للمرة الثانية خلال أكثر من عامين، قالت هيئة الرقابة على النقل فى لندن “TFL” إنها لن تجدد ترخيص شركة أوبر الأمريكية لتطبيقات نقل الركاب والذى انتهى أمس، بسبب حالات الفشل التى تعرضت لها الشركة بخصوص الأمن والسلامة وتعريض حياة الركاب للخطر.
وأكدت “TFL” أن التغير الذى أحدثته “أوبر” فى نظم تطبيقاتها، سمح للسائقين غير المرخصين بتنزيل صورهم على حسابات سائقى الشركة، مما يعنى أن بإمكانهم توصيل الركاب الذين حجزوا على التطبيقات، كاشفة عن تنفيذ 14 ألف رحلة على الأقل هذا العام مع سائقين مزيفين.
ذكرت وكالة رويترز أن “أوبر” ستستأنف على قرار “TFL”، مشيرة إلى أن المحكمة تحتاج إلى شهور لكى تبتَّ فى هذا الاستئناف، مؤكدة أن السائقين المرخص لهم بالعمل مع الشركة فى لندن يمكنهم العمل حتى الفصل فى القرار.
ورغم أن “أوبر” اعترفت بحالات الفشل وتعريض سلامة الركاب للخطر، فإنها أكدت معالجتها لأوجه القصور فى تطبيقاتها، ومع ذلك فإن الهيئة البريطانية أعربت عن عدم ثقتها فيها، ووصفتها بأنها غير ملائمة ولا صالحة لنقل الركاب وأن حالات فشل مماثلة ربما تقع فى المستقبل لسهولة اختراق تطبيقاتها من سائقين مزيفين.
وترى “أوبر” أن قرار “TFL” غير عادى و خاطئ رغم أنها تعمل وفقًا لتطبيقات يستخدمها العملاء على الموبايلات لطلب سيارة الأجرة بأسعار تتحدد تبعًا لكل رحلة، وهو ما تسبَّب فى خسائر لتاكسيات لندن التقليدية ولبقية الشركات التى تشغِّل سيارات الأجرة فى العديد من دول العالم.
وقالت جيمى وايوود، رئيسة منطقة شمال وشرق أوروبا بشركة أوبر، إنه تم، خلال الشهرين الماضيين، مراجعة وتدقيق كل سائق فى لندن وتعزيز الأمن فى تطبيقات الشركة؛ لضمان عدم اختراقها وتأكيد صحة هويات السائقين التابعين لها وستطبق قريبًا جدًّا خاصية التعرف على الوجه؛ للتوافق مع شخصية السائق الذى يتصل به العميل.
وتصاعدت الخلافات بين “TFL” و”أوبر” منذ أن رفضت الأولى تجديد ترخيص الثانية فى 2017 بسبب عدم قدرتها على اختيار السائقين وعدم التأكد من سيرتهم الذاتية ومخالفاتهم السابقة بعد أن تم الإبلاغ عن حالات اغتصاب وقتل لعدة سيدات على أيدى السائقين فى عدة دول، منها الهند.
وتتوقع “أوبر” التى تتجاوز قيمتها السوقية 46 مليار دولار منذ طرح أسهمها ببورصة نيويورك فى مايو الماضى، عدم تحقيق أى أرباح هذا العام، رغم أن محكمة بريطانية منحتها، العام الماضى، ترخيصًا تحت الاختبار لمدة 15 شهرًا بعد أن أكدت أنها عالجت الأخطاء فى تطبيقاتها وأجرت عدة تغييرات.
كانت “TFL” قد منحت “أوبر”، فى سبتمبر الماضى، تجديدًا لترخيصها لمدة شهرين فقط بدلًا من الحد الأقصى البالغ خمس سنوات، وفرضت عليها المزيد من الشروط بخصوص مشاركة الركاب والتأمين والتأكد من مستندات وشهادات السائقين.
وأعلنت “أوبر”، منذ أسبوعين، أنها أدخلت تدابير جديدة منها خاصية التحذير التى تساعد الركاب والسائقين على الإبلاغ عن أى حالات تحرش أو إساءة فى المعاملة والاتصال بخدمات الطوارئ وتطبيق برامج تدريب للسائقين على الأمن والسلامة، قبل حوالى ستة شهور من الانتخابات المحلية التى قد يختار الناخبون فيها صادق خان عمدة لندن لولاية ثانية، علاوة على أنه يرأس أيضًا “TFL” التى وضعت مؤخرًا معايير متشددة على مشغلى التاكسيات للحفاظ على سلامة الركاب.