محمود جمال – أحمد على
أجمع عدد من مسئولى قطاع الاتصالات أن شركة STC السعودية أمامها فرصة جيدة للاستفادة من السوق المصرية فى خدمات التجوال الدولى والكابلات البحرية، بعد تنفيذ صفقة الاستحواذ على كامل حصة فودافون العالمية -البالغة %55 فى وحدتها المصرية.
واستبعدوا تقديم المصرية للاتصالات عرضا مماثلا للاستحواذ على «فودافون مصر» بالكامل لأنها محملة بالديون، معتبرين أن قرار بيعها لصالح STC استثمارى بحت، يتعلق باستراتيجية المجموعة البريطانية بشأن التخارج من بعض الأسواق.
وأكدوا أن شركة الاتصالات السعودية لديها خبرة طويلة فى تقديم خدمات جديدة للأسواق العاملة بها ومنها تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات على غرار سوق المملكة.
وأعلنت فودافون الأربعاء الماضى عن توقيعها اتفاق شراء بيع محتمل لحصتها البالغة %45 فى وحدتها المصرية لشركة الاتصالات السعودية بقيمة مبدئية تصل إلى 2.3 مليار دولار، على أن تنفذ الصفقة فعليا خلال يونيو 2020.
وأوضحت STC فى بيان صحفى أنها بصدد توقيع اتفاق مشترك مع فودافون العالمية يتضمن حق استمرار العمل بالعلامة التجارية فودافون مصر بعد إتمام الصفقة.
وبحسب مؤشرات وزارة الاتصالات، وصل عدد مشتركى المحمول فى مصر خلال أكتوبر 2019 إلى 95.3 مليون مشترك بنسبة انتشار تبلغ %96.
أسامة ياسين: خبرة الكيان الخليجى تحدد شكل المنافسة المرتقبة
وقال أسامة ياسين، الرئيس التنفيذى الأسبق للشركة المصرية للاتصالات، إن قرار بيع فودافون مصر استثمارى يتعلق باستراتيجية المجموعة البريطانية بشأن إعادة هيكلة استثماراتها العالمية، إلى جانب ظروف اقتصادية أخرى منها زيادة تكاليف تشغيل الخدمة مع ارتفاع معدل التضخم.
وتساءل: هل يمثل انسحاب فودافون ظاهرة هروب للاستثمارات البريطانية من مصر بعد تخارج بريتش بتروليم من حصتها فى جابكو للبترول لصالح شركة إماراتية منذ شهور قليلة؟
وأوضح ياسين أن الفحص النافى للجهالة قبل إتمام صفقة فودافو STC يتضمن دراسة الأداء المالى لـ”فودافون مصر” والأعباء المحملة بها، إلى جانب طبيعة ظروف سوق الاتصالات فى مصر من حيث تكلفة تشغيل الخدمة نفسها، يلى ذلك موافقة جهاز تنظيم الاتصالات وهيئة سوق المال على الصفقة.
ورأى أن خبرة شركة الاتصالات السعودية بالأسواق الأقليمية ستحدد شكل المنافسة المرتقبة مع المشغلين الآخرين.
يشار إلى أن المصرية للاتصالات we تقدم خدمة المحمول افتراضيا عبر شبكة اتصالات مصر منذ سبتمبر 2017 لحين قيامها بناء شبكتها العاملة بتكنولوجيا خدمات الجيل الرابع للاتصالات.
وكشف أن المصرية للاتصالات يمكنها إنشاء كيان يتولى إدارة استثماراتها فى فودافون دون وجود تنفيذيين عنها فى مجلس إدارة الأخيرة.
وألمح إلى أن السيناريو الأنسب هو تقديم we عرض شراء مماثل إلى فودافون العالمية للاستحواذ على كامل حصتها فى الوحدة المصرية عن طريق الشراكة مع البنوك المصرية بدلا من بناء شبكة جديدة وذلك باستثمارات تتراوح بين 30 و40 مليار جنيه.
ويتيح حق الشفعة للمصرية للاتصالات أولوية شراء أسهم فودافون العالمية فى وحدتها المصرية بنفس السعر وشروط الاتفاق النهائى بينها وبين شركة الاتصالات السعودية خلال مدة محددة كما تنص اتفاقية المساهمين بين الجانبين.
خالد شريف: القطاع متعطش للتكنولوجيا الجديدة مثل 5G
وقال الدكتور خالد شريف، مساعد وزير الاتصالات السابق، إن شركة الاتصالات السعودية تمتلك خبرة طويلة فى تشغيل المحمول بأسواق الكويت والبحرين والمملكة وإندونيسيا وماليزيا من خلال إدارة تنفيذية على أعلى مستوي.
وأوضح شريف أن STC لديها فرصة جيدة للاستثمار فى أنظمة خدمات التجوال الدولى وطرح تكنولوجيا جديدة للعملاء المصريين ومنها تكنولوجيا الجيل الخامس للاتصالات 5G والتى بدأت تطبيقها فعليا بالمملكة، خاصة أن السوق المصرية متعطشة لأى خدمات جديدة –على حد تعبيره.
وتوقع أن تلعب الشركة السعودية دورا ملحوظا فى تطوير البنية التحتية للاتصالات والمساهمة فى تنفيذ مشروع التحول الرقمى بمصر من خلال منحها حوافز وامتيازات حكومية سيتم الكشف عنها فى مرحلة لاحقة.
واستبعد أن تكون حصة المصرية البالغة %45 فى فودافون سببا وراء تخارج الأخيرة من مصر، خاصة أنه تم استبدال ممثليها التنفيذيين بأعضاء مستقلين فى مجلس إدارة فودافون، ولا تمثل الشركة الحكومية منافسا قويا لفودافون إذ تستحوذ على 6 أو %7 من مشتركى المحمول فى مصر.
وحول موقف المصرية من عرض شراء STC، علق قائلا: هل استحواذ المصرية على كامل أسهم فودافون مصر يدعم أنشتطها كمشغل متكامل للاتصالات فى مصر أم لا.
واعتبر أن المصرية للاتصالات لا تمثل منافسا قويا لفودافون مصر، إذ تستحوذ على نسبة بين 6 و %7 من عدد مشتركى المحمول.
ولفت الدكتور عمرو بدوي، رئيس جهاز تنظيم الاتصالات الأسبق، أن فودافون الأعلى ربحية بين المشغلين رغم ارتفاع تكاليف تشغيل الخدمة منذ تعويم الجنيه فى نوفمبر 2016، ويرتبط قرارها باستراتيجية المجموعة الأم نحو التخارج من مصر وأسواق أخرى حول العالم.
ورأى بدوى أن حصة المصرية للاتصالات فى فودافون مصر تقدر بنحو 37 مليار جنيه، كما أنها محملة بمديونيات تبلغ 15 مليارا، مما يصعب من تقديمها عرضا للاستحواذ على فودافون مصر بالوقت الحالي.
مصدر حكومى: المملكة أكبر شريك تجارى فى خدمات «الدولى»
وأكد مصدر حكومى رفض ذكر اسمه، أن السعودية هى أكبر شريك تجارى فى خدمات المكالمات الدولية لمصر، وتستطيع STC المنافسة بقوة فى باقات خدمات التجوال الدولى بأسعار مخفضة للعملاء.
وتابع المصدر أن شركة الاتصالات السعودية يمكنها أن تلعب دورا أيضا فى زيادة نسبة انتشار خدمات الجيل الرابع للاتصالات 4G، فضلا عن بناء مراكز بيانات ضخمة عبر الاستفادة من شبكة الكابلات البحرية المارة فى البحرين الأحمر والمتوسط.
تامر عبد المعطى: تعداد مستهلكى الخليج يمثل نصف مصر تقريباً
وقال تامر عبد المعطي، رئيس شركة إنترناشيول ليجال هاوس للاستشارات القانونية، أن سوق الاتصالات فى مصر يتضمن فرصا واعدة جاذبة لأى استثمارات أجنبية بدعم من الكثافة السكانية الكبيرة، موضحا أن فودافون العالمية لديها خسائر كبيرة لذلك اضطرت للخروج من عدة أسواق منها مصر.
وأكد عبد المعطى أن فودافون لم تتخارج نهائيا من مصر ولكن ستظل تعمل من خلال ذراعها فودافون للخدمات الدولية VIS، معتبرا أن تعداد أسواق الخليج كلها يمثل نصف عدد السكان فى مصر وتحقق الشركات جميعها مكاسب من السوق المحلية.
وبحسب نتائج أعمال الشركة المصرية للاتصالات خلال الـ 9 شهور الأولى من العام الماضي، وصلت الديون المستحقة على الشركة نحو 15 مليار جنيه مقابل 1.4 مليار سيولة نقدية لديها.
ويبلغ التقييم المبدئى لفودافون مصر من قبل شركة الاتصالات السعودية حوالى 4.350 مليار دولار.
وقال أيمن أبوهند، الشريك المؤسس والمدير التنفيذى لشركة كارتل كابيتال الأمريكية وعضو مجلس إدارة وأمين صندوق الجمعية المصرية الخبراء الاستثمار، إن أسباب تخارج فودافون العالمية من سوق المحمول المصرية متعددة أبرزها تخفيض المديونيات المحملة على عاتق الشركة، بالإضافة إلى تنفيذ خطة إعادة الهيكلة.
وأضاف أن خطة هيكلة استثمارات الشركة التى يتولى قيادتها الرئيس التنفيذى “ريك نك”، تهدف إلى التخارج من الأسواق ذات المنافسة الشديدة وهوامش الربحية الأقل، مشيرًا إلى أن السوق المحلية شديدة التنافسية فى ظل تواجد 4 مشغلين للمحمول.
وأوضح أن فودافون تسعى للتوسع فى القارة الأوروبية، بهدف إقامة شبكة موحدة فى دول القارة العجوز، لافتًا إلى أن فودافون استحوذت على شبكة فى التشيك وألمانيا ودخلت فى شراكة فى السوق الإيطالية.
وأشار أبوهند إلى أن حصة المصرية للاتصالات فى شركة “فودافون مصر” قد تكون أحد العوامل التى دعمت خطة تخارج فودافون العالمية، موضحًا أن العامل الأول والأبرز هو التواجد الأوروبى وتخفيض المديونية.
وأضاف أن الملاءة المالية القوية لشركة الاتصالات السعودية ستعزز من قدرتها على تحمل مصروفات وتكاليف الاستحواذ على %55 من أسهم فودافون مصر، بالإضافة إلى قدرتها على تقديم خدمات نظرًا لخبرتها فى مجال الخدمات الإضافية.
وأكد أن الشركة السعودية ستعتمد على أرباحها فى السوق السعودية فى تمويل عملياتها بالسوق المصرية، متوقعا أن تسير STC على نهج الإدارة الخاص بفودافون.
وقال ياسر عمارة، رئيس شركة إيجل للاستشارات المالية، إن تخارج فودافون من السوق المحلية جاء عقب تحقيق الشركة لأهدافها الاستثمارية والعوائد، خاصة عقب وصول السوق لمرحلة التشبع شبه التام.
وأضاف أن فودافون تنفذ خطة تخارجات ثابتة من أسواق الشرق الأوسط عقب تحقيق أرباحها المستهدفة، مشيرًا إلى تخارجها من السوق القطرية منذ عدة أشهر كان فى إطار تلك الخطة.
وأوضح أن دخول شركة الاتصالات السعودية STC لسوق المحمول المصرية، جاء فى إطار التوسع والتواجد الإقليمي، خاصة أن الشركة السعودية غير متوسعة إقليميا بالشكل الذى يمثل ضغطا على قدراتها المالية.
وألمح عمارة إلى أن STC تستهدف ربط شبكتها فى السعودية بنظيرتها فى مصر، للاستفادة من حركة سفر مواطنى البلدين، بجانب قدرة الشركة السعودية على تقديم خدمات كثيرة نظرا لخبرتها الواسعة فى مجال الخدمات الإضافية التى تحتاج قدرات مالية كبيرة.
ورجح تأثر كل من شركتى أورانج واتصالات مصر سلبا بدخول شركة STC للسوق المصرية، لما سيتتبعه من قدرات كبيرة وضغط تنافسى شديد سيقلل من هوامش ربحية القطاع.
من جهته، قال محمد عيد، مدير مكتب اتصالات زين الكويت فى القاهرة سابقا، إن STC تستهدف التواجد الإقليمى عبر توسعها بمصر، مشيرا إلى الملاءة المالية المرتفعة للشركة السعودية، والتى قد تمنحها فرصا قوية لإثبات الذات محليا.