تتوقع شركة كلاين آند كومبانى الأمريكية لاستشارات أسواق الطاقة، انهيار صناعة زيون تشحيم السيارات، التى تبلغ قيمتها حاليا أكثر من 146 مليار دولار، لاتجاه الشركات العالمية لإنتاج المركبات الكهربائية، وذاتية القيادة، التى تدخل اللدائن فى معظم مكوناتها لتلقى مصير شركة إيستمان كوداك التى اشتهرت لأكثر من 100 عام بكاميرات التصوير الفوتوغرافى، وأعلنت إفلاسها منذ 2017، بسبب عدم قدرتها على اللحاق بتكنولوجيا تطوير التصوير الديجيتال.
يتوقع جان بابتيست رولاند، محلل أسواق السيارات ببنك ميريل لينش الأمريكى، هبوط الطلب على زيوت التشحيم بين 50 – %70 بحلول 2025 مع انتشار السيارات الكهربائية فى الأسواق الأمريكية والأوروبية والصينية، التى لا تحتاج لتشحيم مكوناتها البلاستيكية الناعمة، عكس السيارات التقليدية التى تحتاج دائما لزيوت التشحيم ومكوناتها المعدنية من حين لآخر.
ذكرت وكالة رويترز أن الشركات العالمية من فولكس فاجن الألمانية إلى نيسان اليابانية، وحتى تيسلا الأمريكية تتجه لإنتاج المركبات التى تعمل بالبطاريات الكهربائية، التى تحتاج لتشحيم أقل مما تحتاج إليه محركات الاحتراق الداخلى، التى تستخدم الوقود التقليدى مثل البنزين والسولار، ليزداد احتمال أن شركات إنتاج زيوت تشحيم السيارات تلقى مصير كوداك، التى فشلت فى منافسة الكاميرات الديجيتال التى بدأت تظهر منذ سبعينيات القرن الماضى.
ظلت شركات زيوت التشحيم طوال العقود الماضية حتى الآن تطوير كفاءة هذه الزيوت التى يبلغ عدد أنواعها 4 أنواع لزيادة المسافة التى تسير بها السيارة قبل أن تحتاج لإعادة تشحيمها لكن ظهور المركبات الكهربائية جعل هذه الشركات تواجه تحديات جديدة منها إنتاج أنواع تساعد على التزييت والتبريد وحماية المكونات الإلكترونية، وأن تتوافق هذه الأنواع مع الخامات غير المعدنية مثل اللدائن.
يحاول ديف هال، خبير صناعة زيوت التشحيم الذى يعمل بشركة بريتيش بتروليوم البريطانية، منذ 30 عامًا تطوير خط إنتاج شحومات كاسترول العالمية حتى لا تلق مصير كوداك، وتواكب السيارات الكهربائية المبتكرة التى تشكل معظم مبيعات السيارات الجديدة فى الأسواق العالمية بحلول 2040.
أكد لوتز ليندمان، رئيس قسم التكنولوجيا بشركة فوكس بترولاب، أن ظهور السيارات الكهربائية جعل الاهتمام على أداء وتصميم البطاريات الكهربائية أكثر من محركات الاحتراق الداخلى، غير أن هناك بعض أنواع زيوت التشحيم تناسب المحركات والبطاريات.
يتوقع المحللون بشركة كلاين آند كامبانى تزايد الضغوط على شركات زيوت التشحيم اعتبارا من العام المقبل لأن الطلب على زيوت تشحيم السيارات، الذى بلغ 20 مليون طن العام الماضى يبدأ فى الانخفاض، لكن بنسبة طفيفة مع نهاية العام الجارى، وترتفع هذه النسبة فى 2020، مع تزايد استعمال زيوت التشحيم التى تناسب البطاريات الكهربائية، واستمرار الضغوط الاقتصادية وهبوط مبيعات السيارات التقليدية.
تركز الشركات العالمية مثل رويال داتش شل متعددة الجنسيات، أكبر منتجة لأنواع زيوت التشحيم، على ابتكار منتجات جديدة مخصصة للسيارات الكهربائية والهجين، وأنتجت شركة توتال الفرنسية العام الماضى نوعين من زيوت التشحيم للمركبات الكهربائية، بينما أعلنت بتروناس الماليزية للبترول والغاز هذا العام عن إنتاج نوع جديد لهذه السيارات الجديدة التى تعمل بالبطاريات الكهربائية.
من المتوقع أن تصل مبيعات السيارات الكهربائية نهاية العام إلى 3.6 مليون وحدة بزيادة %80 مقارنة بمبيعاتها خلال العام الماضى، التى توقفت عند 2.1 مليون وحدة لتصل الحصة السوقية لها إلى %4 من إجمالى مبيعات السيارات التقليدية وغيرها على مستوى العالم.