نادر البطراوى: اختفاء الكاشير ونمو الوظائف الإلكترونية
عمر خليفة: يساهم فى تعديل مهام وأدوار العمل
توقع عدد من خبراء ورؤساء شركات تكنولوجيا المعلومات اختفاء الوظائف النمطية غير الإبداعية عالميا ومحليا خلال 2030، مع انتشار تكنولوجيا الذكاء الاصنطاعي والروبوتات فى مختلف القطاعات الاقتصادية.
وقالوا إن من الوظائف المرشحة للانقراض مدخلى البيانات data entry، وموظفى خدمات الكول سنتر مع ظهور أخرى جديدة منها محللو البيانات.
يشار إلى أن فرنسا فقدت خلال العقد الأول نحو 500 ألف وظيفة مع ظهور التجارة الإلكترونية، ولكنها ساهمت فى خلق 1.2 مليون وظيفة أخرى جديدة تتعلق بالأمن السيبرانى، و الذكاء الاصطناعي ، وتصميم المواقع، وعلوم البيانات .
وأكد الدكتور خالد شريف، مساعد وزير الاتصالات السابق، أن المستقبل القريب سيشهد اختفاء الوظائف النمطية غير الإبداعية مع انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعى عالميا، موضحا أنه مع ظهور تكنولوجيا معالجة البيانات word processing اختفت مهنة مصفف الحروف فى مجال الطباعة.
وشدد شريف على ضرورة تعديل المناهج الدراسية فى مصر بما يتواكب مع الثورة الصناعية الرابعة المعتمدة على استخدام التكنولوجيا الحديثة فى كل المناحى الاقتصادية، لافتا إلى أن السوق المحلية ليست بمنأى عن المتغيرات العالمية.
ورأى أن موظفى الكول سنتر من المهن المرشحة للانقراض فى مصر خلال السنوات المقبلة مع استثمار شركات الاتصالات ملايين الجنيهات فى تطوير تكنولوجيا الروبوتات فى تقديم الخدمة للعملاء .
ولفتت الدكتورة سالى رضوان، مستشار وزير الاتصالات، أن تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ستساهم فى خلق 60 مليون وظيفة جديدة عالميا خلال 3 سنوات المقبلة.
وألمح عمر خليفة، مؤسس موقع شغلنى لخدمات التوظيف أونلاين، إلى أن التكنولوجيا لن تؤدى إلى اختفاء وظائف بعينها ولكن خلق مهام جديدة أكثر فعالية وكفاءة ، معتبرًا أن مندوبى المبيعات وموظفى الكول سنتر وعمال الإنتاج من أكثر الوظائف التى ستشهد تطورا ملحوظا بدعم التقنيات .
وأضاف أن انتشار حلول تكنولوجيا المدفوعات الإلكترونية على سبيل المثال سيقلل الاعتماد على موظفى البنوك فى تنفيذ عمليات السحب والإبداع التقليدية، مبينا أن منصة شغلنى تضم حاليا 1.5 مليون باحث عن العمل، و10 آلاف شركة معلنة عن وظائف .
وتابع أن أكثر الوظائف طلبًا على شغلنى حاليا مندوبى المبيعات وعمال خطوط الإنتاج والسائقين والفنيين وأفراد الأمن .
ورجح تامر عبدالنعيم، رئيس شركة الخليج للحلول التقنية، اختفاء مهن من مصر نهائيا خلال 2030 مثل موظفى الكول سنتر، ومدخلى البيانات Data entry ، والسائقين مع ظهور السيارات ذاتية القيادة، إلى جانب عمال خطوط الإنتاج والمحاسبين والمحامين والمعلمين بفضل انتشار تكنولوجيا التعليم التفاعلى.
وقال إن العالم سيشهد ظاهرة تعرف بـ singlerity أى أن الروبوتات تعادل ذكاء الإنسان الطبيعى، مع وجود مخاوف من زيادة معدلات الجريمة وفقدان سيطرة حكومات الدول على إدارة المواقف أو التطوير من عدمه .
وبين أن التكنولوجيا يتخلف وظائف إبداعية جديدة، منها مطورو ومحللو البيانات الكبيرة، مطالبًا بأهمية قيام وزارة الاتصالات بمراجعة المناهج التدريبية الممنوحة للكوادر البشرية بما يتوافق مع الاتجاهات العالمية الحديثة.
وقال مدحت مدنى، عضو مجلس إدارة شركة ويليس تاورز واتسون فى مصر وخبير استشارات الموارد البشرية، إن التطور التكنولوجى على مستوى العالم واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي ، قد يؤدى لاختفاء بعض الوظائف فى المستقبل، وتغيير شكل أخرى.
وأضاف مدنى: “لن تتأثر بعض الوظائف، كما سيساهم ذلك التطور الرهيب فى ظهور وظائف جديدة خلال تلك الفترة وفقا لتوقعات ودراسات استشارات الموارد البشرية دوليا”.
أاشار إلى أن تلك التغييرات تساعد الحكومات والشركات الخاصة فى اتخاذ القرار وتغيير سياساتها واستراتيجياتها، خاصة ما يتعلق بالعنصر البشرى.
ورأى نادر البطراوى، مؤسس شركة “جوبزيلا” لخدمات التوظيف أونلاين، أن التكنولوجيا سيطرت على كل نواحى الحياة فى العصر الحديث، وأصبحت ترتبط كل الوظائف المستقبلية بالذكاء الاصطناعى.
وأكد أن أكثر الوظائف الإبداعية التى يحتاجها السوق كل من المبرمج، ومصمم البرامج، والمطور التكنولوجى، ومتخصصى السوشيال ميديا، لافتًا إلى أن أغلب الطلبات التى يستقبلها الموقع الإلكترونى المتعلق بالشركة كل الوظائف التكنولوجية وغير التقليدية.
وتابع أن هناك العديد من الوظائف التى ستنقرض خلال 2030 أبرزها وظيفة خدمة العملاء، والكاشير، خاصة فى محلات الطعام والهايبر ماركت، بالإضافة إلى موظفى صيانة السيارات، وذلك بعد انتشار السيارات الكهربائية، مؤكدا أن أعداد تلك الوظائف فى انخفاض بشكل مستمر.
وأضاف أن عدد موظفى البنوك فى طريقة إلى الاختفاء بعد التوسع فى فروع البنوك المميكنة، مشيرا إلى أن حجم المعلمين سينخفض تدريجيا فى المستقبل بعد الاعتماد على التعليم أونلاين، بالإضافة إلى موظفى حجز التذاكر بعد التوسع فى الحجز الإلكترونى.
ولفت إلى أن التحول الهيكلى فى سوق العمل يلقى تحديات جديدة أمام الدول لاستيعاب كل الأيدى العاملة، وخفض نسب البطالة من خلال تأهيل الكوادر الموجودة لتناسب متطلبات سوق العمل واحتياجاته.
وأشار إلى أن هناك وظائف ستظهر فى الوقت القادم منها ظهور تخصصات تعليمية جديدة لمواكبة التطور التكنولوجى الحديث، وخلق أجيال مؤهلة على التعامل مع أحدث التطورات التكنولوجية.
وشدد أن كل الوظائف المتعلقة بالإبداع لن تنقرض بشكل قاطع خاصة الكاتب والمحامى والفنان والمغنى والرسام، لافتا إلى أن التكنولوجيا لن تحد من العامل البشرى فى تلك الوظائف بل تعمل على مساعدة فى الإبداع.
محمود جمال وعصام عميرة