«التيسير الطبية» تطلق خطة استثمارية توسعية وتخترق مناطق جديدة

تنفيذ امتداد للمستشفى 100 سرير ومبنى عيادات خارجية باستثمارات 200 مليون جنيه

«التيسير الطبية» تطلق خطة استثمارية توسعية وتخترق مناطق جديدة
مصطفى طلعت

مصطفى طلعت

10:33 ص, الأثنين, 13 يناير 20

كشفت مجموعة التيسير الطبية عن خطة استثمارية تتضمن عدة محاور التوسع فى المستشفى وإضافة مبنى للعيادات الخارجية، وعدد كبير من الأسرة فضلا عن التوسع خارج نطاق محافظة الشرقية بتدشين مستشفيات جديدة مع الاستحواذ على أخرى قائمة، وتطوير معامل حساب وزيادة عدد فروعه الحالية واقتحام مناطق جديدة.

واستعرض الدكتور محمد جزر خلال حواره لـ”المال” نشاط المجموعة التى بدأت عملها فى محافظة الشرقية فى مدينة الزقازيق كنشاط عائلى، واستقبال أول مريض منذ 23 عاما وبالتحديد منذ 1996 لتبدأ فى سلسلة تطوير وصلت للطاقة الاستيعابية للمستشفى فى الوقت الحالى إلى 164 سريرًا، ومن المنتظر إضافة أسرة أخرى فى الفترة المقبلة.

أكد جزر أن القطاع الخدمى بالمجموعة يضم مستشفى التيسير الدولى فى الزقازيق، التى تشمل المعامل التابعة لها، بينما يتواجد بين 5 إلى 6 مصانع تابعة تعمل فى القطاع الطبى، منها مصنع متخصص فى تصنيع الخيوط الجراحية، الذى يعد الأول من نوعه فى منطقة الشرق الأوسط.

جزر: التيسير الطبية لديها 49 سريرًا للعناية المركزة

أشار إلى أن مستشفى التيسير، تمتلك 49 سريرًا متخصصا فى «الرعاية المركزة» وهى سعة كبيرة مقارنة بباقى المستشفيات، ويتم من خلال التيسير تغطية المناطق بداية من محافظات سيناء، والعريش، حتى الإسماعيلية، والشرقية، وتوجيه الحالات المرضية الخطرة، والصعبة إلى التيسير نظراً للإمكانات الكبيرة، بينما توجه الحالات السهلة إلى مستشفيات أخرى.

أوضح نائب رئيس مجلس الإدارة أن المستشفى تعتمد بشكل كبير على عنصر السرعة فى إنقاذ المريض بشكل فورى، فى غضون 15 دقيقة من دخوله قسم الطوارئ، لافتاً إلى أن هناك بعض الحالات مثل «الجلطات» يستطيع المريض أن يغادر المستشفى خلال ساعات قليلة بعد إنقاذه.

لفت إلى أن النظام الذى تتبعه التيسير فى معالجة المرضى يتطلب تكلفة مرتفعة ونظام قوى يحتاج لإقامة وتواجد الأساتذة المتخصصين فى المستشفى على مدار الساعة، ولدينا 3 أساتذة متخصصين فى القلب، مقيمين فى المستشفى على مدار الأسبوع، والتيسير من أوائل المستشفيات التى اتبعت ذلك.

أضاف: «بات لدى التيسير الطبية إنقاذ مريض الجلطة فى غضون نصف ساعة فقط من الأمور التقليدية، ما أعطى المستشفى هذه المكانة، وتحويل الحالات الصعبة والعملاء «vip» إليها».

أوضح أن المستشفى تقوم بالكشف على 250 حالة يومياً بقسم الطوارئ، كما نجحت المجموعة فى عمل نموذج ناجح للمستشفى المتكامل مماثل لمستشفيات الوجه البحرى.

خطة توسعية

أكد نائب رئيس التيسير أن المجموعة لديها خطة توسعية طموح ترتكز على اتجاهين، الأول التوسع فى الخدمات الحالية وتنفيذ امتدادات للمستشفى الحالى وإضافة عدد من الأسرة، أما الاتجاه الثانى يتمثل فى الخروج باستثمارات التيسير خارج الشرقية، من خلال تدشين مستشفيات جديدة والاستحواذ على مستشفيات قائمة.

تنفيذ امتداد للمستشفى 100 سرير ومبنى عيادات خارجية باستثمارات 200 مليون جنيه

قال إن المجموعة بدأت فى تنفيذ امتداد للمستشفى الحالى فى مدينة الزقازيق، بغرض إضافة 100 سرير فى غضون عامين، فضلاً عن مبنى للعيادات الخارجية على أرض مجاورة يتضمن 25 عيادة خارجية، ومن المرجح أن يستقبل هذا المبنى 500 مريض فى العام الأول بعد التدشين، ترتفع إلى 1000 مريض مستقبلاً، مستفيدة من شبكة التعاقدات القوية التى تحوزها المجموعة تصل إلى 160 جهة.

قال إن الشركة حصلت على تراخيص إضافة تلك الأسرة بعد جولة طويلة للتوافق مع والحصول على ترخيص إدارة ومزاولة نشاط المستشفيات أو ما يسمى «egyptian code» وهو كود أو معيار يجب الحصول عليه للبدء فى العمليات الإنشائية لهذا الامتداد، موضحا أنه رغم صعوبة الحصول على الكود إلا أنه وسيلة مهمة لتقنين العشوائية فى القطاع، ويقلل عدد الكيانات العاملة فى المجال.

تطرق «جزر» بشكل أكبر لنظام أو معيار «egyptian code» نظراً لأهميته واشتراطات وزارة الصحة للحصول عليه، موضحاً أن الحصول على هذا المعيار يكون بعد تخطى أكثر من لجنة، الذى يحتاج فى بعض الوقت أكثر من عام.

أضاف: «موضوع «egyptian code» أصبح معقداً وتكلفته باهظة فلم يستطع بإمكان أى شخص أن يقوم ببناء مستشفى فى الوقت الحالى، فيجب أن يكون طبيب ولديه دراية بالمهنة فضلا عن جدية للاستثمار فى هذا القطاع».

الشرقية تحتاج إلى 13 ألف سرير ولا يتوافر سوى 4 آلاف فقط

أكد أن التوسع الحالى فى الشرقية يأتى انطلاقاً من الكثافة السكانية للمحافظة التى تبلغ 12 مليون نسمة، تبلغ احتياجتها من 13 ألف سرير، بينما لا يتوفر منها إلا 4 آلاف سرير فقط، وبالتالى تتوفر فرص كبيرة للنمو.

قال إن الخطة التشغيلة للمبنى الجديد المنتظر تعتمد على التشغيل الفورى للقسم الذى يتم الانتهاء منه تدريجياً، وبالتالى من المتوقع استقبال أول مريض بالتزامن مع الانتهاء من العمليات الإنشائية للمبنى.

لفت نائب رئيس مجلس إدارة التيسير الطبية إلى أن مبنى العيادات الخارجية من المتوقع البدء فى تشغيله فى غضون 6 أشهر تقريباً، فضلاً عن خطة قوية للاستثمار بشكل ضخم فى قسم الرمد، وأن هناك دراسة لتخصيص دور كامل لتخصص مرض الرمد.

فيما يتعلق بالتوسع خارج محافظة الشرقية، أكد أن المجموعة اقتربت من الاستحواذ على حصة حاكمة من مستشفى شمال مصر، وهى نموذج مماثل للتيسير، موضحا أنه تم الاستقرار على الفرصة بعد دراسة عدد من الفرص الاستثمارية فى طنطا والمنصورة وغيرها من المناطق المجاورة.

شراء 3 آلاف متر بميت غمر لتدشين فرعاً سعة 80 سريراً

قال إن الخطة التوسعية للمجموعة تتضمن البدء فى بناء مسشفى تابع للمجموعة، واشترت أرض بمساحة 3 آلاف متر فى مركز ميت غمر على الطريق بين المنصورة وبنها، من المقرر إضافة مستشفى سعة 80 سريرًا.

لفت إلى أن المجموعة تسعى فى الوقت الحالى للحصول على «egyptian code» فى غضون 6 أشهر على أن يتبعها الحصول على باقى الموافقات، لافتاً إلى أن المستشفى الجديد تغطى مناطق زفتى، وميت غمر، وبنها وغيرها من المناطق التى تفتقر للعناية المركزة.

مصادر تمويل

عن الخطة التمويلية لتنفيذ التوسعات، قال «جزر» إنها تتضمن 3 موارد ووقعت التيسير الطبية عقد تمويل مع أحد البنوك المحلية للحصول على قرض فى حدود 200 مليون جنيه، بجانبة التفاوض مع إحدى الجهات لزيادة رأسمال المجموعة، فضلا عن أرباح المجموعة.

الانتهاء من زيادة رأس المال بقيمة 150 مليون جنيه

أكد أن المجموعة أجرت عملية زيادة رأسمال بقيمة 150 مليون جنيه، على عدة مراحل خلال 2019، شارك فيها 65 أستاذًا من كليات الطب العاملين فى المستشفى، من عشرات الأعوام، للمساهمة فى دعم منهم للمساهمة فى التوسعات وتعظيم الأعمال وفى إشارة منهم للثقة الكبيرة فى المجموعة، إضافة إلى رجال أعمال.

لفت إلى أن عدد من صناديق الاسثتمار الأجنبية المهتمة بالقطاع الطبى قد دخلت فى مفاوضات مع التيسير الطبية بغرض المشاركة فى التوسعات المرتقبة، لكن وصلت المجموعة لمرحلة متقدمة مع أحد الصناديق ومن المتوقع الانتهاء منه خلال شهرين تقريباً، شرط ألا يترتب عليه التغيير فى هيكل الملكية أو إدارة المجموعة.

قال إن استثمارات تدشين مستشفى ميت غمر تصل إلى 150 مليون جنيه، أما استثمارات العيادات الخارجية والامتداد يصل إلى 200 مليون جنيه، تقريباً والمبلغ المتبقى لصفقة الاستحواذ المرتقبة على مستشفى شمال مصر، موضحاً أن التوسعات المرتقبة تمويلها بواقع %30 للقروض، و %70 تمويلًا ذاتيًا.

لفت إلى أن عدد من البنوك المحلية قد عرضت عملية التمويل رغم عزوفها فى الغالب عن تمويل عمليات الاستحواذ فى القطاع الطبى لكن الثقة الكبيرة فى المجموعة، وقوة نظام الحكومة، والدعم القوى من مكتب «التميمي»، الذى يتولى الاستشارات القانونية للمجموعة إلى جانب شركة «ألفا سكوير بارتنرز» ذراع المجموعة للاستشارات المالية.

الوضع الاقتصادي

فيما يتعلق بالشأن الاقتصادى، قال «جزر» إن توسعات التيسير تسمح بدخول مستثمرين أجانب إلى السوق المحلية، ودعم الاقتصاد المحلى الذى نثق فيه مؤكداً أن تجربة الإصلاح الاقتصادى الأنجح فى مصر خلال الفترة الأخيرة.

أكد أن المجموعة لم تعد تواجه أى أزمة فى تدبير العملة الصعبة، بعد نجاح الدولة فى القضاء على السعر الموازى للدولار، موضحا أن المشروعات الخدمية والطبية نجحت فى تمرير زيادة التكلفة بشكل تدريجى منذ ظهور أزمة الدولار بعد تحرير سعر الصرف.

لفت إلى أن المجموعة بدأت ترى مردود الاستثمارات الأجنبية فى القطاع بشكل كبير الفترة الأخيرة، موضحا أن المستثمر الأجنبى لا يدخل فى القطاع الطبى بسهولة لكن يتم بعد دراسة قوية ومتانية وتحتاج وقت طويل.

مستشفى القنايات

أشار «جزر» إلى أن المجموعة ساهمت بدورها فى خدمة المجتمع المدنى، ودعم التعاون بين القطاعين العام والخاص، على سبيل المثال قامت المجموعة بتحديث مستشفى القنايات المركزى بالشرقية بتكلفة استثمارية 7 ملايين جنيه، بدعم وتوجيه من وزارة الصحة.

أوضح أن عملية تطوير مستشفى القنايات تضمن رفع كفاءته وإنشاء عناية مركزة وجناح عمليات، ومصاعد للمرضى، وشبكة غازات طبية، وتطوير الواجهات والحدائق، موضحاً أن المجموعة تخطط للتعاون مع نظام التأمين الصحى الجديد فى محافظة القناة.

الاستحواذ على حسٌاب

عن عملية الاستحواذ على معامل حساب التى تمت مؤخراً، قال نائب رئيس «التيسير» إن المجموعة وجدت فى معامل حساب فرصة استثمار جيدة خارج نطاق معامل المجموعة الحالية المتواجدة داخل المستشفى، فضلا عن السمعة الجيدة لمعامل حساب والتى تصنف الأولى بمحافظة الإسكندرية.لفت «جزر» إلى أن عملية الاستحواذ جاءت بالتزامن مع رغبة مجموعة السهم الشريك المغربى فى معامل حساب فى التخارج من استثماراتها فى الشرق الأوسط ومصر وبالتالى وجدت التيسير أن شراء المعامل فرصة جيدة على أن يتم استمرار تطويرها ودعمها مستقبلاً.

توقع أن تكون لمعامل حساب تواجد قوى فى الشرقية مثل الإسكندرية بعد هذا الاستحواذ وتكون الاستفادة متبادلة موضحا أن حساب تخترق الشرقية من خلال تواجدها فى مستشفيات التيسير خاصة أن الأخيرة لديها 500 أستاذ يتعاملون مباشرة مع حساب.

فرصة تعاون

انتقل الحوار إلى الدكتورة أمينة حساب، رئيس مجلس إدارة شركة معامل حساب للتحاليل الطبية والتى قالت إن عملية الاستحواذ جاءت نظراً لتوافق الظروف خاصة فى التوقيتات التى وضعت فيها مجموعة التيسير خطة توسعية واستثمارية منتصف 2018، وكان هناك رغبة للمستثمر المغربى وهو شركة السهم المغربية فى التخارج من معامل حساب التى سبق أن استحوذ عليها قبل أعوام.

أكدت أن مجموعة التيسير كانت ترغب فى التوسع عبر بناء مستشفيات فى المناطق التى ترغب حساب التوسع فيها، وزيادة فروعها وبالتالى قررنا ضم القوتين فى كيان واحد ضخم للتوسع فى منطقة شمال مصر.

أوضحت أن «حساب» سبق أن تلقت عرضا من أحد المستثمرين للدخول كشريك لكن لم نر العرض مناسبا لاختلاف الرؤى لكن جاءت صفقة التيسير لتحافظ معاملنا على نفس الرؤية والخطة الاستراتجية والمبادئ، وبالتالى كان هناك توافق كبير فى الخطط الاستراتيجية والخطوط العريضة.

أوضحت أن معامل حساب تتوسع بشكل مستمر كل عام اذ ارتفع إجمالى عدد الفروع إلى 33 فرعا، وتم الخروج من الإسكندرية مؤخراً إلى محافظة البحيرة ثم استهداف خط الدلتا، مشيرة إلى أن حساب افتتحت 4 أفرع فى 2019، منها بنها وكوم حمادة وتستهدف افتتاح 7 أخرى فى 2020، بالدلتا والمناطق الأكثر احتياجاً، وصولا إلى 80 فرعا فى خلال 5 أعوام.

معيار EGAC

أشارت إلى أن معامل حساب أولى المعامل فى مصر التى حصلت على ترخيص من المجلس الوطنى للاعتماد « EGAC»، والعمل وفقا له منذ 2010، موضحة أن المعيار هو معيار عالمى يطبق على دول أوروبا وامريكا والدول المتقدمة.

قالت إن الاعتماد يتطلب ضوابط معينة تتعلق بطرق خاصة لسحب العينة من المرضى وشراء الأنابيب وكتابة تقرير الحالة الطبية للمريض، فضلاً عن معاينة الأجهزة المتعلقة بالفحص والسجلات والطرق المستخدمة فى التحليل وغيرها من الضوابط التى يتم اتباعها وفقا للمعايير ومدى مطابقتها لمعايير البحوث العلمية.

أكدت أن معيار EGAC يلتزم باستقدام عينات من خارج مصر لفحصها داخل معامل حساب، ثم إرسالها للخارج لمقارنة النتائج بمعامل عالمية أخرى ومدى مطابقتها للضوابط العالمية، موضحة أن ضوابط EGAC هى ضوابط لم تكن موجودة فى السابق، وتعتمد بشكل كبير على مواكبة التكنولوجيا.

أوضحت أمينة أن مرض السرطان على سبيل المثال أصبح تشخيصه من خلال عينة الدم بدلا من بتر الجزء الخاص بالمرض، وبالتالى أصبح تشخيص المرض بشكل أسرع وفى معامل حساب هدفنا الأول الاهتمام بالمريض بالتزامن مع تطوير آليات التشغيل مؤكدة أن معامل حساب لن تتنازل عن هذا الدور والأداء.

تخصص المعامل

بنظرة أكثر على صناعة التحاليل فى مصر، ترى أمينة حساب أنه يجب الالتزام بكود المعامل وضوابط ومعايير السلامة التى تحددها وزارة الصحة، موضحة أن معامل حساب تقدم أعلى مستوى من التحاليل وفق المعايير العالمية منذ عام 2010 والتى يتم تطبيقها على الفروع.

أضافت: «نستهدف تطبيق وتعميم هذا النظام القوى على جميع مستشفيات التيسير الحالية والمنتظر الإستحواذ عليها أو تدشينها مستقبلاً».

لفتت إلى أن السوق المحلية تعانى ندرة المتخصصين والعاملين فى مجال التحاليل الطبية، موضحة أن هناك مشروع قانون تنظيم ممارسة العمل بمعامل التحاليل الطبية لتعديل قانون مزأولة مهنة التحاليل الطبية رقم 367 لسنة 1954 ليصبح اكثر تنظيما للمهنة.

وترى أن محاولات التعديل تهدف إلى تعريف من له صلاحيات الحصول على ترخيص، ومن له صلاحيات العمل فى المعامل، وتعريف دقيق لأنواع المعامل وبعض الضوابط التنظيمية الأخرى.