أثار خبر نشره موقع جريدة “المال” الثلاثاء الماضي، بإجمالي 1.5 مليار جنيه تمثل الخسائر السنوية للشركة، نقلا عن مدحت نافع رئيس القابضة المعدينة، العديد من الانتقادات على مواقع التواصل الاجتماعي، حول الجدية في إصلاح الشركة، وطالب البعض بأن يكون هناك نصيبا للمصريين في الأرباح مثل الخسائر.
لم يتجاهل رئيس القابضة المعدنية، الانتقادات وما أثير حول الخبر، وعقب على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”، حيث كتب توضيحا تفصيليا تحت عنوان “حكاية الـ15 جنيها”.
وقال نافع: “انتشرت خلال اليومين الماضيين بصورة ملفتة عبارة على لساني مفادها تحمّل المواطن ١٥ جنيها سنويا من خسائر الحديد والصلب.. بداية العبارة صحيحة حسابياً وصحيحة سنداً وقابلة للاجتزاء عن سياقها حتى لا نلقى كعادة البعض باللائمة على الأخوة الصحفيين الذين نقلوا وقائع المؤتمر حاضن العبارة بكل أمانة”.
نافع: لا يمكن أن يُلام الصحفي على التقاط كلمات حادة وموجعة
وأضاف “لا يمكن أن يلام الصحفى الذكى على التقاطه كلمات حادة وموجعة ووضعها في عنوان، لمجرد أن الكثيرين لا يقرأون سوى العناوين بل ويبنون عليها آراءً نقدية سواء مع أو ضد مدلول العنوان، مهدرين عشرات السنوات من الإهمال والفشل ومحاولات الإصلاح الجادة”.
رئيس القابضة المعدنية: اكتشفنا الكثير من المغالطات الموروثة كانت تدفن فيها الخسائر
وتابع: “وحتى لا نكرر عشرات البيانات التي تناولت خلالها ملف شركة الحديد والصلب ومحاور إصلاحها بكل شفافية، فالنص الذي اختصره البعض في المانشيت يدور مع إيقاظ الوعى الشعبي إلى عدم قبول استمرار الوضع الراهن المستنزف لثرواتهم دون إصلاح حقيقي، وإن كان مؤلماً”.
وقال نافع: ” في الأشهر الماضية وفقنا الله خلالها إلى اكتشاف الكثير من المغالطات الموروثة التي كانت تدفن فيها خسائر لا يعلمها الناس، سواء حملة الأسهم الملاك المباشرين أو غير المباشرين الذين ائتمنوا على إدارة المال العام..
حصر كافة الأصول ومبادلة الديون واختبار كافة بدائل التطوير
وأضاف، “أنه تم حصر كافة الأصول ومبادلة عدد من الديون والالتزامات واختبار كافة بدائل التطوير، بما فيها فتح باب الشراكة مع القطاع الخاص، وتركيز الخام والوقوف بدقة على فرص وإمكانات الشركة التي يجب أن تنطلق من نقطة وقف نزيف الخسائر التى أكلت رأس المال أكثر من أربع مرات، وحماية المال العام للدائنين الذين تخطت دائنيتهم للشركة سبعة مليارات جنيه”.
وذكر نافع أن استمرار النزيف دون خطوات إصلاح “حقيقية” خطر يتحمله الشعب كله، ليس فقط من يعملون بالشركة أو الذين تربطهم مصالح بها.
وتلقى تعليق نافع إشادات كثيرة من رواد “السوشيال ميديا”، وانتقادات آخرين، إلا أنه حرص على الرد على جميعها دون أي حرج أو ضيق .
السيولة اللازمة لشراء الفحم تعادل قيمة المنتج النهائي
فعلي سبيل المثال قال أحد المعلقين إن الشركة – يقصد بها الحديد والصلب – تحتاج إلى فحم فقط لتشغيل الأفران العالية 3و4 بكامل طاقتها .
ورد نافع قائلا: إن المعلومة خاطئة، فالشركة تحتاج لسيولة لشراء فحم يكلفها تقريبا نفس قيمة المنتج النهائي من البليت بخسارة تزيد عن ضعف التكلفة المباشرة في عدد من المنتجات .
لا يمكن تشغيل فرن 3
وقال رئيس القابضة المعدنية إن فرن 3 لايمكن تشغيله رغم توفير الفحم لأنه ببساطة يحتاج لغلاية تانية يتم تأهليها .
وانتقد آخر ما كتبه رئيس الشركة قائلا “لا أرى نتيجه لمجهودك في الحديد والصلب خاصة وان فكرة الشراكة مع الروس تبدو ذهبت مع الريح، ورد نافع مؤكداً أنه يجب الاطلاع على التفاصيل قبل الحكم على الجهود التى تمت ليلا ونهارا لإصلاح الشركة وحماية المال .
موقف البرلمان وحصيلة مئات القرارات وضم خبراء من الخارج
وقال نافع إن اللجان التى شكلها البرلمان أشادت بالجهود المبذولة في هذا الصدد ، بعد تفنيد ادعاءات المنتفعين والجاهلين بالأمور .
أما فيما يتعلق بعروض الشراكة، فقد كشف رئيس القابضة المعدنية عن عدم تلقي أى عروض شراكة لافتاً إلى أن العرض الروسي كان الأقرب إلى عقد يكفي لبناء مصنع أحدث طراز .
الروس تقدموا بعرض يكفي لبناء مصنع على أحدث طراز
واستكمل رئيس القابضة المعدنية الكشف عن أبرز ما قام به لوقف نزيف خسائر الحديد والصلب، كان من بينها منع الحجز على الشركة بحكم واجب النفاذ لصالح بنك مصر .
وقال نافع إنه لم يتسرع في تصفية الشركة رغم أنه قرار يحق له بحكم القانون، وإنه وفر السيولة اللازمة لتوفير رواتب العمال وإجراء اختبارات التشغيل للوقوف عليها قبل اتخاذ أي قرار .
وقف حكم حجز لبنك مصر.. وتأجيل قرار التصفية
ولفت نافع في تعليقه إلى مئات القرارات والاجتماعات التى تم اتخاذها لمنع كوارث مالية وفنية وقانونية لا يعلم تفاصيلها أحد، إلى جانب تغيير مجالس الإدارات ودعم الشركة بعناصر من الخارج لكشف الكثير من أوجه القصور .
صفقة الخردة لحديد المصريين كانت بأعلى سعر.. وكانت تخرج في التراب
وتحدث نافع عن صفقة بيع 15 ألف طن ، تم انقاذها من الخردة ، لصالح حديد المصريين ، لافتاً إلى أنه تم بيعها بأعلى من متوسط البيع وكان البيع سيتم من خلال مزايدات تقليدية يشيبها الكثير من العوار .
ولم يكتف نافع عند ذلك بل قال: “كانت قطع الخردة الثمينة تخرج احيانا داخل تراب “.
بينما علق آخر على ما قاله نافع طالبا منه توضيح نصيب المصريين من الأرباح مثلما تحدث عن الخسائر، معربا عن تخوفه من أن يكون مصير الحديد والصلب كالقومية للأسمنت والقضاء على آخر شركة حديد مملوكة للدولة .
هذا هو نصيب المواطن من الأرباح
ورداً على ذلك قال نافع: “نصيب حضرتك من الشركات الرابحة ذكرته وكنت أظنك متابعاً لإجراءات تمويل “القابضة” للموازنة العامة للدولة، فى عام واحد بأكثر من 950 مليون جنيه، الموازنة العامة دى بتاعة الشعب المصرى إللى كان نصيبه من القابضة خلال السنوات السابقة لا يزيد عن 150 إلى 160 مليون فقط”.
وكتب آخر تعليق قائلا: “كام تصريح خلال العام الماضي عن إعادة الهيكلة وفض المظاريف ورفض المظاريف والتصفية وهيكلة الديون.. السهم واقع من 35 جنيها إلى 2.5 الناس تعبت نفسيا وبدنيا.. الناس دي وثقت فيكم واستبشرت خير، ايه اللي مأخركم عن اعادة الهيكلة واتخاذ اللازم لتحويل الشركة من الخسارة للأرباح ؟”.
فيلم عايز حقي بس بالعكس.. ونافع: المواطن فعلاً بيدفع
وأجاب مدحت نافع” “تصريحاتي كلها متسقة مع كافة المراحل والمحاور التي عملت عليها لا تعارض بينها.. أنت في هذه الشركة والشركات المثيلة كالجراح يجب أن تتعامل بحرص مع كل مشكلة وتستبعد حلولا وبدائل بعد اختبارها وبسرعة غير مسبوقة لحين الوقوف على البديل الأمثل” .
فيما قال متابع: “التصريح ده فكرنى بفيلم عايز حقى مع الفارق أن المواطن فى التصريح ده هو اللى حيدفع، وأجاب نافع مؤكدا أن المواطن بيدفع بالفعل .
وتجدر الإشارة إلى أن وزير قطاع الأعمال العام كشف في وقت سابق أنه عرض على القيادة السياسية توصية حسم مصير شركة الحديد والصلب التى تتعرض للخسائر في الوقت الحالي .
يشار إلى أن الخبر الذي نشرته “المال” عن الحديد والصلب، تضمن السيناريوهات المتوقعة للشركة الفترة المقبلة .