حدد قرار وزير النقل رقم 586 لسنة 2019 الصادر فى 3 سبتمبر المنقضى 2019 أسماء الوفد المصري المشارك فى اجتماعات المنظمة البحرية الدولية ، وذلك فى الفترة من 21 نوفمبر وحتي 5 ديسمبر 2019، وتشمل القرار حضور اجتماعات المنظمه البحرية الدولية، الدورة 30 للمجلس الاستثنائي والدورة 31 للجمعية العامة والدورة 123 للمجلس.
ويضم الوفد اللواء بحري أيمن صالح رئيس قطاع النقل البحري، ويمني ياقوت كبير باحثين بإدارة المعاهدات الدولية، وائل خليل مدير مكتب الإيمو، وسالي بهجت باحث بالمكتب الفني.
وكان وزير النقل الفريق كامل الوزير والوفد المرافق له قد وصل، الثلاثاء الماضي، إلى العاصمة البريطانية لندن ليترأس، وفد مصر فى انتخابات المنظمه البحرية الدولية، وخاصة نسعى مصر بقوة للفوز بعضوية مجلس المنظمة الفئة C لأهميته الكبيرة لمصر التي تعتبر من الدول الرائدة في مجال النقل البحري.
وأكد “كامل” فور وصوله أن مصر تسعى بقوة لتحقيق الفوز بعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية لما له من أهمية كبيرة بالنسبة لمصر التي تعتبر من الدول الرائدة في مجال النقل البحري، خاصة مع ما تتمتع به من موقع جغرافي يمثل قلب العالم، وبما لها من حدود بحرية ممتدة على ساحل البحر المتوسط والبحر الأحمر وقناة السويس أحد أهم الممرات الملاحية على مستوى العالم.
كلمة مصر أمام الجمعية العامه للايمو
كما ألقى سفير مصر بلندن السفير طارق عادل كلمة مصر أمام الجمعية العامة للمنظمة البحرية الدولية؛ حيث جاء نص الكلمة كالتالي:
كيتاك ليم – سكرتير عام المنظمة البحرية الدولية
رؤساء وأعضاء الوفود المحترمين
السيدات والســــادة الحضــور الكــرام
إن جمهورية مصر العربية تعد ما تتمتع به من موقع جغرافي متميز بين ثلاث قارات وما لديها من سواحل تمتد لمسافة أكثر من 3000 كيلومتر على كل من البحرين المتوسط والأحمر من أقدم الدول البحرية في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا بل فى العالم، وهو ما يشهد به التاريخ منذ قديم العصور.
ويقع على سواحلها عدد (15) ميناء بحري تجاري وعدد (33) ميناء تخصصي، هذا بالإضافة إلى قناة السويس التي تُعد أحد اهم الممرات الملاحية في العالم بعد استكمال، وافتتاح ازدواج مجراها الملاحي مما يعزز دور مصر في خدمة ودعم حركة التجارة العالمية، وهو ما يضع مصر عن جدارة في مصاف الدول ذات الدور الحيوي للنقل البحري العالمي الذي يؤهلها لعضوية المجلس التنفيذى للمنظمة البحرية الدولية IMO.
إن الموقع المتميز لمصر والذي يتوسط القارات الثلاثة ( افريقيا – اوروبا – اسيا ) يجعلها تربط الخطوط الملاحية للتجارةالدولية في المنطقة ، بالاضافة الي أن لديها مقومات وخبرات في مجال النقل البحري تمتد منذ عهد الفراعنة مما يؤهلها الي ان تستكمل دورها في تنفيذ متطلبات المعاهدات والاتفاقيات الدولية الصادرة عن المنظمة البحرية الدولية.
كما أن مصر تعد من أوائل الدول المنضمة للمنظمة البحرية الدولية منذ إنشائها عام 1958، إن مصر كدولة ساحلية تحرص دائما على الوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالأهداف الرئيسية للمنظمة البحرية الدولية ولا تألو جهدا من أجل التوافق مع كافة الصكوك الصادرة عنها.
لذلك فقد قامت مصر بالوفاء بكافة التزاماتها المتعلقة بالسلامة والبيئة البحرية وتعزيز الامن البحري والحفاظ على الأرواح، وظهر هذا بوضوح من نتائج تنفيذ المراجعة الإلزامية على جمهورية مصر العربية.
منظومة متميزة للبحث والإنقاذ
وأضاف: إن مصر تمتلك منظومة متكاملة على طول السواحل المصرية للمساعدة في عمليات البحث والإنقاذ ويديرها مركز البحث والإنقاذ المصري الذي يعتبر من أوائل المراكز التي أُنشئت في الشرق الأوسط وأفريقيا.
كما يتوافر لمصر خبرات ومؤسسات تعمل علي ضمان الالتزام بكافة المعايير الدولية التي تقرها المنظمة في المجالات المختلفة وبها قدرات علمية وعملية لتقديم التدريب والدعم الفني اللازم للدول الصديقة علي الصعيدين الافريقي والدُولي وذلك من خلال الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري.
وقامت مصر باتخاذ خطوات فعلية في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بإطلاق استراتيجية التنمية المصرية بصورة رسمية (رؤية مصر 2030)، وعلى سبيل المثال وليس الحصر فقد قامت مصر من خلال القطاع البحري بالعمل على تحقيق الهدف الخامس من أهداف الأمم المتحدة الذي يسعي للمساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة في المجال البحري، حيث أثمرت هذه الجهود عن إنشاء رابطة المرأة العربية في المجال البحري (AWIMA) وهي أول رابطة في المجتمع العربي تهتم بالمرأة في هذا المجال، وتحتفظ مصر بسكرتارية الرابطة.
استعدادات مصر لمواجهة ظاهرة تغير المناخ
بالإضافة إلي أن مصر كانت من الدول الأوائل التي انضمت إلي المجهودات العالمية الهادفة إلي محاربة أخطار تغير المناخ، ولم يكن ذلك مقتصرا فقط علي الانضمام إلى الاتفاقية الإطارية للأمم المتحدة بشأن تغيير المناخ فى 1994 بل شمل الانضمام إلى بروتوكول كيوتو فى عام 2005 واتفاقية باريس عام 2017.
كما تحرص مصر دائما علي التطوير الدائم للموانئ المصرية والمساعدات الملاحية، وكذا منظومة مراقبة حركة السفن VTS من أجل تأمين وسلامة حركة التجارة العالمية بالمياه الإقليمية في منطقتي البحر الأحمر والبحر المتوسط وعبر قناة السويس.
وقد حرصت مصر خلال السنوات الماضية علي تقديم إسهامات هامة من اجل تحقيق اهداف المنظمة البحرية الدولية.
وتم إنشاء شبكة الطرق القومية الجديدة بطول 7000كم بالاضافة الي رفع كفاءة الطرق الحالية لتصل إجمالي أطوال الشبكة الرئيسية للطرق الي 30.5 الف كم لخدمة نقل البضائع من والي الموانئ المصرية والدول المجاورة كما تم إنشاء منطقة اقتصادية عالمية مجاورة لقناة السويس لخدمة حركة التجارة العالمية.
وقامت مصر استكمالاً لدورها الإقليمي والدولي لدول المنطقة أعضاء المنظمة بإستضافة المؤتمر الرابع لإتحاد الادارات البحرية للدول الافريقية بمدينة شرم الشيخ في سبتمبر 2018، تحت رعاية برنامج التعاون التقني للمنظمة البحرية الدولية كخطوة هامة نحو تحقيق اهداف المنظمة في تعزيز التعاون الاقليمي لدول افريقيا في مجالات تطوير قدرات الإدارات البحرية الأفريقية وتعزيز قدراتها التنافسية البحرية علي المستوي العالمي.
ختاما لا يسعني في نهاية كلمتي إلا أن أتوجه بعظيم الشكر والتقدير للمنظمة البحرية الدولية علي دعمها وسعيها الدؤوب لتوفير منظومة نقل بحري تتوافر بها اشتراطات السلامة والأمان لجميع دول العالم.