لجأت شركات الهواتف الذكية للاعتماد على المنصات الإلكترونية خلال الفترة الأخيرة فى عمليات التسويق والترويج لمنتجاتها، فى إطار مواجهة التطورات التى تشهدها السوق المحلية من خلال استحواذ تلك المواقع التسويقية على النصيب الأكبر من المبيعات بنسب تصل إلى %40.
توقع مزعون وتجار بالقطاع أن تشهد الفترة المقبلة العديد من التغييرات فى عمليات بيع المحمول وإكسسواراتها وسط توجه كل الكيانات والشركات العالمية على مواقع التسويق الإلكترونى وعدم الاعتماد على شبكة الوكلاء والموزعين المحليين فى تصريف منتجاتها داخل السوق.
وتوقع محمد الحلبي، رئيس شركة كفريدج للاتصالات، موزع معتمد لأكثر من علامة تجارية، أن تكثف شركات الهواتف خطتها التسويقية على مواقع التسويق الإلكترونية فى إطار مواكبة التطورات التى تشهدها الساحة المحلية من خلال زيادة معدل توافد المستهلكون على تلك المواقع، قائلًا: “المنصات الإلكترونية تستحوذ على ما يقرب من %15 من المبيعات الإجمالية للقطاع” على حد تقديره.
وأضاف أن خريطة المنافسة داخل سوق المحمول ستشهد تغييرات هيكلية مرتقبة، خاصة مع استمرار الصراع القائم بين الصين وأمريكا، والقيود التى فرضتها الأخيرة على منتجات الصانع الصينى “هواوي” وإدراجها على القائمة السوداء للاستثمار عالمياً مما تسبب فى مقاطعة العديد من الكيانات العالمية عنها، فضلا عن تراجع مبيعاتها فى مختلف الأسواق العالمية ومنها “مصر”.
أوضح الحلبي أن السوق المحلية ستشهد أيضًا زيادة مرتقبة فى مبيعات المحمول وسط تداول الأنباء التى تشير بدخول ماركات جديدة التى ستراهن على تقديم تنويع منتجاتها المزودة بأحدث الوسائل والتقنيات الحديثة.
كان طارق عيد، مدير مكتب لجنة النقابة العامة للاتصالات بقطاع الإسكندرية، قال فى تصريحات سابقة لـ”المال”، إن سوق المحمول تشهد تغييرات حالية من خلال استحواذ منصات التجارة الإلكترونية منها «سوق دوت كوم، وجوميا، ونون» على يقرب من %40 من مبيعات الهواتف المحمولة على حد تقديره، متوقعًا أن تلجأ كافة الشركات والموزعين للمنصات الإلكترونية لمواكبة فى أطار امكانية تصريف المخزون وتحقيق الكميات المتعاقد عليها خلال الفترة المقبلة.
فى سياق متصل، قال إيهاب عبد الله، أحد تجار المحمول بمنطقة حلمية الزيتون، إن آليات البيع داخل سوق المحمول تشهد تغييرات جديدة، ومن بينها انخفاض حركة إقبال المستهلكين على المحالات التجارية لاقتناء الهواتف المحمولة بنسب تعدت %30، مشيرًا إلى أن الغالبية العظمى من العملاء يفضلون عرض وبيع منتجاتهم عبر مواقع التسويق الإلكترونى ومنها “سوق دوت كوم، وإوليكس”.
وأشار إلى أن المنصات الإلكترونية أصبحت أحدى الوسائل الرئيسية التى تعتمد عليها شبكة الموزعين والتجار حاليًا فى آليات التسعير للهواتف المحمولة الجديدة، بالإضافة إلى أنها تعد الخيار الأول للمستهلك فى عرض الأجهزة المستعملة لتداولها مع كافة المستهلكين تخوفًا من حالات تلاعب بعض التجار
لفت إلى أن التجار أصبحوا يعتمدون على شراء أجهزة المحمول واكسسواراتها عبر المنصات الإلكترونية بنسب مرتفعة وذلك على خلفية الخصومات والحوافز المقدمة على الكميات المباعة، بخلاف ضمان الربحية بها.
الجدير بالذكر أن شركة جوميا مصر للتجارة الإلكترونية، كانت توقعت عن وصول حجم التجارة الإلكترونية في مصر بحلول عام 2021 إلى نحو 20 مليار دولار، مستحوذة على ما يقرب من 40 إلى 50% من إجمالي المبيعات.
فى البداية قال أحد أكبر موزعي الأجهزة الإلكترونية والحاسبات فى مصر، أن آليات البيع داخل سوق المحمول ستشهد تغييرات مرتقبة وسط اعتماد الشركات والوكلاء المحليين على تسويق منتجاتهم عبر المنصات الإلكترونية فى إطار مواكبة التطورات العالمية ولاسيما ترشيد تكلفة التشغيل في المعارض.
أضاف أن الاتجاه العام للشركات المحلية يسير نحو المنصات الإلكترونية فى عمليات التسويق خاصة فى ظل احتدام المنافسة التى تشهدها السوق المحلية بين العلامات التجارية واللاعبين الجدد، قائلاً :”المواقع التسويقية تسيطر على حصة تقارب 20% من مبيعات المحمول حاليا” على حد تقديره.
أشار إلى أن كافة التوقعات تشير بتعافى مبيعات المحمول بنسب تتراوح بين 5 و7% كرد فعل عن التخفيضات السعرية التي تقدمها الشركات على منتجاتها بنسب وصلت إلى 20%؛ مما سيسهم فى جذب شريحة جديدة من المستهلكين على اقتناء الهواتف الذكية خلال الفترة المقبلة.