يتوقع يوريكو كويكى، محافظ مدينة طوكيو – التى تستضيف الأوليمبياد العام المقبل – تحقيق أرباح لم تسجلها أى ألعاب صيفية عالمية منذ نسخة لوس أنجلوس الأمريكية 1984 برغم التكاليف التى تكبدتها الحكومة اليابانية، التى قفزت من 7 مليارات إلى 12 مليار دولار حاليا.
وأعلن يوشيرو مورى، رئيس الأوليمبياد اليابانى القادم، أن الحكومة وضعت معايير جديدة لشركات الرعاية، جمعت منها أكثر من 3 مليارات دولار بزيادة %300 عن أى مدينة أخرى استضافت الألعاب الصيفية، وصممت جميع الميداليات التى سيتم منحها للفائزين من حوالى 6.2 مليون موبايل وكمبيوتر مستعمل.
وقال مورى، إن الكهرباء التى سيتم استخدامها أثناء المباريات ستكون من مصادر متجددة، كما خصصت الحكومة تحفيزات مالية قصيرة الأجل لتمويل مشروعات هذا الحدث العالمى.
وذكرت وكالة «رويترز» أن أوليمبياد طوكيو 2020 ستتفوق على نسخ المدن الأخرى التى استضافت الألعاب الصيفية من مونتريال الكندية إلى ريو دى جانيرو البرازيلية، التى انتهت بديون ضخمة وحالات من سوء الإدارة، ومع ذلك فإن «تسونيكازو تاكيدا» الرئيس السابق للجنة الأوليمية اليابانية استقال فى مارس الماضى بسبب مزاعم فساد.
ودفعت معظم الدول التى استضافت الألعاب الأوليمبية الصيفية السابقة تكاليف باهظة مثل البرازيل التى خرجت من أوليمبياد ريو دى جانيرو عام 2016 وعليها ديون بحوالى 850 مليون دولار، وتكبدت مدن أخرى بعد انتهاء المنافسات نفقات صيانة المرافق والمبانى التى كانت تشغلها الجماهير والمنتخبات.
وأشاد توماس باك، رئيس اللجنة الأوليمبية الدولية، بالاستعدادات التى وفرتها طوكيو للأوليمبياد القادمة، ومنها الروبوتات التى ستوصل الجماهير لمقاعدها فى الاستادات، وستحمل أمتعتهم من المطارات ووجبات الطعام إلى أماكنهم؛ لتؤكد اليابان على تفوقها التكنولوجى مؤكداً أنه لم يشاهد أبدا هذه التجهيزات المبتكرة من قبل.
ووفرت الحكومة اليابانية بنية أساسية للسياحة الضخمة التى تتدفق عادة مع أى مناسبة رياضية عالمية، وذلك لتحقيق أكبر إيرادات من إنفاق السياح القادمين لرؤية صاحبة ثالث أكبر اقتصاد فى العالم بعد الولايات المتحدة الأمريكية والصين.
وبدأت اليابان منذ 2017 مشروعا لجمع المخلفات الإليكترونية من أجهزة الموبايلات والكمبيوترات وغيرها لاستخلاص حوالى 30 كيلوجراما من الذهب و4 من الفضة، و3 برونز، تكفى لصنع جميع الميداليات التى سيتم توزيعها على اللاعبين فى الأوليمبياد.
واستطاعت اللجنة المنظمة – المسئولة عن شكل وتصميم الميداليات – جمع الكمية المحددة من البرونز فى يونيو الماضي، ونحو %90 من الذهب و %85 من الفضة، وتم جمع المخلفات من داخل اليابان بالقطاعين الخاص والعام.
وساهم أفراد وشركات فى تقديم المخلفات المطلوب تدويرها، وحققت الهدف المطلوب وبحلول نوفمبر الماضى حصلت اللجنة المنظمة على نحو 47 ألف طن من المواد الإلكترونية والأجهزة المطلوب تدويرها، ومن بينها نحو 5 أطنان من الموبايلات.
وتزداد النفقات خلال استضافة دورات الألعاب الأوليمبية لأنه الحدث الرياضى الأكبر فى العالم، والذى ينتظره مليارات الأشخاص كل 4 سنوات، ويضم ما يقرب من 50 لعبة فى مدينة واحدة، لدرجة أن البرازيل اضطرت لإنفاق 20 مليار دولار من أجل استضافة دورة الألعاب الأوليمبية فى ريو دى جانيرو.
وتتسع الفجوة الكبيرة بين النفقات التى تصرفها الدول والمكاسب التى تعود عليها لتؤدى إلى خسائر كبيرة، كما حدث فى أوليمبياد لندن 2012 عندما وصلت الخسائر إلى 17 مليار دولار، بينما بلغت 45 ملياراً بأوليمبياد بكين 2008.
وقد تتحول الخسائر إلى ديون تقدر بمليارات الدولارات من أجل استضافة دورة واحدة فقط، كما حدث مع مونتريال بعد استضافتها لأوليمبياد 1976، والتى ظلت تسدد فى الديون الناتجة عنها حتى عام 2006.