فى منح القروض ولكنها ستطلب من الهيئة مساعدتها فى الحصول عليها.
وأعلنت تشاومى أنها تحتاج لقرض بقيمة 5 مليارات يوان (716 مليون دولار) لإنتاج وبيع أدوات ومعدات طبية منها: أقنعة واقية للوجه وترمومترات لقياس درجة الحرارة ، بينما تريد شركة ميتوان ديانبيج 4 مليارات يوان للمساعدة بمدينة ووهان موطن الوباء وتسعى أيضا شركة ديدى لاقتراض 50 مليون يوان.
وتخطط شركة كيهو للتكنولوجيا، التى تتخذ من بكين مقرا لها، لاقتراض مليار يوان (143 مليون دولار) لشراء منتجات طبية لتمويل تطبيقات تساعد على تتبع كورونا، بينما تقدمت «ميجفى» المتخصصة فى تكنولوجيا الذكاء الاصطناعى بطلب تمويل 100 مليون يوان لتحسين دقة التعرف على الوجوه التى ترتدى أقنعة وسط الزحام وارتفعت درجة حرارتها.
وطلبت شركات توريد المنتجات لأسواق الخضروات والفاكهة وسلاسل وجبات الطعام وأخرى لتشغيل الإسعاف ومعدات الوقاية الصحية وأدوات احتواء المرض قروضاً ولكن البنوك لن تمنحها ما لم تتأكد من قدرتها على السداد، رغم أن «المركزى الصينى» ضخ مليارات الدولارات للمصارف للمساعدة فى التغلب على الفيروس .
وعدل المحللون وخبراء البنوك توقعاتهم بشأن السيطرة على انتشار كورونا الناجم عن عدوى الأغذية البحرية فى مدينة ووهان والذى كبد العديد من الشركات والمصانع خسائر فادحة، مع إغلاقها منذ إجازة السنة القمرية الجديدة فى 24 يناير الماضى وحتى هذا الأسبوع وربما يمتد الإغلاق إلى نهاية الشهر الحالى أو حتى إشعار آخر.
ويعتقد الكثير من المحللين أن الصين تواجه صدمة عنيفة أسوأ مما كان متوقعا فى بداية انتشار الفيروس، لدرجة أن الاقتصاديين وخبراء الصحة سيلجأون لعدم الإعلان عن الحقيقة، لكن هناك توقعات بهبوط الناتج المحلى إلى %4 خلال الشهور الثلاثة الأولى من هذا العام.