تقول شركة فيسبوك إنها تعتمد قواعد صارمة لفلترة الإعلانات على موقعها قبل السماح بها، لكن الواقع أكد أكثر من مرة سهولة استغلال الموقع لبث دعايات لمنتجات زائفة وفعاليات وهمية كانت مدخلا سهلا للكثير من المحتالين على الإنترنت، وتعدى الأمر حدود النصب المالي لتصبح فيسبوك وسيلة السياسيين السهلة لترويج أخبار موجهة تؤثر على قرارات الشعوب.
لكن الأمر هذه المرة تخطى حدود المعقول حيث سمحت الشركة الأمريكية لنصابين بانتحال شخصيتها وضرب مصداقية أهم منتجاتها القادمة .. العملة المشفرة المرتقبة “ليبرا”.
طرح ليبرا في مصر .. إعلان مزيف
على فيسبوك ينتشر إعلانا ممولا – يظهر للمهتمين بالعملات المشفرة أو من ترشحهم الخواريزميات كمهتمين بالإعلان – وفيه صورة لعملة تحمل شعار فيسبوك الشهير “حرف f” وبالأسفل عنوانا لخبر على (نسخة مزيفة) من صحيفة التليجراف البريطانية الشهيرة، ويقول إن مصر (أو الدولة التي يظهر فيها الإعلان) ستكون أولى الدول التي ستطرح فيها “العملة الجديدة”.
أعلى الخبر المزيف ستجد عبارة على لسان محللين تتوقع مكاسب كبيرة لأوائل المستثمرين في تلك العملة.
بالضغط على الإعلان سيقودك إلى موقع يدعى gamesforms.com لكن واجهته مشابهة تماما لواجهة صحيفة التليجراف، وفي الداخل خبرا يحمل صورة مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك وعنوان يوحي بأن فيسبوك طرحت عملتها المشفرة.
متن الخبر متوقع بالطبع، الكثير من الوهم عن مستقبل العملة الباهر وكلمات على لسان إيلون ماسك المخترع الأمريكي الشهير ومؤسس تسلا، يؤكد فيها أن سعر العملة سيرتفع.
أسفل الخبر ستجد تعليقات “مزيفة أيضاً” جميعها تشيد بالفكرة، وستلاحظ أيضا أن تاريخ الخبر سيتغير وفقا لليوم بحيث يظهر حديثا في كل مرة.
يحثك الخبر على التسجيل وشراء العملة عبر الضغط على لينك يقودك إلى موقع مشابة لموقع “كاليبرا” الذي أعلنت فيسبوك إنها ستبيع عملتها من خلاله، لكن اسمه libra-beta.
هناك سيطلب منك تحويل أموال لشراء عملة فيسبوك الجديدة وهي الخطوة الأخيرة في الاحتيال عليك.
ليبرا “ليست للربح”.. ولم تطرح بعد
في يونيو 2019 أعلنت شركة فيسبوك عن خطة طموحة لإطلاق عملة رقمية عالمية جديدة في يونيو 2020 تحت اسم ليبرا، وقالت إن اتحادا يضم عدة شركات مدفوعات إلكترونية وتكنولوجيا عملاقة ستكون بمثابة البنك المركزي لتلك العملة.
وأوضحت فيسبوك أن الاتحاد سيؤسس موقعا تحت اسم “كاليبرا” يمكن من خلاله إنشاء حساب لمحفظة ثم شراء العملة منها.
ووفقا للمعلن، فإن تلك العملة لا يتوقع لها أن تسلك مسلك بيتكوين في الارتفاع والربح، بل أن غرضها الحقيقي لعب دور شبكة تحويل أموال وخدمات مالية رقمية شبه مجانية، وقالت فيسبوك إنها ستحرص على تغطية العملة بأصول واضحة تضمن استقرارها.
إذا فلا العملة طُرحت ولا هي استثمارية مثل العملات المشفرة الأخرى.
ناهيك عن أن المشروع بالكامل واجه هجوما من عدة دول ما دفع فيسبوك إلى الحديث عن التفكير في تأجيل إطلاقها عن الموعد المقرر مسبقا.
كذلك، واجه تحالف ليبرا تصدعا مبكرا بعدما أعلنت عدة شركات كبرى “مكونة للاتحاد” الانسحاب منه.
نهم الإعلانات وإيرادات بالمليارات
وفقا لموقع “ستاتيستا” الإحصائي جنت فيسبوك 55 مليار دولا من الإعلانات في 2018 ويتوقع أن ترتفع الحصيلة إلى 67 مليار دولار في 2019 ثم إلى 81 مليار دولار في 2020.
وتشكل حصيلة الإعلانات الحصة العظمى من إيردات الشركة، لذا يزداد نهمها لزيادة ثروتها مهما كانت الظروف.
وتواجه إعلانات فيسبوك ملاحقات وتحقيقات في عدة دول لانتهاكها خصوصية المستخدمين أو إضرارها بالأمن القومي للدول أو الاحتكار أو لتأثيرها السياسي الفج.
هل تطبق فيسبوك سياسة التدقيق في الإعلانات؟
على موقعها، تقول فيسبوك إن لديها سياسات خاصة لقبول الإعلانات وأنواع معينة من المحتوى لا يسمح بها.
وتؤكد أيضا أنها تراجع كل إعلان وفقًا لهذه السياسات خلال 24 ساعة أو أكثر قبل الموافقة عليه.
وبحسب المنشور، تؤكد الشركة الأمريكية إنها لا تقبل الإعلانات ذات المحتوى المثير جنسيا أو تشجع التمييز ضد الأشخاص أو التي تنتهك معايير المجتمع أو تروج لمنتجات أو خدمات أو أنشطة غير قانونية.
كما لا تقبل فيسبوك الإعلانات التي تروج للتبغ ومنتجاته أو المخدرات والعقاقير غير المشروعة والمكملات الغذائية غير الآمنة والأسلحة والذخيرة، وتلك التي تربط نفسها بأي علامة تجارية لفيسبوك.
لكن يبدو من خلال المثال المذكور سابقا أن تلك القواعد لا تطبق على أرض الواقع.