اتهمت السفارة الأمريكية في القاهرة، حكومة الصين، باعتقال أكثر من مليون مسلم منذ عام 2017، مشيرة إلى أنه من السهل احتجاز المسلمين في مقاطعة شينجيانج الصينية وإيداعهم في معسكرات اعتقال.
ويتزامن الاتهام الأمريكي الذي جاء في منشور، أمس، على الصفحة الرسمية للسفارة على فيسبوك، مع مؤتمر صحفي عقدته سفارة الصين بالقاهرة نفت خلاله صحة ما يُنشر على مواقع التواصل الاجتماعي من صور تظهر اعتداء السلطات الصينية على الأقليات المسلمة خاصة الإيجور.
وفي منشورها، أرفقت السفارة الأمريكية فيديو لمؤسسة “shareamerica” التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية، وفيه تظهر سيدة صينية الملامح تحكي عن اضطهاد بكين للإيجور المسلمين ليس لاعتبارات مكافحة الإرهاب، بل بسبب معتقداتهم الدينية.
وفي الفيديو، قالت السيدة جوهر إلهام إبنة أحد المعتقلين (كما يظهر تعريفها في أعلى يسار الشاشة)، أنه منذ عام 2017 اعتقلت الحكومة الصينية أكثر من مليون شخص من مسلمي الإيجور والأقليات المسلمة الأخرى، في معسكرات اعتقال بجميع أنحاء مقاطعة شينجيانج.
وأضافت إلهام (التي تقول الخارجية الأمريكية إنها من الإيجور الناجين وتم اعتقال والدها قبل سفره إلى أمريكا) أن هناك تقارير (لم تفصح عنها أو عن مصادرها) تشير إلى استخدام العنف المميت ضد المعتقلين.
وقالت إلهام إن النظام الشيوعي الصيني يدعي أن الاعتقالات “تعمل على مساعدة مجموعة صغيرة من المؤمنين بأفكار إرهابية ومتطرفة على العودة إلى المسار الصحيح”.
وتابعت:” الحقيقة أنه يمكن وصفك بأنك “متطرف” بمنتهى السهولة ثم إرسالك إلى معسكرات الاعتقال”.
وأوضحت:” ممارسة شعائر عقيدتك الدينية أو التحدث بلغتك الأصلية أو ارتداء ملابسك التقليدية أو إطالة لحيتك، كلها أسباب يمكن أن ترسلك إلى معسكرات الاعتقال في الصين”.
وتابعت:” يمكن اعتقالك أيضا حال رغبتك السفر إلى خارج خاصة للدول ذات الأغلبية المسلمة، أو رفض طلب زواج ابنتك إلى أحد رجال قومية الهان الصينية (المجموعة الإثنية التي تشكل الأغلبية في الصين)”.
واختتمت:” المعتقدات والثقافة ليست تطرفا.. بل حق”.
وبحسب موقع share.america فإن جوهر إلهام كانت في الثامنة عشرة من عمرها عندما كانت هي ووالدها على وشك الصعود على متن طائرة لزيارة الولايات المتحدة في العام 2013، إلا أن السلطات الصينية أوقفت والدها وألقت القبض عليه.
الصين: أخبار زائفة وحملة دولية مشبوهة
وفي مؤتمرها المنعقد أمس، أكدت سفارة الصين في القاهرة أن صور وفيديوهات قتل مسلمي الإيجور المنتشرة على الإنترنت “مزيفة كليا”، وقالت إن هناك حملة هدفها “تقسيم البلاد”.
وأكدت أن المسلمين يعيشون في الصين بسلام وأن مقاطعة شينجيانج على وجه التحديد شهدت إنجازات سياسية واقتصادية بعد تدابير حكومية ناجحة للقضاء على الاٍرهاب.
واتهمت بكين “قوى في المجتمع الدولي ومنها الولايات المتحدة” بالعمل على عرقلة الصعود الصيني عبر إثارة مشاكل واضطرابات في البلاد.
وقالت إن عدد المساجد في مقاطعة شينجيانغ كبير جدا لدرجة أنه يتجاوز عددها في بعض الدول الإسلامية.
وكانت لجنة معنية بحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، قالت إنها تلقت الكثير من التقارير الموثوقة التي تتحدث عن احتجاز نحو مليون فرد من أقلية الإيجور المسلمة في الصين في “مراكز لمكافحة التطرف”.
ونفت بكين ذلك لكنها اعترفت باحتجاز بعض “المتشددين دينيا” ممن تحركهم دوافع إنفصالية وإرهابية.