كشف مسح أجرته شركة ماكينزى آند كو الأمريكية للاستشارات المالية على 1000 بنك فى الدول المتقدمة والأسواق الناشئة إن حوالى %33 منها حققت عائدا على رأس المال لايزيد على %1.6 فقط خلال الثلاث سنوات الماضية، مقارنة بعوائد تتجاوز %17 للبنوك العالمية الكبرى خلال نفس الفترة.
وذكرت وكالة بلومبرج أن المسح الذى أجرته «ماكينزى» يؤكد أن نصف البنوك فى العالم لا جدوى اقتصادية لها، لأن عوائدها على رؤوس الأموال لا تتوافق مع التكاليف، وأنها ستواجه مخاطر مرتفعة بسبب العمل فى أسواق ظروفها المالية والاقتصادية غير مواتية.
وأكد المحللون فى شركة ماكينزى أن %35 من البنوك فى العالم أضعف من أن تنجو خلال الركود القادم، الذى توقعته وكالة موديز الأمريكية للتقييم الائتمانى وخدمات المستثمرين، عندما أعلنت هذا العام أن الاقتصاد العالمى يواجه مخاطر شديدة للغاية خلال 12 إلى 18 شهرا مقبلة، وأن هذه البنوك عليها أن تعيد ابتكار أنشطتها ودخول أسواق تحقق أرباحا لها، وإلا فإن الخيار الوحيد المتاح لها هو الاندماجات.
وهبطت القيمة السوقية للبنوك العالمية تتراوح بين 15إلى %20 منذ بداية العام الماضى، وهذا يعنى أن المستثمرين يتوقعون انخفاضًا حادًا فى العوائد مما جعل مجموعة بنوك صان تراست تندمج مع شركة BB&T للخدمات المالية هذا العام، فى أكبر صفقة دمج بنكية بالولايات المتحدة منذ الأزمة المالية العالمية، بحسب تقرير «ماكينزى».
وجاء فى التقرير أن البنوك ليست مستعدة جيدا من ناحية حجم الأرباح لمواجهة الركود المتوقع أو حتى استمرار التباطؤ الاقتصادى كما كانت جاهزة عندما بدأت الأزمة المالية العالمية فى عام 2007، ولذلك لم يتم عقاب رجال البنوك الذين مارسوا أنشطة غير مشروعة منها غش واحتيال أدت إلى تفاقم هذه الأزمة فى عام 2008 وانتشارها فى العديد من دول العالم.
وقال كوسيك راجوبال، كبير الاقتصاديين فى شركة ماكينزى، والذى أشرف على كتابة التقرير، إن العالم يعيش المرحلة الأخيرة للدورة الاقتصادية الحالية، مما يتعين على البنوك أن تتخذ تدابير جريئة، منها استعمال أدوات التكنولوجيا المتطورة وابتكار أنشطة جديدة والدخول فى صفقات دمج واستحواذ لأنها ليست فى حالة تساعد كل منها بمفرده على مواجهة الركود المرتقب.
وشهدت العشر سنوات الماضية منذ الأزمة المالية العالمية موجة ابتكارات فى الخدمات المالية، وظهور شركات تكنولوجية تنافس البنوك فى التعاملات البنكية، ومنها «آبل» و«جوجل» الأمريكيتان، لدرجة أن البنوك فى حيرة الآن حول ما إذا كانت تتنافس معها أو تندمج مع شركات الخدمات المالية الجديدة، التى دخلت أيضا مجال البطاقات الائتمانية التى تحقق أكبر نسبة أرباح لتتمكن من العمل فى البيئة التكنولوجية الجديدة.