تتوقع رابطة مصنعى السيارات الصينية CAAM انكماش المبيعات فى أكبر سوق للسيارات بالعالم بحوالى %8 مع نهاية العام الجارى، نتيجة الحرب التجارية بين الصين وأمريكا.
وطبقاً للرابطة فإن مبيعات 2020 ستواجه استمرار التراجع بحوالى %2 للعام الثالث على التوالى بسبب ضعف نمو الاقتصاد الصينى واستمرار الحرب التجارية بين واشنطن وبكين الدائرة منذ حوالى 17 شهرًا.
ويرى شو هايدونج، مساعد الأمين العام لرابطة CAAM أن مبيعات السيارات فى الصين ستهبط إلى 25.3 مليون وحدة العام المقبل ولحوالى 26 مليونًا خلال العام الجارى الذى أوشك على الانتهاء، بعد أن كانت 28 مليونًا العام الماضي.
وتابع: يقدر الانخفاض لعام 2019 بنسبة %8 مقارنة بالعام الماضى بعد أن تراجعت المبيعات بأكثر من %9 فى أول 11 شهرًا من هذا العام.
وذكرت وكالة بلومبرج أن مبيعات السيارات فى الصين تراجعت بأكثر من %3 العام الماضى لأول مرة منذ تسعينيات القرن الماضى مع تباطؤ النمو الاقتصادى والحرب التجارية مع واشنطن، كما انخفضت خلال نوفمبر الماضى فقط بنسبة %3.6 مقارنة مع الشهر ذاته من العام الماضى للشهر السابع عشر على التوالي.
وتواجه الشركات الصينية انكماشًا شديدًا فى الطلب على السيارات الكهربائية لدرجة أن أرباح BYD أكبر منتجة للمركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة فى الصين انخفضت بنسبة %89 خلال الربع الماضى، كما تتوقع الشركة هبوط أرباحها طوال هذا العام بأكثر من %43، نتيجة استمرار الحرب التجارية .
ويأتى هبوط المبيعات فى نوفمبر بعد انخفاض %4 بأكتوبر و %5.2 فى سبتمبر من العام الجارى طبقا لتقرير رابطة CAAM الذى جاء فيه أيضا تراجع عدد السيارات التى تعمل بأنواع طاقة جديدة فى نوفمبر للشهر الخامس على الترتيب بنسبة %43.7 وانخفاضه بحوالى %45.6 فى أكتوبر غير أنها قفزت %62 تقريبا فى العام الماضى رغم الانكماش بالسوق بشكل عام.
وتشمل السيارات التى تعمل بأنواع الطاقة الجديدة، الكهربائية والهجينة بالبنزين والبطاريات الكهربائية والتى تعمل بخلايا وقود الهيدروجين لتهوى مبيعات السيارات الكهربائية فى الصين إلى حوالى 80 ألف وحدة فقط فى سبتمبر الماضى بعد أن قلصت حكومة بكين برامج تحفيز شراء المركبات التى تعمل بالطاقة المتجددة بسبب انخفاض نموها الاقتصادى منذ العام الماضى وحتى الآن لأول مرة منذ 30 عامًا.
وتراجعت مبيعات جميع السيارات فى الصين إلى 2.27 مليون وحدة للشهر الـ15 على التوالى، وفى أقل مستوى منذ سبتمبر عام 2015، وبعد هبوط مبيعات التى تعمل بالطاقة المتجددة طوال الشهور الثلاثة الماضية حتى أول أكتوبر الماضى بينما انخفضت مبيعات الركوب بحوالى 6.3% فى سبتمبر الماضى إلى 1.94 مليون وحدة.
وكانت مبيعات السيارات قد هبطت فى أول 9 أشهر من العام الجارى بأكثر من %10.3 إلى 18.37 مليون وحدة، بالمقارنة مع أعلى مستوى وصلت إليه فى ديسمبر 2017 عندما قفزت إلى أكثر من 3.06 مليون وحدة، بينما كان أقل مستوى تهوى إليها فى يناير 1998 عندما هبطت إلى 88 ألفًا.
وتتوقع شركة BAIC بلو بارك نيو إينيرجى تيكنولوجى أكبر منتجة للمركبات الكهربائية فى الصين، خسائر هذا العام لتنزل مبيعاتها إلى 98 ألف وحدة فى الفترة من يناير حتى نهاية سبتمبر الماضى أو ما يعادل أقل من نصف المستهدف البالغ 220 ألف وحدة؛ لأن حكومة بكين بعد أن أنفقت مليارات الدولارات لتحفيز شراء السيارات الكهربائية، أعلنت عن خفض كبير فى هذا التحفيز.
وأدت الحرب التجارية الأمريكية الصينية وتباطؤ النمو الاقتصادى فى العديد من الدول ومنها الصين إلى انكماش مبيعات السيارات فى أكبر سوق بالعالم لينخفض عدد شركات السيارات الكهربائية الموجودة الآن إلى 100 فقط مع نهاية العام الجارى بعد أن بلغت 500 شركة العام الماضى بزيادة %300 عما كانت عليه منذ عام 2016 بسبب ضعف الطلب وهبوط إنفاق المستهلكين.
ومع ذلك من المتوقع ارتفاع مبيعات سيارات الركوب الكهربائية إلى 1.6 مليون وحدة مع نهاية العام الجارى، لتسجل أعلى مستوى فى تاريخها ولكنه هذا ليس كافيا لاستمرار عمل شركات الطاقة المتجددة لدرجة أن المحللين فى رابطة CAAM يتوقعون انفجار فقاعة سوق السيارات الكهربائية التى زادت قيمتها حاليا لأكثر من 18 مليار دولار خلال سنوات قليلة.
وكانت مبيعات السيارات التى تعمل بالطاقة المتجددة فى الصين قد زادت بحوالى %21 خلال التسعة أشهر الأولى من هذا العام، ولكن النمو بلغ %84 خلال نفس الشهور من العام الماضى، برغم أن حكومة بكين تمنحها أهمية استراتيجية، وتستهدف رفع نسبة الكهربائية بها إلى %60 من جميع أنواع السيارات التقليدية بحلول عام 2035.
وأكد وانج بينج قانج الرئيس السابق لجماعة مشروع الابتكار الوطنية لسيارات الطاقة الجديدة، أن عدد مبيعات سيارات هذا النوع سيتجاوز 2 مليون بحلول عام 2020 وأن نسبة %80 منها ستكون من نوع السيارات الكهربائية.
ومازال يوجد فى الصين حاليا أكبر عدد من السيارات الكهربائية فى العالم، فقد بلغ عدد التى تسير على الطرق حوالى 580 ألفًا العام الماضى بزيادة %72 بالنسبة لمبيعاتها فى عام 2016، بينما تحتل مبيعات السوق الأمريكية المرتبة الثانية بعد الصين، واشترى المستهلكون الأمريكيون أكثر من 280 ألف سيارة كهربائية العام الماضى، مقارنة مع 160 ألفًا عام 2016.
وبلغت حصة الصين فى عام 2016 ما يقرب من %50 من مبيعات سيارات الطاقة الكهربائية على مستوى العالم، لدرجة أن وكالة الطاقة الدولية IEA تتوقع أن تساهم بنسبة 26% من إجمالى مبيعات السيارات التقليدية، والتى تعمل بالطاقة المتجددة الأخرى فى السوق الصينية فى غضون عشر سنوات.
وتسعى حكومة بكين لبيع أكثر من 7 ملايين سيارة كهربائية بحلول عام 2025، بعد أن بلغت مبيعاتها أكثر من %50 عالميًا، والتى تجاوز عددها المليون وحدة العام الماضى لأول مرة فى تاريخها، بفضل العلامات التجارية المحلية من السيارات الكهربائية التى تنتجها الشركات الصينية، وهى جيلى، و BYDاللتين يدعمهما الملياردير الأمريكى وارين بوفيت، وشركة NIO الجديدة التى بدأت الإنتاج منذ عام 2015 فقط لتنافس شركة تيسلا الأمريكية المتخصصة فى السيارات الكهربائية.
وتخطط حكومات دول كثيرة والعديد من الشركات العالمية لإنتاج سيارات كهربائية لتحل محل التى تعمل بالوقود التقليدى، للتخلص من الانبعاثات الكربونية، والحفاظ على نظافة الهواء، ولكن الصين التى كان من المتوقع أن تصبح أكبر منتجة لها فى العالم تواجه حربًا تجارية مع واشنطن، ومنافسة شديدة من الشركات العالمية الأوروبية مثل فولكس فاجن والأمريكية ومنها تيسلا وجنرال موتورز.
وحققت صناعة سيارات الطاقة الجديدة نموا سريعا فى الصين خلال السنوات القليلة الماضية، مع ارتفاع حجم الإنتاج والمبيعات لأكثر من 794 ألفا و777 ألفا على التوالى فى عام 2017 بزيادة %53.8 و %53.3 بالمقارنة بعام 2016.
وتهتم حكومات الاتحاد الأوروبى بالسيارات الكهربائية بعد أن وضعت معايير مشددة لتقليص الانبعاثات الكربونية إلى أقل مستوى ممكن للحفاظ على البيئة لدرجة أن فولكس فاجن الألمانية خصصت 70 مليار يورو (81 مليار دولار) لتحويل جميع موديلاتها إلى كهربائية بحلول عام 2030، بينما تخطط جنرال موتورز الأمريكية لتحويل جميع موديلاتها للنوع الكهربائى فى عام 2023 فى حين ستبدأ فولفو السويدية تحويل سياراتها التقليدية إلى كهربائية اعتبارا من العام المقبل.