اكتشف علماء وخبراء من إيطاليا وأمريكا بدراسة الصخور بطول نهر النيل المقدس أن تدفق المياه باتجاه الشمال بفضل حركات الصخور المنصهرة بأعماق الأرض تحت نهر النيل وأدت الصهارة المتصاعدة لأعلى إلى ظهور المرتفعات فى إثيوبيا.
مما ساعد على إبقاء النهر يتدفق شمالا نحو مصر بدلا من التوجه غربا نحو المحيط الأطلنطى أو شرقا نحو البحر الأحمرليتشكل نهر النيل- أطول أنهار أفريقيا- ويغذى الوديان بشمال إفريقيا.
ويحدد مسار الحضارة الإنسانية ليعتبره المصريون القدماء مقدسا ومصدرا للحياة وأن النيل هبة الحياة.
ورغم أن الأنهار طويلة العمر تتغير بمرور الوقت إلا أن نهر النيل ظل مستقرا وبات أمرا غامضا عبر زمن طويل.
وقال البروفيسور كلاوديو فاسينا، بجامعة روما تري الإيطالية إن أحد أكبر ألغاز متى نشأ ولماذا استمر لفترة طويلة.
لغز ثبات اتجاه نهر النيل شمالا وعدم تحوله شرقا أو غربا
وذكر موقع ديلى ميل أون لاين أن حل لغز عدم تغير النيل واستقراره جعل البروفيسور فاسينا وزملاءه يتتبعون تاريخ النهر.
وحلل العلماء الصخور القديمة المستمدة من البراكين في المرتفعات الإثيوبية، ومطابقتها مع الرواسب المنقولة عبر النهر ودفنها تحت دلتا النيل.
وقال الباحثون إنه بعد الارتفاع السريع، ظلت المرتفعات الإثيوبية على ارتفاع مماثل نسبيا لملايين السنين، بدعم من الصخور تحت الأرض.
وقال العالم الجيوفيزيائي، ثورستن بيكر بجامعة تكساس أن التضاريس العالية للهضبة الإثيوبية تشكلت منذ حوالى 30 مليون عام .
وكشف الباحثون الأمريكيون والإيطاليون أنه لم يكن واضحا من قبل كيف تم الحفاظ على هذه التضاريس طوال هذا الوقت.
فريق البحث يستخدم محاكاة بالكمبيوتر لما حدث منذ 40 مليون سنة
أجرى فريق الباحثين محاكاة بالكمبيوتر شكلت نماذج لنحو 40 مليون سنة من النشاط التكتوني للصخور تحت الأرض للتحقق من النتائج.
ووجد الفريق أن ارتفاع صخور أكثر سخونة من أعماق الأرض، يمكن أن يكون وفر الحمم المنصهرة التي تولد المرتفعات الإثيوبية.
وصاغ هذا العمود من الحمم حزاما متحركا من الصخور المنصهرة تحت الأرض مما ساعد على تدعيم المرتفعات حتى يومنا هذا.
وتبين أن نشاط هذا الحزام المتحرك الذي رفع مسنوى الجنوب وجذب الشمال إلى الأسفل.
في الوقت نفسه ساعد على بقاء نهر النيل على درجة انحدار لطيفة حافظت على مسارها الثابت المتجه نحو الشمال حتى البحر المتوسط مرورا بالسودان ومصر.
وأدت المحاكاة بالكمبيوتر أيضا إلى إعادة إنتاج التغييرات في المشهد الإفريقي تقريبا الذى حدث منذ ملايين السنين.
و توقع الفريق ذلك حتى في الجوانب الصغيرة مثل منحدرات “وايت ووتر”، التي يمكن العثور عليها بطول
يأمل الباحثون فى تطبيق دراستهم على نهرى الكونغو و يانغستى
ويأمل الباحثون الآن مع استكمال دراستهم الأولية، في تطبيق أسلوبهم على أنهار عملاقة أخرى مثل الكونغو بأفريقيا ويانغتسي الصينى.
نشرت هذا الأسبوع مجلة نيتشر جيوساينس والتى تعنى علوم الأرض على الطبيعة نتائج هذا البحث الذى اكتشف فيه العلماء أن عمر نهر النيل يزيد بحوالى 6 أضعاف العمر الذى توقعوه سابقا.
وتعجب العلماء من عدم تدفق المياه نحو البحر الأحمر القريب منها بينما كان الجيولوجيون يعتقدون أنها ستتجه غربا للمحيط الأطلنطى.
ولكن اكتشاف رواسب قديمة تحت دلتا النيل جاءت من النيل الأزرق بأثيوبيا أكدت اتجاهه شمالا من 30 مليون سنة.
وحلل الباحثون صخور بركانية قديمة من مرتفعات إثيوبيا واكتشفوا أنها تشبه رواسب موجودة تحت دلتا النيل.