شينخوا: طبيب عربي في الصين يطلق حملة خاصة لمكافحة فيروس كورونا

لا ينصح بالخروج من البيت هذه الأيام

شينخوا: طبيب عربي في الصين يطلق حملة خاصة لمكافحة فيروس كورونا
أيمن عزام

أيمن عزام

6:46 م, الثلاثاء, 4 فبراير 20

أطلق طبيب عربي في الصين حملته الخاصة لمكافحة فيروس كورونا ، وشملت إنشاء مقاطع فيديو باللغات العربية والإنجليزية والصينية لتقديم الإرشادات الطبية المثالية التي تضمن الوقاية من الفيروس، وهو ما حظى بترحيب كبير من قبل الأجانب. 

لا خروج من البيت

“قد صبرتم في البيت بضعة أيام، أعرف أن ذلك مملّ جدا، ولكن المختصين ينبهون بعدم الخروج من البيت هذه الأيام، طالما بالبيت طعام يكفي، فلن نخرج مطلقا”.. كلمات حملها مقطع فيديو مدته 15 ثانية سجله الطبيب اليمني عمار البعداني باللغات العربية والإنجليزية والصينية لتقديم الإرشادات الطبية المثالية.

وشملت هذه الإرشادات ضرورة البقاء في البيت، لتجنب الإصابة بفيروس كورونا الجديد في الصين.

وحظيت هذه الإرشادات بترحيب كبير ومشاركة واسعة من قبل الأجانب المقيمين في الصين والسلطات المحلية في المدينة الصينية التي يقطنها.

    ويعيش البعداني منذ ما يربو على 20 عاما في الصين، التي قدم إليها أول مرة لدراسة الطب عام 1996.

وحصل كذلك على درجة الدكتوراه في الطب من جامعة تشجيانغ، ويعمل البعداني في مستشفى تشوتشو بمدينة ييوو بمقاطعة تشجيانغ بشرقي الصين منذ عام 2017.

الرد على الاستفسارات

 وفي حوار هاتفي أجراه معه مراسل وكالة أنباء “شينخوا”، قال البعداني إنه ما برح يستقبل العديد من الاستفسارات، عبر الهاتف ومن خلال تطبيق ويتشات، بشأن كيفية تجنب الالتهاب الرئوي الناجم عن فيروس كورونا الجديد.

وأشار البعداني إلى أنه من بين السائلين طلبة وافدون في تشجيانغ وأيضا أجانب مقيمون في مقاطعة هوبي الأكثر تضررا بالوباء.

    وبحلول نهاية يوم الاثنين، تم الإبلاغ عن 20438 حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا الجديد في 31 منطقة على مستوى المقاطعة وفيلق شينجيانغ للإنتاج والتعمير في الصين.

ولقى 425 شخصا حتفهم بسبب الوباء، في حين خرج 632 مريضا من المستشفى بعد شفائهم.

  وأوضح البعداني أن حياته اليومية تتركز على مكافحة الوباء رغم أنه لم يشارك في مهمة علاج المصابين بعدوى فيروس كورونا الجديد.

حملة خاصة

وأطلق الطبيب حملته الخاصة من خلال عمله اليومي في العيادة الدولية في المستشفى، وأيضا عبر وسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت.

 وأشار إلى أن هناك نحو 15 ألف أجنبي من حوالي 100 دولة ومنطقة يقيمون بشكل دائم في مدينة ييوو التي يعمل بها.

وأوضح البعداني أن كثيرا من الأسئلة كانت تتمثل في “هل عليّ أن أغادر أنا وأفراد أسرتي أم لا؟ وأنا خائف هنا.. لا توجد تجارة وتوقفت الدراسة”.

الجهل يعزز الخوف

   ولفت البعداني إلى أن الخوف من الفيروس يأتي إلى حد كبير من الجهل، مضيفا أن عدم المعرفة وحاجز اللغة يعززان الخوف والقلق بالنسبة للأجانب المقيمين في الصين حيال تفشي الوباء.

وتابع: “مهمتي تعريفهم بالوباء بشكل صحيح وتعليمهم الوسائل الصحيحة لحمايتهم ومنع العدوى وتخفيف ضغوطهم النفسية وتعزيز ثقتهم”.

   ولاحظ البعداني التغيرات التي حصلت خلال الأيام الماضية، لخوف السائلين من إصابته بالحمى أو الزكام.

ومقابل هذا، تراجع الضغط النفسي بشكل كبير تزامنا مع تعزيز معارفهم حول الفيروس وبقائهم داخل البيت وارتداء الأقنعة في الخارج.

إرشادات باللغتين العربية والإنجليزية

   وإلى جانب العمل في المستشفى والرد على الاستفسارات الهاتفية، يقوم البعداني بترجمة المعلومات الرسمية المهمة إلى اللغتين العربية والإنجليزية.

وذلك بجانب ترجمة التطورات الحديثة بشأن الوباء ونشرها في وسائل التواصل الاجتماعي.. ويقدم الطبيب كذلك إرشادات خاصة لبعض المحتاجين.

   وقال البعداني “الثقة مهمة جدا، ولديّ كامل الثقة بأن الصين ستتغلب على هذا الوباء”.

   وأعرب البعداني أن ثقته بقدرة الصين على مكافحة فيروس كورونا الجديد يأتي بعضها من خبرته الذاتية في مكافحة سارس عام 2003 في الصين.

ودرس البعداني الماجستير في جامعة تيانجين الطبية وطبيبا متدربا في أحد المستشفيات بمدينة تيانجين شمالي الصين.

رفض مغادرة الصين

وبقي البعداني في تيانجين ملتزما بالتدابير الوقائية اللازمة رغم أن عددا من الطلبة الأجانب عادوا إلى بلدانهم حينذاك.

   وأشار البعداني إلى أن نسبة الوفيات لفيروس كورونا الجديد هي أقل بكثير عن سارس وبعض أنواع الإنفلونزا الأخرى.. موضحا أن ذلك يعد عاملا ايجابيا يشجع على مكافحة الوباء ويعزز ثقة الجماهير ويحول دون الإفراط في الخوف.

الوفيات أقل من 2.1% من المصابين

   وفي ظل الجهود الحثيثة للصين، أظهرت بيانات رسمية أن نسبة الوفيات نتيجة الإصابة بفيروس كورونا الجديد لا تزال دون 2.1 % من عدد المصابين.

وتجاوز عدد المتعافين عدد الوفيات منذ الأول من فبراير الجاري، وهو ما يعد رمزا مهما لإمكانية السيطرة على الوباء.

شائعات على الإنترنت

   من جهة أخرى، لاحظ البعداني تزايد عدد الشائعات ذات الصلة بفيروس كورونا الجديد على شبكة الإنترنت، وخاصة في بعض مواقع التواصل الاجتماعي الأجنبية

ورأى أن بعضها بدون قصد وبعضها يعمل على تشويش الحقائق ويبالغ إزاء خطورة الوضع، ما جعله يؤمن بأهمية “محاربة هذه الشائعات”.

   وقال البعداني إنه قام بكتابة منشورات حول الشائعة التي تقول إن البضائع المستوردة والطرود البريدية القادمة من الصين ستحمل الفيروس إليهم.

الفيروس لا يعيش بدون عائل

وأوضح البعداني أن الفيروس لا يمكنه أن يعيش بدون عائل وعلى أسطح الأشياء أو الطرود لفترة طويلة.

وينفي البعداني صحة احتواء الطرود أو البضائع القادمة من الصين على الفيروس، مضيفا أنه نشر ذلك على حساب التواصل الاجتماعي الشخصي له وحصل على تأييد من قبل كثيرين.

 وأكد البعداني بأن الصين تتمتع بخبرات وقدرات هائلة في مجال مواجهة الطوارئ الصحية العامة كهذا الوباء.

ويأمل في أن يتفهم الناس حول العالم موقف الصين الحالي ويدعمونها لكي “نتخطى جميعا الوضع الراهن جنبا إلى جنب”.

يشار إلى أن هذه المادة منقولة عن وكالة شينخوا الصينية بموجب اتفاق لتبادل المحتوى مع جريدة المال.