إطلاق عقار جديد لعلاج التليف الرئوي بالسوق المصرية

التليف الرئوي مجهول السبب يصيب حوالي 5 ملايين مريض حول العالم

إطلاق عقار جديد لعلاج التليف الرئوي بالسوق المصرية
ياسمين فواز

ياسمين فواز

9:03 ص, الأثنين, 23 ديسمبر 19

أعلنت شركة بوهرنجر إنجلهايم، واحدة من كبرى شركات الصناعات والأبحاث الدوائية حول العالم، عن إطلاق عقار جديد لعلاج مرض التليف الرئوي مجهول السبب (IPF) رسميًا للمرة الأولى في مصر، وتم تسجيله بوزارة الصحة المصرية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أقامته الشركة اليوم، لنشر الوعي بمرض التليف الرئوي مجهول السبب (IPF)، ومناقشة أعراضه وأسبابه، وتسليط الضوء على أهمية التشخيص الصحيح والتقليل من خطر تفاقم المرض، بحضور عدد من أستاذة أمراض الصدر بكبرى الجامعات المصرية وهم دكتور مايسة شرف الدين، الرئيس السابق لقسم الطب الرئوي في كلية الطب بجامعة القاهرة، ودكتور ياسر مصطفى، رئيس قسم الصدر والجهاز التنفسي وحدة العناية المركزة بمستشفيات جامعة عين شمس، ودكتور محمد حلمي زيدان، أستاذ أمراض الصدر بجامعة الإسكندرية.

التليف الرئوي مجهول السبب يصيب حوالي 5 ملايين مريض حول العالم

وأشارت الدكتورة مايسة شرف الدين، أستاذ أمراض الصدر بكلية طب القصر العيني والرئيس السابق لقسم الأمراض الصدرية بجامعة القاهرة، إلى أهمية توعية المجتمع المصري بخطورة مرض التليف الرئوي مجهول السبب (IPF)، كونه مرض رئوي نادر يصيب حوالي 5 ملايين مريض حول العالم، ويتسبب في معدلات وفيات مرتفعة تبلغ ما بين 70٪ – 80٪، ويؤدي إلى الوفاة خلال سنوات من تاريخ التشخيص.

وأضافت الدكتورة مايسة شرف الدين أن التليف الرئوي مجهول السبب اكثر خطورة من جميع انواع السرطانات بعد سرطان الرئة و البنكرياس من حيث تفافق المرض و تدهور حالة المريض ويصيب نحو 14 – 43 شخص بين كل 100,000 نسمة على مستوى العالم، ويصيب الأشخاص فوق سن الخمسين بشكل أساسي، كما أنه يصيب الرجال أكثر من النساء.

وقالت إن أعراض المرض تتمثل في انقطاع النفس خلال النشاط، وسعال جاف ومستمر، وضيق في الصدر، وصعوبة في التنفس يقلل من مقدار الأكسجين الذي تزود به الرئتان الأعضاء الرئيسية للجسم.

وأضافت أن مسببات المرض غير واضحة حتى الآن، مشيرة إلى أن هناك بعض عوامل الخطر والتي تتضمن كل من التدخين، والإصابات الرئوية، وتاريخ الإصابة بالمرض في العائلة، والارتجاع غير الطبيعي لحمض المعدة، والتعرض للعوامل البيئية والإصابات الفيروسية المزمنة.

ونوه الدكتور ياسر مصطفى، أستاذ أمراض الصدر بجامعة عين شمس والرئيس الحالي لقسم الأمراض الصدرية ووحدة العناية المركزة بجامعة عين شمس، بأهمية توعية المرضى بوجود وخطورة هذا المرض ومضاعفاته.

وأشار إلى وجود بعض التحديات في مرحلة تشخيص مرض التليف الرئوي مجهول السبب، وهي أن متوسط الزمن بين حدوث الأعراض الأولية والتشخيص يتراوح ما بين سنة واثنتين،كما يحدث خطأ في التشخيص المبدئي في حوالي نصف حالات المرضى بسبب تشابه الأعراض مع الأمراض التنفسية الأخرى مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD)، والربو، وقصور القلب،7 وذلك لأن تشخيص المرض يتطلب اختبارات تشخيصية معينة، مثل تصوير الرئة باستخدام أشعة مقطعية عالية الدقة.

وأضاف الدكتور ياسر مصطفى أن التشخيص المبكر والدقيق لمرض التليف الرئوي مجهول السبب بالغ الأهمية، وأن هناك خيارات علاجية يمكنها مساعدة المرضى على إدارة حالتهم والحفاظ على نوعية حياتهم، مثل العقاقير، والعلاج التكميلي بالأكسجين، وعلاج السعال وإعادة التأهيل الرئوي، والذي يمكن أن يتضمن تمرينات خاصة أو أساليب تنفسية 4 واختبارات وظائف التنفس الخاصة بتشخيص هذا المرض.

وأكد أهمية توعية صغار الأطباء من التخصصات الأخري مثل الباطنة والممارسين العوام عن طبيعة هذا المرض وتشابه أعراضه مع أمراض صدرية أخرى مثل الحساسية والنزلات الشعبية الحادة، لأنهم واحد من أسباب تأخر تشخيص المرض لفترات طويلة قد تؤثر سلبا على حالة المرض وقتها.

وأشار الدكتور محمد حلمي زيدان، أستاذ أمراض الصدر بجامعة الإسكندرية، أن هناك حاجة ماسة إلى إيجاد علاجات آمنة وفعالة من أجل تغيير مسار مرض التليف الرئوي مجهول السبب من خلال إبطاء تفاقمه، مشددًا أن العقار الجديد Nintedanib هو أفضل الخيارات العلاجية الموجودة حاليًا لقيامه بتقليل من خطورة التفاقم الحاد بنسبة 68%،وتطور المرض بنسبة 50٪ لدى مختلف فئات مرضى التليف الرئوي مجهول السبب، ويقوم المحافظة على جودة الحالة الصحية للمريض، ذلك وفقاً للتوصيات الصادرة عام 2015 عن الجمعية الأميركية للأمراض الصدرية والجمعية الأوروبية للأمراض التنفسية والجمعية اليابانية للأمراض التنفسية والجمعية الأميركية اللاتينية للأمراض الصدرية مجتمعة.

أعراض التليف الرئوي

وأضاف قائلاً: “يتميز هذا الدواء بقلة اعراضه الجانبية نسبيا مقارنة بالعلاجات التقليدية القديمة، خاصة أن مريض التليف الرئوي مجهول السبب لا يستجيب للعلاج بالكورتيزون بل على العكس اثبتت الدراسات أن علاج بالكورتيزون و العلاجات التقليدية الاخرى في هؤلاء المرضى قد تؤدي الى تفاهم الحالة.”

وقال الدكتور ياسر فرغلي، المدير العام ورئيس قطاع الأدوية البشرية لعمليات الشركة في منطقة مصر منطقة الشام والعراق وشمال شرق أفريقيا، إن التليف الرئوي مجهول السبب مرض فتاك ونادر، أنهك أعدادًا ليست قليلة من المرضى حول العالم،

وأكد أن شركة بوهرنجر إنجلهايم تهدف لتقديم مجموعة من الأدوية المتطورة التي من شأنها تحسين حياة المرضى في جميع أنحاء العالم، لذلك قامت بالعديد من الأبحاث والاختبارات لإنتاج عقار Nintedanib وطرحه في مختلف أنحاء العالم، مضيفا أن استراتيجية الشركة تهدف إلى تلبية حاجة المريض وخاصة في الأمراض النادرة التي تحتاج الكثير من الجهد والإستثمارات للتوصل إلى علاجاتها، كما تؤمن الشركة بشكل كبير بأهمية رفع مستوى الوعي لدى المرضى والعامة بالأمراض وأهمية الكشف المبكر والتشخيص الصحيح.

وأضاف فرغلي أن بوهرنجر انجلهايم هي شركة ذات أهداف محددة، تسعى نحو تحسين منظومة الرعاية الصحية في مصر، حيث يعتبر قطاع علاجات الأمراض التنفسية والصدرية ذات إرث كبير في الشركة حيث طرحت أولى علاجاتها للأمراض الصدرية منذ 90 عاماً لتحتل الريادة من خلال تطوير علاجات لأمراض الربو والأنسداد الرئوي المزمن والتليف الرئوي مجهول السبب وسرطان الرئة. 

تهدف شركة بوهرنجر إنجلهايم التوسع والإستثمار في السوق المصري حيث تتبني خطة عمل تضم حوالي 90 مشروعًا،  وإمكانية تقديم ما يصل إلى 15 دواءً جديدًا بحلول عام 2025، لتنمي الشركة سجلها الحافل بالانجازات طويلة المدى في مكافحة الأمراض النادرة.

استطلاع رأي يكشف الأثر النفسي لمصابي التليف الرئوي

وأجرت استطلاعاً على 500 من مرضى التليف الرئوي مجهول السبب في جميع أنحاء العالم، لبيان الأثر النفسي والاجتماعي للمصابين بالمرض، أسفر عن شعور 42% من المرضى بالعزلة، و 49% شعروا بالقلق بشأن مستقبلهم.

كما أوضح الأستطلاع أن المرض يؤثر حتى على نوعية الحياة وإمكانية وصول المرضى إلى معظم أنشطتهم العادية التي اعتادوا القيام بها قبل الإصابة. 18٪ فقط من المرضى يؤمنون بالعلاج من مرضهم، مما يقلل من فرص المشاركة في أنشطة مثل السفر والمناسبات العائلية، و أعرب 39٪ من المرضى عن قدرتهم على الاستمتاع بالأوقات والمناسبات العائلية، و 21٪ فقط يخططون رحلات سفر.

وتعد بوهرنجر إنجلهايم، إحدي شركات الأدوية العالمية الرائدة والقائمة على جهود البحث والتطوير، حول تحسين صحة وجودة حياة البشر والحيوانات في المقام الأول. وتركز الشركة جهودها على دراسة الأمراض التي لا يتوافر لها خيارات علاجية مُرضيّة حتى الآن، بهدف تطوير علاجات مبتكرة يمكن أن تسهم في الحفاظ على حياة المرضى. وبالنسبة إلى مجالات صحة الحيوان، تسهم ’بوهرنجر إنجلهايم‘ في تقديم حلولٍ متقدمة لتعزيز الوقاية.

وتعتبر بوهرنجر إنجلهايم إحدى الشركات العائلية التي تأسست في عام 1885، وهي واحدة بين شركات الأدوية العشرين الأولى في العالم. ويعمل لدى الشركة حوالي 50 ألف موظف، يسعون بشكلٍ مشترك لتعزيز القيمة التي تقدمها الشركة في منتجاتها ضمن 3 مجالات رئيسية هي الصيدلة البشرية، والصحة الحيوانية، والصيدلة الحيوية. وفي عام 2018،و حققت الشركة مبيعات صافية بلغت حوالي 17.5 مليار يورو. فيما تخطّت نفقات البحث والتطوير 3.2 مليارات يورو، أي ما يمثل 18.1% من صافي المبيعات.