أعرب البابا فرانسيس بابا الفاتيكان عن بالغ قلقه إزاء موارد الطاقة المستقبلية ، فى الوقت الذي كان يرثي فيه ضحايا كارثة مفاعل فوكوشيما النووي 2011، مشيدا بدور الأساقفة الكاثوليك في اليابان بتجنب استخدام الطاقة النووية، وفقا لما نشرته وكالة “رويترز”.
ولقى حوالي 18 ألف شخصا حتفهم، أو حتى صُنفوا مفقودين في أعقاب ما أطلق عليه “الكارثة الثلاثية”، حينما تسبب زلزال قوي في حصول موجة مد عاتية “تسونامى” – وصل ارتفاعها في بعض الأماكن إلى 30 مترا- والتي دمرت مساحات شاسعة من الساحل الشمال الغربي لليابان، وتسبب في انفجار في محطة فوكوشيما النووية.
وتسبب الإشعاع الناتج عن أسوأ واقعة نووية في العالم منذ حادثة مفاعل “تشيرنوبل” في نزوح مئات الآلاف من الأشخاص من المنطقة، ولم يتمكن الآلاف من العودة حتى الآن.
وقال البابا في الخطاب الذي ألقام أمام الناجين في العاصمة اليابانية طوكيو: ” قرارات مهمة يتعين اتخاذها بشأن استخدام الموارد الطبيعية، وموارد الطاقة المستقبلية على وجه الخصوص”.
وأوضح البابا:” ريثما تترسخ العلاقات الاجتماعية فى المجتمعات المحلية، ويستطيع الناس أن يتمتعوا بالعيش الآمن، لن يتم وضع حل لحادث فوكوشيما”.
وأضاف: “يتضمن هذا، كما أكد أشقائي الأساقفة في اليابان، مخاوف من مواصلة استخدام الطاقة النووية، ولهذا السبب فهم يطالبون بإلغاء محطات الطاقة النووية”.
وفي بيان صدر في أعقاب كارثة فوكوشيما، قال مؤتمر الأساقفة الكاثوليكيين في اليابان ، إن توقف العمل في إنتاج الطاقة النووية في عموم اليابان “ضرورة” وذلك بالنظر إلى أن البلد الآسيوى عرضة للكوارث.
وتمضي اليابان، البلد الفقير في الموارد الطبيعية، قدما فى اتجاه استخدام الطاقة النووية كحل برغم كونها واحدة من أسوأ دول العالم العُرضة للكوارث، علما بأن جميع محطات الطاقة النووية قد تم غلقها في أعقاب 2011، لكن تم إعادة فتح عدد منها.
كان الامبراطور اليابانى ناروهيتو، قد استقبل بابا الفاتيكان اليوم الإثنين فى القصر الامبراطورى بالعاصمة طوكيو.
وذكرت هيئة الإذاعة اليابانية “إن إتش كيه” أن الاجتماع استغرق حوالى 20 دقيقة، مشيرة إلى أن آخر بابا زار القصر الامبراطورى يوحنا بولس الثانى، الذى استقبله الامبراطور شوا عام 1981.
كان البابا فرنسيس، قد وصل السبت الماضى، إلى مطار “هانيدا الدولى” فى طوكيو، فى أول زيارة بابوية إلى اليابان منذ 38 عاما .