قدمت السينما المصرية خلال عام 2019، 33 فيلما مصريا كان منها الجيد والباهت، وتنوعت موضوعاتها، لكن كان النوع المسيطر عليها هو “الأكشن”، في مقابل تراجع الكوميدي، أما المفاجأة الكبرى هذا العام فكانت فيلم “الممر”، الذي مثل عودة لإنتاج الأفلام الحربية، مع تحقيقه إيرادات عالية.
السينما المصرية لم تختلف عن الأعوام السابقة لكن الأكشن و«الممر» الأبرز
و تعليقا على أحوال السينما المصرية في 2019، قالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله، إن السينما المصرية في عام 2019 لم تكن مختلفة كثيرا عن الأعوام السابقة.
واستدركت: “لكن لوحظ أنه كان هناك اهتماما أكثر بأفلام الأكشن عن مثيلاتها الكوميدية”.
وأضافت: “تميز هذا العام بإنتاج فيلم الممر بميزانية كبيرة فحقق نجاحا كبيرا، ذلك بعد أن كان إنتاج الأفلام الحربية متوقفا منذ عقود طويلة”.
وأضافت أن عام 2019 شهد أيضا ظاهرة الأجزاء الثانية من الأفلام، مثل: “الفيل الأزرق 2″، و”أولاد رزق 2″، و”الكنز 2”.
وأوضحت أن هذه الأفلام لم تحقق شيئا جديدا، وإنما هي كانت مجرد محاولات لاستثمار نجاح الأجزاء الأولى منها.
وأشادت خير الله على الأخص بفيلم “لما بنتولد”، مرجعة ذلك لتقديمه وجوها جديدة ومخرجا جديدا، هو تامر عزت.
وأوضحت أنه للأسف الشديد لم تتم الدعاية له بشكل كاف.
وقالت إن هذا سيناريو الفليم للراحلة نادين شمس، تميز بطريقة سرد مختلفة من خلال تناول قصة ثلاثة شخصيات.
وكانت الشخصية الأولى تحاول خوض مسيرته الفنية في الغناء، والثانية امرأة مسيحية حالمة تقع في حب شاب مسلم، والثالث يعمل في مجال التدريب الرياضي.
ماجدة خير الله: إيرادات السينما زادت نتاج زيادة الأسعار وهذا سيضر السينما على المدى البعيد
وعن زيادة إيرادات السينما هذا العام، أشارت خير الله إلى أن هذا نتاج الزيادات في أسعار تذاكر السينما.
وحذرت من أن هذه الزيادات ستكون عائقا أمام دخول الجمهور للسينما، مما سيضر السينما على المدى البعيد.
وأضافت أن السينما هى فى المقام الأول أمن قومى، فلابد من زيادة إنتاج الافلام المصرية التى يعود تاريخها لأكثر من مائة عام.
ماجدة خير الله : من العيب أن مصر لا تجد أفلاما تشارك بها فى المهرجانات الدولية
وقالت: “من العيب أن مصر لا تجد أفلاما تشارك بها فى المهرجانات الدولية لتستطيع أن تقول للعالم نحن موجودون على الخريطة السينمائية”.
وضربت المثل بالفيلم المصري الوثائقي”احكيلى” الوحيد الذى حصل على جائزة فى مهرجان القاهرة السينمائى الدولى فى دورتة 41.
وقارنت ذلك بما حدث هذا العام مع السينما السودانية التى حققت طفرة كبيرة بفيلم “ستموت فى العشرين” الذى حصد جوائز عديدة فى المهرجانات، متسائلة: “أين مصر من ذلك؟”.
مطالبة بدعم الدولة ووزارة الثقافة للسينما
وطالبت خير الله من الدولة ووزارة الثقافة أن تدعم السينما إنتاجياً حتى يكون حصاد السينما أكبر بكثير.
وعن الأفلام الكوميدية هذا العام، أكدت خير الله أن فيلم “خيال مآتة” لم يقدم شيئا جيدا، وهذا ليس المتوقع من الفنان أحمد حلمى بعد انقطاع عامين.
وقالت إن فيلم “نادى الرجال السرى” حقق إيرادات عالية لكنه لم يقدم مضمونا كوميديا بحتا.
وأشارت إلى أن سيناريوهات الأفلام الكوميدية لم يكن بها فكرا جديدا، ودائرة الكوميدينات أصبحت ضيقة جدا.
خير الله: سوق الإنتاج السينمائى مغلقا على جهات معينة
وعن سيطرة جهات بعينها على الإنتاج السينمائي، ضربت الناقدة السينمائية، المثل بالسبكى الذي يقال عنه دائما أنه يتنتج أفلاما تجارية بحتة.
وقالت إن السبكي قدم أفلام مهمة للسينما المصرية مثل فيلم “الفرح”، و”ساعة و نص”، وأخرى اجتماعية جيدة وثالثة للمطرب تامر حسني حققت نجاحا.
واستدركت: ” لكن يتم الهجوم عليه بدون وعى ويتم استبعاده، مما جعل سوق الإنتاج السينمائى مغلقا على جهات معينة”.
وأضافت أن هناك سيناريوهات لكتاب عظام مثل السينارسيت وحيد حامد ولمخرجين مبدعين مثل داوود عبد السيد ويسرى نصر الله وغيرهم.
وتابعت “هناك مخرجون متميزون لديهم سيناريوهات ومنهم المخرج محمد أمين الذى أخرج فيلم ” بنتين من مصر” وفيلم “فبراير الاسود ” وفيلم ثقافى وحققه نجاحا كبيرا فى السينما”.
تحذير من التراجع السينمائي
واستدركت: “إلا أن كل هؤلاء المبدعين لم يستطيعوا أن يجدوا أعمالهم تخرج إلى النور بسبب قلة الجهات الإنتاجية”.
وقالت الناقدة الفنية ماجدة خير الله إن ما تمر به صناعة السينما فى مصر يجعلنا نتأخر.
وحذرت من استمرار ذلك قائلة: “فجأة سنلاحظ أن السعودية ستنافسنا، وسنتراجع عن باقى الدول العربية، بالرغم من أن السينما كانت هي القوة الناعمة لمصر”.
الأكشن تتربع هذا العام
في السياق ذاته، أوضحت الناقدة الفنية خيرية البشلاوى، أن عام 2019 شهد إنتاج مجموعة من الأفلام الجيدة والأقل جودة لكنها محترمة و نجحت تجاريا.
وأضافت: ” تربعت هذا العام أفلام الأكشن ذات الطابع الأمريكي- مثل “كازبلانكا” و “أولاد رزق 2”.
واستدركت: “لكن فى المقابل كانت هناك عودة لإنتاج الأفلام الحربية متمثلة في فيلم “الممر” وهذه نوعية كانت تنقصنا”.
الضيف والممر ونادي الرجال السري أفلام بارزة هذا العام
وأضافت: “تميز الممر لأنه حصل على دعم لوجستى من الدولة، بجانب أخرى ناقشت أفكار دينية و أيدلوجية مثل “الضيف”، بطولة خالد الصاوى، و هو فيلم جاد مختلف”.
وأشادت بالفيلم الكوميدى الاجتماعى “نادى الرجال السرى”.
وأضافت البشلاوى، أن هناك أفلاما تراوحت خلال العام ما بين متميز وباهت، لكن لم يكن فيها ما يخذل السينما المصرية وجمهورها.
وأكدت أن الأجزاء الثانية لـ”الفيل الأزرق” و”الكنز”، كانت تمثل محاولات جيدة.
السينما بحاجة لأفلام تحرك الذهن
وأشادت بفيلم ” لما بنتولد ” مؤكدة أنه فيلم جيد للمخرج الشاب تامر عزت الذى يحاول أن يقدم شيئا مختلفا .
وأكدت أن هذا العام كان شهد عددا من الأفلام التي تعد تجاربا متميزة.
ولفتت إلى غياب نوعيات الأفلام الملحمية والموسيقية والتاريخية والدينية، ونحن بحاجة إلى سينما تحرك الذهن.
رسالة 2020
وكانت رسالة البشلاوى للسينمائيين فى 2020، أن السينما يجب أن تنافس الدراما بشكل كبير وهي تحتاج أن تطور نفسها كلغة، وأن تكون صادقة وموضوعية تعبر عن الواقع المصرى بشكل حقيقي.
دعوة لزيادة الإنتاج السينمائي في 2020
من جانبها، أعربت الناقدة الفنية ماجدة موريس عن سعادتها أن السينما المصرية عام 2019 أعطت الأمل في أن أحوالها ستكون أفضل خلال السنوات القادمة؛ لأن هناك نوعيات كثيرة من الأفلام، وبالأخص الأكشن الذى سيطر هذا العام.
وقالت موريس إن فيلم “الممر”، كان متميزا، لأن السينما المصرية لم تنتج الأفلام الحربية منذ 18 عاما.
الممر عمل فني ذهب للمشاهد في بيته
وأكدت أنه عمل فنى جيد جدا، وحقق نجاحا أكبر بعد عرضه على الشاشة الصغيرة وذهب للمشاهد فى بيته ما جعله يحقق نجاحا جماهيريا مثل ما حققه من إيرادات عالية فى السينما.
أما عن الأجزاء الثانية لبعض الأفلام فرأت أنها بوجه عام كان مستواها الفنى جيدا، وبها عناصر فنية متميزة، وهذا فى حد ذاته إضافة.
كازبلانكا تميز بمستوى عال من مشاهد الأكشن
وقالت موريس، إن هذا العام شهد تنوعا فى موضوعات الأفلام مثل “الضيف” للفنان خالد الصاوى والكاتب إبراهيم عيسى، الذي قدم قصة مختلفة عن قضية “الحجاب”.
وأشارت أيضا إلى فيلم “122”، للفنان طارق لطفي، والفنانة أمينة خليل.
وقالت إن “كازبلانكا” بطولة أميركرارة ، وغادة عادل وغيرهم، تميز بمستوى عالٍ من مشاهد الأكشن، وكان به عناية واضحة بالقصة وأداء الفنانين.
تنوع دائرة موضوعات الأفلام فى عام 2019 وفر فرصة الاختيار للجمهور
وأكدت أن تنوع دائرة موضوعات الأفلام فى عام 2019، وفر فرصة الاختيار للجمهور.
كما أشادت موريس بأداء الفنانة هند صبرى فى “الفيل الأزرق2″، والفنان كريم عبد العزيز، ودور نيللى كريم.
السينما حققت نجاحا كبيرا في 2019
وأكدت موريس أن السينما المصرية فى عام 2019 حققت نجاحا كبيرا.
واستدلت على ذلك بأن قاعات مهرجان القاهرة السينمائى الدولى وبانوراما السينما الأوروبية كان عليهما إقبالا كبيرا من الجمهور.
وأشارت إلى أن هذا يؤكد أن الجمهور كان مهتما بالسينما هذا العام.
دعوة للاهتمام بالأفلام الحربية
وكانت رسالة موريس لصناع السينما فى 2020، هي أن يعملوا على استمرار التوسع في الإنتاج السينمائي.
ودعت للاهتمام بإنتاج أفلام حربية مشيرة لوجود سيناريوهات عديدة فى الأدراج لم تلق بعد اهتمام المنتجين.