احتفلت مصر أمس بعيد القوات الجوية السابع والثمانين، والذى يوافق يوم 14 أكتوبر من كل عام ، وفى هذه المناسبة أجرت «المال» حوارا مع الفريق محمد عباس حلمى ، قائد القوات الجوية ، للتعرف منه على سبب اختيار ذلك اليوم عيدًا للقوات الجوية ، والوقوف على التطوير الذى يشهده «نسور الجو» ومستوى تأهيل عناصرهم.
يذكر أن القوات الجوية نشأت عام 1932 تحت مسمى السلاح الجوى الملكى المصرى، وكانت المهمة الأساسية لها فى ذلك الوقت هى مكافحة التهريب عبر الصحراء ومراقبة الحدود.
شاركنا فى جميع الحروب التى خاضتها مصر منذ الحرب العالمية الثانية
ومنذ ذلك الوقت شاركت القوات الجوية فى جميع الحروب التى خاضتها مصر بداية من الحرب العالمية الثانية وحرب 1948، وبعد قيام ثورة 23 يوليو عام 1952 تغير اسمها إلى القوات الجوية المصرية.
استهل الفريق “حلمى” حديثه بإلقاء نبذة تاريخية عن تطور القوات الجوية، مشيرا إلى أنه فى عام 1955 تم البدء فى البناء الحقيقى للقوات الجوية المصرية، وفيها تم التنوع فى مصادر السلاح، والتعاقد على الطائرات الشرقية مثل (الميج واليوشن والسوخوى وغيرها) وأصبح للقوات الجوية مهمة جديدة وهى الدفاع عن قناة السويس خلال العدوان الثلاثى 1956.
وأضاف أن المرحلة الأولى تكللت بقيام نسور القوات الجوية ببطولات تكتب بأحرف من نور من خلال مقاومة طائرات العدو فى حرب 1967 وتم منع الطيران الإسرائيلى من اختراق المجال الجوى، لتبدأ بعد ذلك إرهاصات المرحلة الثانية والتى شملت فترة حرب الاستنزاف فى الفترة من 1967 إلى 1970 وتمت إعادة بناء القوات الجوية على أسس سليمة ببناء مطارات وقواعد جوية بدشم حصينة للطائرات وتم الحصول على طائرات جديدة من طرازات «ميج 21» و«ميج 19» و«سوخوى7».
انتصار أكتوبر ونهاية المرحلة الثانية
وألمح إلى أن انتصار أكتوبر العظيم جاء لتكتب نهاية المرحلة الثانية من عمر القوات الجوية، حيث قامت بتنفيذ العديد من المهام خلال حرب أكتوبر منها توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومركزة فى قلب سيناء ضد (جميع مطارات العدو، وقواعد الدفاع الجوى، ومراكز القيادة والتحكم، ومواقع المدفعية بعيدة المدى، ومناطق تجمع قواته) فى بداية الحرب، وتوفير الغطاء الجوى لحماية القوات المصرية بشرق قناة السويس أثناء العبور، وتوفير الحماية الجوية للقوات والأهداف الحيوية بالدلتا وسيناء، وتنفيذ إبرار جوى لقوات الصاعقة والمظلات المصرية خلف خطوط العدو.
نفذنا العديد من المهام خلال حرب أكتوبر منها توجيه ضربات جوية قوية وسريعة ومركزة فى قلب سيناء
وأشار إلى أن المرحلة الثالثة من تطوير القوات الجوية بدأت بعد انتهاء حرب السادس من أكتوبر 1973، حيث تم البدء فى تنويع مصادر التسليح، ففى الفترة من عام 1975 حتى عام 1993 قامت مصر بتطوير مصادر التسليح بحصولها على طائرات الميج 23 من روسيا وقامت بشراء طائرات من الصين كما حصلت مصر على الطائرة الفانتوم وF16 الأمريكية الصنع وطائرات النقل الجوى وطائرات الاستطلاع والحرب الإلكترونية والطائرات المروحية الهليكوبتر، فحتى بعد إتمام معاهده السلام كان لابد للسلام من قوة تحميه.
التطوير مستمر لمواجهة التهديدات واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التى تتعرض لها البلاد بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو
وأشار إلى أنه كان لابد من إجراء مرحلة رابعة من التطوير خاصة مع زيادة التهديدات واختلاف حجم وطبيعة ونوعية العدائيات التى تتعرض لها البلاد خاصة بعد ثورتى 25 يناير 2011 و30 يوليو والتطور الهائل فى تكنولوجيا الطيران، فكان لابد من تطوير القوات الجوية وتزويدها بأسلحة ومعدات حديثة وكذا تأهيل الفرد المقاتل لتحقيق الأهداف السياسية والعسكرية للدولة وهنا رأت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة تحديث وتطوير الأسلحة والمعدات داخل القوات المسلحة وإعداد الفرد المقاتل المدرب والمسلح بالإيمان والعلم، وتأتى القوات الجوية فى الطليعة من هذا التحديث والتطوير.
معركة المنصورة ملحمة بطولية
وعاد الفريق «حلمى» للحديث بشيء من التفصيل عن دور القوات الجوية فى حرب أكتوبر، وعن سبب اختيار يوم 14 أكتوبر عيدًا للقوات الجوية، أشار إلى أنه خلال حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 سطرت قواتنا المسلحة ملحمة بطولية شهد لها العالم، وجاءت أعمال قتال قواتنا الجوية فى الطليعة حيث قامت بالعديد من البطولات منها الضربة الجوية الأولى التى أفقدت العدو توازنه فى بداية الحرب واستمر الطيارون المصريون فى تنفيذ المهام خلال أيام الحرب حتى جاء يوم 14 أكتوبر1973.
أسقطنا 18 طائرة إسرائيلية فى معركة المنصورة
وأشار إلى أنه فى هذا اليوم حاول العدو القيام بتنفيذ هجمات جوية ضد قواعدنا الجوية بمنطقة الدلتا بهدف إضعاف التجمع القتالى لقواتنا الجوية وإفقاد قواتنا القدرة على دعم أعمال قتال القوات البرية، فتصدت مقاتلاتنا للعدو ودارت أكبر معركة جوية فى سماء مدينة المنصورة والتى سميت فيما بعد بمعركة المنصورة، شاركت فيها أكثر من 150 طائرة من الجانبين وقد أظهر فيها طيارونا جرأة وإقدام ومهارات فائقة فى القتال الجوى واستمرت هذه الملحمة أكثر من 53 دقيقة تكبد العدو خلالها أكبر خسائر فى طائراته خلال معركة واحدة فى مرحلة من مراحل الصراع العربى الإسرائيلى حيث تم إسقاط 18 طائرة (رغم تفوقه النوعى والعددى) مما أجبر باقى الطائرات المعادية على الفرار من سماء المعركة ومنذ ذلك التاريخ لم يُقدم العدو الجوى على مهاجمة مصرنا الحبيبة ومن هنا تم اختيار هذا اليوم عيدًا للقوات الجوية.
نشارك فى تأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية على مدار الساعة
وأوضح أن قيام ثورتى (25 يناير، 30 يونيو) وتغير موازين القوى فى منطقة الشرق الأوسط وبالأخص دول الجوار فرض على مصر تحديات وتهديدات جديدة لتأمين الدولة داخليًا وخارجيًا مما ألقى على عاتق القوات الجوية مهامًا إضافية مثل تأمين حدود مصر على جميع المحاور الإستراتيجية على مدار الساعة بالتعاون الوثيق مع باقى أسلحة القوات المسلحة فتم إحباط الكثير من عمليات تهريب السلاح والمخدرات عبر الحدود على مختلف الاتجاهات.
«حق الشهيد» تلاحق الإرهاب
وأضاف أن القوات الجوية شاركت بفعالية فى عملية (حق الشهيد) بصفة مستمرة للقضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء بمناطق رفح – الشيخ زويد – العريش، بالإضافة إلى مكافحة تسلل العناصر الإرهابية عبر الشريط الحدودى لدول الجوار لتجفيف منابع الإرهاب الأسود والعمل بكل حسم لتدمير البؤر الإرهابية، كما تقوم القوات الجوية برصد وتتبع ومكافحة محاولات الهجرة غير الشرعية التى تؤثر على الأمن القومى المصرى بالتنسيق مع كل عناصر القوات المسلحة.
نشارك بصورة مستمرة فى القضاء على العناصر الإرهابية بشمال ووسط سيناء لتجفيف منابع الإرهاب
ولفت إلى أنه على الرغم من الأعباء الإضافية غير النمطية التى كلفت بها القوات الجوية، فإن التدريب لأعداد وتجهيز أجيال قادرة على حمل الراية خفاقة لم يتوقف لتكمل مسيرة حماية سماء مصر فى جميع الأوقات ومختلف الظروف.
وشدد على حرص القيادة السياسية والقوات المسلحة على تزويد القوات الجوية بأحدث الطائرات المقاتلة متعددة المهام والنظم القتالية المتطورة المرتبطة بها وتنوع مصادر السلاح وذلك ضمن منظومة أعم وأشمل وهى منظومة التطوير بالقوات المسلحة بصفة عامة والقوات الجوية كأحد الأفرع الرئيسة للقوات المسلحة.
«الرافال» و«الكاسا» وطائرات الإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة.. أبرز التحديثات
وأوضح أن منظومة التطوير داخل القوات الجوية تشمل مجالات مختلفة، ففى مجال التسليح، حرصت القيادة العامة للقوات المسلحة على التحديث المستمر لقدرات وإمكانيات القوات الجوية، من خلال إمداد القوات الجوية بمنظومات متطورة من الطائرات متعددة المهام (الرافال) والتى تعد من أحدث طائرات الجيل الرابع المتطور لما تملكه من نظم تسليح قدرات فنية وقتالية عالية، الطائرات الموجهة المسلحة وكذا طائرات النقل “الكاسا” وأيضًا طائرات الإنذار المبكر والاستطلاع والهليكوبتر الهجومى والمسلح والخدمة العامة من مختلف دول العالم، بما يتناسب مع متطلباتنا العملياتية ليصبح لدينا منظومة متكاملة من أحدث الطائرات.
تطوير وزيادة أعداد المحاكيات للارتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات
وأضاف أنه يتم تحديث طائرات التدريب بما يتناسب مع امتلاك الطائرات متعددة المهام الحديثة ويتبع ذلك تحديث وزيادة أعداد المحاكيات للارتقاء بمستوى تدريب الأطقم الطائرة لتحقيق الجدوى الاقتصادية والعملياتية للحفاظ على الكفاءة القتالية والفنية للطائرات لتكون قادرة على أداء مهامها على مدار الساعة وتحت مختلف الظروف.
التدريب يحافظ على الجاهزية العملياتية
وبالنسبة لمجال التدريب، أكد قائد القوات الجوية أن التدريب هو العنصر الفعال فى الحفاظ على الجاهزية العملياتية لتحقيق مهام القوات الجوية والقوات المسلحة وتطوير التدريب فى القوات الجوية يتم على عدة مراحل تبدأ بالكلية الجوية التى تعتبر حجر الأساس لضخ دماء جديدة من الطيارين والجويين داخل صفوف القوات الجوية، يليها معهد دراسات الحرب الجوية الذى يضاهى أفضل أكاديميات الحرب الجوية فى العالم لتأهيل الضباط فى مختلف التخصصات، إلى جانب التأهيل التخصصى الذى يتم داخل التشكيلات الجوية وخاصة للطيارين للتدريب على فنون القتال الحديثة فى ظل التقدم الهائل للطائرات وأنظمة التسليح المتطورة، وأيضا مراكز إعداد الكوادر الفنية على أعلى مستوى من الكفاءة الفنية للتعامل مع الطائرات والمعدات الحديثة.
ولفت إلى أن الكلية الجوية تعتمد على أحدث الأساليب العلمية والمعامل ومحاكيات الطيران بهدف تطوير العملية التعليمية وتدريس أحدث مناهج العلوم الجوية فى العالم ويتم ذلك فى جناح العلوم داخل الكلية والذى يتلقى فيه الطلاب المحاضرات والمناهج النظرية فضلًا عن وجود محاكيات لأحدث طائرات التدريب فى العالم / ومحاكيات علوم المراقبة الجوية والتوجيه لمواكبة التكنولوجيا المتسارعة فى عالم الطيران، كما يتم إعداد الطالب نفسيًا وبدنيًا بواسطة متخصصين باستخدام أحدث الأجهزة والمعدات لتحقيق أعلى معدلات الأداء التى يتطلبها الطيران فى المراحل المختلفة لتأهيل الخريجين وإعدادهم للعمل داخل التشكيلات الجوية.
التأمين الفنى والطبى
وكشف عن أن القوات الجوية تهتم أيضًا بمجال التأمين الفنى من خلال الإدارة المتكاملة لأنشطة التخطيط والتأمين الفنى بتطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة المتبعة على مستوى العالم لتقديم الدعم الفنى المتكامل لصيانة جميع طرازات طائرات القوات الجوية من (عمرة طائرات – مد العمر الفنى – إصلاح رئيسى ومتوسط وتقنيات موسعة – تصنيع أجزاء محليًا) والاشتراك مع باقى وحدات / تشكيلات القوات الجوية فى مراحل التحديث والتطوير للمعدات الجوية وأنظمة التسليح مع تحقيق الاستعداد القتالى الدائم والمستمر بكفاءة عاليه أثناء التدريب الجاد والمستمر.
وأكد أن مجال التأمين الهندسى يحظى باهتمام القوات الجوية، حيث تتمثل أعمال التأمين الهندسى للقوات الجوية فى تهيئة الظروف المناسبة لضمان استمرار تدريب وعمل القوات الجوية فى السلم والحرب وتقديم الدعم اللازم للاحتفاظ بأعلى درجات الجاهزية بالقواعد الجوية والمطارات لتكون قادرة على تنفيذ المهام بكفاءة وقدرة عالية فى أى وقت.
نوفر الرعاية الطبية الشاملة للضباط وضباط الصف والجنود من خلال أطباء ذوى خبرة عالية
وأشار إلى أن القوات الجوية لم تغفل مجال التأمين الطبى، فيتم توفير الرعاية الطبية الشاملة للضباط وضباط الصف والجنود وتقديم الرعاية الصحية والتأمين الطبى، وذلك من خلال أطباء ذوى خبرة عالية مستخدمين أحدث الأجهزة الطبية فى جميع التخصصات وكذا أطقم إدارية وتمريض على مستوى فنى وإدارى مميز، مشيرًا إلى وجود معهد لطب الطيران والفضاء بالقوات الجوية بغرض تنفيذ الاختبارات الفسيولوجية للأطقم الطائرة وإجراء بعض التدريبات الخاصة بهدف رفع الكفاءة وتحسين الآداء الفسيولوجى، مؤكدا أن معهد طب الطيران يقوم بإجراء الكشوفات الطبية وتحديد اللياقة الطبية للطلبة المتقدمين للالتحاق بالكلية الجوية باستخدام أحدث النظم الطبية العالمية.
وأوضح أن القوات الجوية تأخذ بعين الاعتبار الظروف العصيبة التى تمر بها بعض دول الجوار من حالة عدم الاستقرار ومخططات تقسيم واستهداف المنظمات الإرهابية لها لتحقيق أطماعها، ويعد ذلك أحد العوامل المؤثرة والتى يتم اتخاذها فى الاعتبار لأنه يمس جوهر الأمن القومى المصرى، لكن العوامل المؤثرة فى اختيار أسلحة الجو الحديثة يبنى فى الأساس على طبيعة المهام والتحديات والتهديدات المحتملة ضد الأمن القومى المصرى بغرض حماية المقدرات وثروات الدولة المصرية وإذا استدعى الأمر يتم توجيه ضربات للعناصر الإرهابية.
القوات الجوية محل تقدير من الدول الصديقة والشقيقة
وأكد أن تفوق عناصر القوات الجوية المصرية جعلها محل تقدير من الدول الشقيقة والصديقة ويظهر ذلك فى رغبة العديد من الدول فى مشاركة قواتنا الجوية فى التدريبات لتبادل الخبرات ومهارات القتال، وبالفعل هناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الشقيقة على مدار العام مثل (اليرموك) مع الجانب الكويتى والتدريب المشترك (زايد) مع الجانب الإماراتى والتدريب المشترك (حمد) مع الجانب البحرينى والتدريب المشترك (فيصل) مع الجانب السعودى، وهناك تدريبات مشتركة كثيرة مع الدول الصديقة مثل “النجم الساطع” مع الجانب الأمريكى والبريطانى والفرنسى والإيطالى، والتدريب المشترك “كليوباترا” مع الجانب اليونانى بالإضافة إلى التدريب المشترك (ميدوزا) مع الجانب اليونانى، والتدريب المشترك (حماة الصداقة)مع الجانب الروسى والكثير من الدول الأخرى.
ولفت إلى أنه فى إطار تلك التدريبات يتم الاستفادة من تبادل الخبرات ومهارات القتال المتنوعة مما يزيد من قدراتنا القتالية على مختلف الاتجاهات، وتقوم القوات الجوية ببذل مجهود جوى كبير خلال هذه التدريبات حتى تحقق أقصى استفادة فى جميع التدريبات المختلفة، بالإضافة إلى متابعة ما يتخذه المشاركون فى التدريبات من إجراءات للتحضير والإعداد وتنفيذ إدارة أعمال القتال للخروج بالدروس المستفادة وتعميمها على القوات الجوية.
الفرد المقاتل ركيزة النجاح
وشدد على أن الركيزة الأولى لنجاح القوات الجوية فى أداء مهامها هو الفرد المقاتل المزود بعقيدة عسكرية وروح معنوية مرتفعة وقدرة على الأداء الجيد والإلمام التام بمهامه فى السلم والحرب يمتلك لياقة ذهنية وبدنية عالية ليصبح قادر على استخدام أحدث المعدات، موضحًا أن تلك الصفات هى التى تمكن الفرد من أداء مهامه القتالية بأعلى معدلات الأداء وأقل استهلاك للمعدات والأسلحة والذخائر تحت مختلف الظروف.
وأكد أن القوات الجوية تحرص على مسايرة أحدث الوسائل العلمية فى مجال إعداد الفرد المقاتل بداية من الكلية الجوية بعد تطويرها وصولًا إلى تشكيلاتنا الجوية التى يتم فيها التأهيل من خلال برامج الإعداد التخصصى والبدنى، بالإضافة إلى مساعدات التدريب الأرضية وتنفيذ التدريبات فى ظروف مشابهة لظروف العمليات الحقيقية واستخدام ذخائر العمليات لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب.
ولفت إلى أن هناك خططا مستمرة للتدريب والإعداد الدائم داخليًا وخارجيًا تتم من خلال برامج التأهيل العلمى (النظرى / العملى) بمعهد دراسات الحرب الجوية ومراكز التدريب والمعاهد الفنية المتخصصة بالقوات الجوية المصرية والعالمية، وكذلك الفرق الخاصة بطرازات الطائرات المختلفة، كما تم توفير المحاكيات المتطورة للطائرات الحديثة لزيادة الكفاءة القتالية والاستعداد القتالى.
وأشار إلى أن القوات الجوية لديها مدرسة القتال الجوى التى تضم أحدث ما تم التوصل إليه من فنون الحرب والقتال الجوى كتدريب متقدم كما نمتلك نظامًا لتقييم نتائج الاشتباكات الجوية وهو من أحدث النظم فى هذا المجال، بالإضافة إلى برامج تبادل الزيارات والبعثات الخارجية للاستفادة من خبرات الدول المختلفة وكذلك الاشتراك فى المناورات والتدريبات مع الدول الشقيقة والصديقة لصقل المهارات والتعرف على أحدث الأسلحة وأساليب القتال.
وألمح إلى أن القوات الجوية تقوم باختيار الكوادر الفنية والعناصر المتميزة للعمل فى المجال التأمين الفنى ثم يتم تأهيلهم نفسيا وبدنيا وعسكريا وعلميا فى مراكز إعداد الفنيين بعد تخرجهم والتحاقهم بالتشكيلات الجوية، وتستمر منظومة التأهيل والرعاية من خلال التدريب النظرى والعملى والتوسع فى استخدام مساعدات التدريب المتطورة واكتساب الخبرة من الكوادر الفنية المؤهلة على مختلف الطرازات بالقوات الجوية، كما يتم تأهيلهم بدورات وفرق خارج البلاد، مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية للضباط والأفراد وعائلاتهم والاهتمام بمستوى المعيشة للصف والجنود وتوفير نوادٍ ترفيهيه لرفع الروح المعنوية لهم.
مواجهة الكوارث الطبيعية جزء من مهماتنا
وكشف الفريق “حلمى” عن أن القوات الجوية تقوم بدور مهم لصالح أجهزة الدولة والقطاع المدنى لما لها من قدرة على رد الفعل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية، فهى تكون دائمًا فى طليعة الأجهزة التى تبادر بالتدخل السريع فى مواجهة الكوارث الطبيعية واستطلاع المناطق المنكوبة والمعزولة لتحديد حجم الخسائر وتنفيذ أعمال الإخلاء الجوى للجرحى والمصابين والنقل والإمداد بمواد الإغاثة للمتضررين، وكذلك مكافحة الحرائق ومراقبة شواطئنا ومياهنا الإقليمية من التلوث الناتج عن السفن، كما تقوم طائرات الإسعاف الطائر بنقل المصابين من جميع أنحاء الجمهورية إلى المستشفيات لسرعة تلقى العلاج، وتشارك قواتنا الجوية بطائراتها فى أعمال الخدمة الوطنية لقواتنا المسلحة فى البحث والإنقاذ والإسعاف الطائر والإخلاء الطبى ومكافحة الزراعات المخدرة وهناك تنسيق كامل بين وزارة الداخلية( إدارة مكافحة المخدرات) والقوات الجوية وبالتعاون مع قوات حرس الحدود.
وأضاف أن القوات الجوية تقوم أيضًا بتنفيذ مشروعات التصوير المساحى لصالح هيئات ووزارات الدولة اللازمة لأعمال التنمية الزراعية / التخطيط العمرانى / النقل والطرق، كما تقوم القوات الجوية بنقل مواد الإغاثة إلى الدول المتضررة من الكوارث الطبيعة.
ولفت إلى أن القوات الجوية تحرص على رد الجميل مؤكدا أن الوفاء صفة أصيلة داخلها بصورة عامة، وذلك عن طريق الاهتمام بأبناء وأسر الشهداء فى لمسة وفاء لمن ضحو بأرواحهم فى مواجهة الإرهاب الأسود الذى يضرب مصر هذه الأيام، ولذلك فقد أنشأت القوات الجوية منظومة خاصة بأسر الشهداء لتحقيق التواصل معهم بشكل مستمر وتقديم العون لهم فى جميع المجالات داخل القوات المسلحة أو بالقطاع المدنى.
وأشار إلى أن القوات الجوية تقوم أيضًا بتقديم الرعاية الطبية لأسر الشهداء ومتابعة حالتهم الصحية بشكل كامل بمستشفى القوات الجوية كما نولى الاهتمام بشكل خاص بأسر وأبناء الشهداء باستخراج كارنيهات العضوية لـ (دار القوات الجوية – نوادى القوات المسلحة) كما تقوم بترشيح أسر الشهداء لأداء فريضة الحج ومناسك العمرة ضمن بعثة إدارة الشئون المعنوية.
وألمح إلى أن القوات الجوية تحرص أيضًا على دعوة أسر الشهداء فى احتفالات القوات الجوية بالمناسبات المختلفة ليعلموا علم اليقين أن الدور الذى قام به شهداؤنا الأبرار لا ينسى أبدًا مهما مرت الأيام والسنين.
واختتم الفريق «حلمى» حواره بتهنئة رجال القوات الجوية من ضباط وصف وجنود بمختلف تخصصاتهم بعيد القوات الجوية، مشيدًا بحفاظهم على مستوى الآداء المتميز وعطائهم وجهدهم الذى يبذلونه لرفع كفاءتهم القتالية وصقل مهاراتهم بالتدريب المستمر، راجيًا لهم دوام التوفيق فى مهامهم ومسئولياتهم فى حماية الوطن والدفاع عن أمنه وسلامة وقدسية أراضيه، موجهًا كلمة للشعب المصرى بأن عليه أن يفتخر بقواته المسلحة وقواته الجوية الذين يقفون دائمًا مع إرادة الشعب العظيم ضمانًا لاستقراره ورخاؤه وصونًا لمقدرات شعبنا العظيم وتاريخه وحضارته المجيدة.