مطالب الإعلاميين من أسامة هيكل فى عهده الجديد

جاءت هذه العودة لتطرح أسئلة كثيرة فى أذهان الإعلاميين، فما الذي يستطيع هيكل أن ينجزه؟

مطالب الإعلاميين من أسامة هيكل فى عهده الجديد
رحاب صبحي

رحاب صبحي

8:44 م, الأثنين, 23 ديسمبر 19

مع عودة أسامة هيكل لوزارة الإعلام، بتكليفه منصب وزير الدولة للإعلام، تصبح هذه هى المرة الثانية التى يشغل فيها هذا المنصب، بعدما تولاه لمدة 6 أشهر بعد ثورة 25 يناير، خلال الفترة من يوليو إلى ديسمبر 2011 ضمن حكومة عصام شرف.

وجاءت هذه العودة لتطرح أسئلة كثيرة فى أذهان الإعلاميين، فما الذي يستطيع هيكل أن ينجزه دون صلاحيات واضحة فى ظل وجود الهيئات الثلاث التى نص الدستور على أنها هي التي تدير الإعلام والصحافة في مصر؟

وهل عودة وزير دولة للإعلام من الممكن أن تجد حلولا لمشاكل الإعلام وللتجوزات والفوضى الإعلامية التى أصبح يعانى منها المصريون؟

حسن عماد مكاوى: التنسيق بين وسائل الإعلام المملوكة والإعلام الخاص

أكد الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية الإعلام الأسبق، أن عودة الوزير ستسد فراغًا عانينا منه خلال الفترة الماضية، لو تمكن من وضع استراتيجية شاملة للإعلام المصري ككل، سواء التابع للدولة والخاص، ليؤكد على ثوابت الدولة المصرية ويعمل على تحسين صورة مصر فى الخارج. 

و اشار مكاوي إلى أن هيكل سيكون له دور تنسيقي وليس سلطة تنفيذية ، فوسائل الاعلام ليست خاضعة له بشكل مباشر .

واضاف انه بذلك سيكون للوزير عدة مهام هي :

  1. ان يصبح رأس الاعلام المصري المنوط به وضع استراتيجية للاعلام المصرى، بدلا من الوضع الحالي حيث لا يوجد رأس للإعلام المصري.
  2. إعادة ترتيب البيت الاعلامى من الداخل.
  3. . التنسيق بين وسائل الاعلام المملوكة والاعلام الخاص وهذا غير متواجد أطلاقاً
  4. كما انه سيكون على الوزارة دور مهم فى تصحيح صورة مصر فى الاعلام الخارجى والتصدى للاعلام المعادى .

و اضاف مكاوي انه على الوزير ان يقوم بتنحية العديد من الوجوه والجهات المتصدرة للمشهد الاعلامى حاليا لانهم  أثبتوا فشلهم الذريع .

مصدر من ماسبيرو: نطالب هيكل بتغيير رؤساء الهيئات الثلاث

و صرح إعلامي من العاملين في ماسبيرو، -طلب عدم ذكر اسمه- أن الدستور والقوانين التى تم وضعها بناء عليه لم تحقق الترابط بين الهيئات الإعلامية والصحفية الثلاث، لذلك ففي هذه اللحظة نحتاج الى شخص يقوم بالتنسيق ما بين الهيئات الثلاث، وهذا لن يتم إلا من خلال وزير دولة للإعلام، تكون أهم مهامه وضع تحقيق إستراتيجية إعلامية للدولة والتنسيق بين الهيئات الثلاث لتحقيق هذه الاستراتيجية.

وأضأف المصدر أن أسامة هيكل ذو شخصية قوية وقيادية، لذا أتوقع أن يطلب توضيح صلاحياته ومهامه وعلاقته بالهيئات الثلاث.   

وطلب المصدر من الوزير عدة أشياء يرى أنها يجب أن تكون في أولوياته فى الفترة المقبلة، وهي:

1 . العمل على تغيير رؤساء الهيئات الثلاث مع أختيار شخصيات جديدة تستطيع تحقيق أهداف الدولة من الاعلام.

2. إعطاء الفرص للشباب من المبدعين فى الهيئات الثلاث.

3. حل كافة المشكلات التي تسبب فيها رؤساء الهيئات الثلاث.

4 . العمل على تطوير مؤسسات الدولة الإعلامية من المؤسسات الصحفية والقنوات الحكومية.

5. الوصول الى توافق بين المؤسسات الحكومية والخاصة لخدمة الوطن

خليل العوامى: العقوبات الحالية ضد الإعلام والعاملين به مضرة بمناخ العمل وتحتاج إلى إعادة نظر

من جانبه، أوضح  الصحفي خليل العوامي، رئيس تحرير برنامج القاهرة الآن على قناة العربية، إن الأصل في اي قطاع هو التنظيم عبر قواعد واضحة ومحددة تنبع من القوانين والدستور، بحيث تضمن تحقيق الانضباط للقطاع، وتحافظ على حقوق العاملين به، وليس أهم من قطاع الاعلام بصوره المختلفة ان تكون له هذه القواعد المحددة.

وقد شهد قطاع الإعلام خلال السنوات الأخيرة – سواء الصحافة او التليفزيون العام منه والخاص – تغيرات كبيرة وتحديات صعبة تواجه المهنة، تهدد استمرارها كصناعة من ناحية، وكقوة ناعمة مهمة للدولة من ناحية أخرى، ما ادى لبعض الارتباك وهو ما يستدعي علاجا سريعا.

وأضاف العوامى، ان الأصل في مهنة الاعلام هو هامش الحرية المقترن بالمسئولية والحفاظ على حقوق المواطنين في المعرفة ،وأيضا مراعاة الصالح العام للدولة وتحديات الفترة التي تمر بها من اعادة بناء ومواجهة مخاطر خارجية وحرب داخلية ضد الإرهاب.

وتأتي خطوة استحداث منصب وزير دولة للإعلام بعد سنوات من إلغاء وزارة الاعلام بعد إقرار دستور 2014 محاولة من الحكومة لتحقيق هذه المعادلة الصعبة لا سيما بعد تجربة هيئات الاعلام التي لم تكن على مستوى الطموح.

وأكد العوامى، ان اسامة هيكل ، وزير الدولة للإعلام ، امامه تحديات كبيرة اولها: تحديد مهامه هو وحجم صلاحياته، وثانيًا طريقة العمل وعلاقته بهيئات الاعلام الثلاثة، وأخيرا احداث نقلة نوعية في اداء الاعلام وضبط إيقاعه مما يساهم في تحقيق أكبر استفادة ممكنه في حفظ حق المواطن في المعرفة، والتعبير عن وجهة نظر الدولة والدفاع عنها في مواجهة مشكلات الداخل والخارج،  فضلا عن اعادة هندسة قنوات تواصل بين الحكومة والمواطنين تبرز جهود الحكومة وفي نفس الوقت تعرض وجهة نظر المواطن وتكون صوتًا له

اخيرا أبدى العوامي تفاؤلا وثقة في قدرة اسامة هيكل في القيام بمهام منصبه خاصة وانه صحفي كبير ترأس تحرير جريدة الوفد وشغل منصب وزير الاعلام في فترة حرجةً بعد ثورة ٢٥ يناير، فضلا عن رئاسته للشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي، وهو ما أعطاه دراية كاملة بمشكلات وتحديات قطاع الاعلام ومعرفة قريبة بالعاملين فيه والقوانين المنظمة له.

وطالب العوامي من الوزير بالالتفات الى عدد من القضايا و المهام:

1. لائحة العقوبات ضد الإعلام والعاملين مضرة بمناخ العمل وتحتاج إلى إعادة نظر.

2. يجب ضمان حقوق العاملين في الصحافة والإعلام عبر عقود واضحة.

3.ضبط مساحة العمل والقواعد المنضبطة شرطان لوجود إعلام فاعل.

صفوت العالم: التعامل مع تعاظم أشكال وأساليب الدعاية المضادة

أما الدكتور صفوت العالم، أستاذ الاعلام بجامعة القاهرة فأكد أنه فى السنوات القليلة الماضية كانت هناك حالة من عدم الرضا عن الأداء الإعلامى، وكانت هناك مشكلات كثيرة فى ضبطه ، ووجهت العديد من الانتقادات لأداء المجلس الأعلى لتنظيم للإعلام.

مؤكدا أن النظام لم يكن راضياً عن الإعلام، ولم يكن ما يحدث هو من متطلبات المرحلة الحالية.

وأضاف العالم، أن اختيار أسامة هيكل جاء لانه ليس غريباً عن النظام؛ لأن له تجربة سابقة، وكان أداؤه وقتها  متناسبًا مع أهداف الدولة.

مشيرا إلى أن أداء هيكل داخل مجلس النواب كان متماشيا مع متطلبات النظام.

وتمنى العالم للوزير الجديد النجاح، مشيرا إلى أن هيكل يتناسب مع متطلبات المرحلة، فهو قادر على وضع حلول لكثرة التدخلات فى الأداء الإعلامى وكثرة التحديات، ومواجهة الدعاية المضادة ضد مصر، في ظل تعاظم أشكال وأساليب الدعاية المضادة التى تواجه الإعلام المصرى من القنوات الخارجية.

كما أن عليه العمل على إعادة هيكلة الإعلام فى ماسبيرو، وأيضًا إيجاد حلول عملية للقنوات التى تبث الرسائل الإعلامية من مصر القنوات العربية والأجنبية مثل البى بى سى وغيرها، وذلك عن طريق تنظيم العلاقة مع المكاتب الإعلامية العربية والاجنبية التى تبث رسائل إعلامية من مصر.