مع التطور في التكنولوجيا والقيمة المتزايدة للأصول غير الملموسة ، هل تحتاج شركات بشكل خاصة وصناعة بشكل عام إلى إعادة تقييم الدور الذي تلعبه في حماية عملائها من الخسائر الكبيرة الناجمة عن الأضرار التي لحقت بهذه الأصول؟
ظهور أخطار جديدة نتيجة الإتجاه نحو الرقمنة
نتيجة التقدم التكنولوجى والتحول إلى الرقمنة فى كثير من المجالات المعيشية ، سواء فى المجالات الصناعية أو التجارية أو الصحية ..إلخ ، ظهرت أخطار جديدة لم تكن فى الحسبان من قبل ، كالأخطار السيبرانية ، فكثير من المنشآت الأن على اختلاف تنوع انشطتها اصبحت تزاول نشاطها من خلال أدوات ومقومات تكنولوجية تعتمد على مكونات غير ملموسة ، كالبرامج الإلكترونية والملكية الفكرية والشهرة والعلامة التجارية وغيرها ، بجانب المكونات الملموسة كالممتلكات المالية والصكوك والنقد والآلات والأجهزة التى تتماشى مع نوعية النشاط التى تزاوله ، وكلما ذادت حداثة هذه المشروعات كلما زادت معها نسبة الأصول غير الملموسة إلى الأصول الملموسة.
شركات التأمين نفسها تتزايد فيها الأصول غير الملموسة
وحتى شركات نفسها اصبحت الأصول غير الملموسة فيها تتزايد مع الوقت ، فنتيجة فقد نسبة كبيرة من قيمة الأقساط التى تجمعها هذه الشركات بسبب ارتفاع تكاليف التوزيع للوثائق ظهرت الحاجة إلى الأنظمة الإلكترونية والتكنولوجية فى تسعير وتسويق وبيع وإدارة باستخدام قنوات وسيطة بين الشركة والعملاء ، مما يؤثربشكل كبير على نتائج الأعمال في الحفاظ على العملاء وتحسين جودة الخدمة وتقليل التكلفة وزيادة معدل الإداء والكفاءة التشغيلية ، كما يزيد من القدرة التنافسية في السوق ، كما أن الطرق القديمة القائمة على الإفراط فى استخدام العنصر البشرى قد عفا عليها الزمن.
إعتماد شركات التأمين علي الأنظمة الإلكترونية يساهم في دقة التنبؤ بالحوادث
فكثير من شركات أصبحت تعتمد على أجهزة وتطبيقات وأنظمة الكترونية حديثة ، مثل الموبايل والساعات الذكية وغيرها ، مما يوفر بيانات دقيقة عما يتعرض له العملاء من حوادث وبالتالى دقة التنبؤ والتقدير السليم لهذه الحوادث ، بما يسهم فى الاستجابة لها بشكل استباقى فى الوقت المناسب.
العناصر التي يجب دراستها قبل تغطية الأخطار غير الملموسة
والموضوعات الحديثة فى مجال هو كيفية العمل على تغطية الأخطار الخاصة بالأصول غير الملموسة ، وكيفية زيادة الإنتاج بزيادة التغطيات الخاصة بأخطار هذه الأصول ، ففي حالة وجود خطر تقليدي (خاص بالأصول الملموسة) يكون الخطر معروفًا بشكل خاص ، ويكون توفر البيانات جيدًا من الخبرة الماضية وتتوفر نماذج المخاطر المناسبة على نطاق واسع ، لكن الدخول إلى منطقة جديدة غير تقليدية للخطر أو أكثر حداثة سوف يتطلب من شركة التأمين تكبد بعض التكاليف الخاصة بمراجعة بعض النواحى لكى تتمكن من التأمين على الأخطار الجديدة ، منها ما يلى:
1- القوة البشرية المناسبة: يتطلب قيام شركات بالتفكير فى تغطية الأخطار الخاصة بالأصول غير الملموسة أن يكون لدى شركة التأمين وإعادة الأشخاص المناسبين من النواحى التالية:
• القانونية ، أي الأشخاص الذين يفهمون السياق القانوني لهذا النوع من المخاطر.
• التقنية ، أي الأشخاص الذين يفهمون البيئة التقنية لهذا النوع من الخطر.
• الاكتوارية ، أي الأشخاص القادرين على تسعير التغطية لهذا النوع من المخاطر.
• التسويقية ، أي الأشخاص القادرين على فهم هذه المنتجات وبيعها.
•التأمينية ، أي الأشخاص الذين يمكنهم تقييم الطلبات وتحديد ما إذا كانوا سيقبلون التأمين أم لا.
2- السياسة الاستثمارية: بناءً على طبيعة الالتزامات ، قد يكون لدى شركات استراتيجيات استثمار مختلفة لتغطية التزاماتها ، ويمكن ربط الالتزامات الأكثر قابلية للتنبؤ باستثمارات طويلة الأجل غير سائلة نسبياً ، بينما تتطلب المخاطر الكبيرة والنادرة (مثل المخاطر غير التقليدية) محافظ استثمارات سائلة ، على الرغم من أن شركات التأمين غالباً ما تقوم بإعادة التأمين لتغطية هذه المطالبات.
3- قد تكون هناك قيود تنظيمية وتعاقدية على توفير التأمين في فئات المخاطر الجديدة:
عادة ما يتم تغطية المخاطر غير التقليدية من خلال خطط التعاون في مجال التأمين ، والتي تخضع لآليات تعاقدية بين الأعضاء ، قد يحمل العقد ميزات تقيد الدخول والخروج في مخطط التعاون ، وكذلك قدرة العضو على تأمين مخاطر جديدة أخرى بسبب المتطلبات التنظيمية.
4- إعادة : قد تفشل شركة التأمين الفردية فى حالة وقوع حوادث كبيرة للغاية ، بحيث لا يمكن استيعابها على أساس مستقل ، لوجود احتمالات كبيرة للخطأ بسبب نقص البيانات التاريخية ذات الصلة ، أو عدم وجود أشخاص لاستخدام أي بيانات متاحة لإجراء تقييم تجاري مناسب عند تقييم الآثار المترتبة على المخاطر واحتمال حدوثها ، وإعادة التأمين يمكن أن يكون وسيلة فعالة لمقابلة ذلك.
وتتأثر شركات التي تغطي المخاطر غير التقليدية بقدرة شركات الداخلين الجدد المحتملين ليكونوا قادرين على الاستجابة للفرص المربحة في مجال المخاطر غير التقليدية ، لأن هذا المطلب يواجه تحديات كثيرة بسبب وجود عدد قليل فقط من شركات المحتملة التي يمكنها أن تكون ناجحة في ترتيبات التأمين وإعادة التأمين ، وهذا يحد بشدة فى بداية الأمر من انتشار الشركات التى تغطى هذه المخاطر ، إضافة إلى احتمالية أن تغطي هذه الجديدة المحتملة مجالات معينة من المخاطر غير التقليدية التي تعرض لها هؤلاء المؤمنون سابقًا.