وتحتوى مجموعة شكسبير ست عشرة ملهاة باحتساب رواية بركليز وسمبلين من الملهيات خلافًا لتقسيم بعض المجاميع الأولى، وهى : رواية الأغلاط، والسيدان من فيرونا، وترويض السليطة، وضيعة الحب، وحلم ليلة صيف، وتاجر البندقية، وزوجات وندسور المرحات، ولجاجة فى غير طائل، وكما تهوى أو كما تهوون، والليلة الثانية عشرة، والعبرة بالخواتيم، ودقة بدقة، ونادرة الشتاء، والعاصفة، وبركليز، وسمبلين.
ويتتبع الأستاذ العقاد مصادر هذه الروايات أو المسرحيات الستة عشر.
فرواية «الأغلاط» مأخوذة مـن مناظـر متفرقـة مـن روايات الشاعـر الرومانـى (بلوتـس Plautus 254 148 ق م)، ومـن روايـات الشاعـر الإنجليـزى «جون جوار Gower» «1331 1408 م»، وغير معلوم هـل اطلـع شكسبيـر على رواية التوأمين لبلوتـس بنصهـا اللاتينـى أم مترجمة مخطوطة بمعرفــة «وليام وارنر Warner».
ويُعرف من مصادر رواية «السيدان من فيرونا» يُعرفْ منها ما كان يدور حول موقف «بروتيوس وجوليا» وهو مشابه لمثل هذا الموقف فى رواية إسبانية باسم فليكس وفيلمونا للشاعر «ديمنتمار Jorge Demontemaior».
ويضيف الأستاذ العقاد أنه لا يعرف مصدر محقق لسائر مناظر الرواية.
ورواية «ترويض السليطة» وهى ما اشتهرت فى العربية بترويض النمرة، مصدرها مسرحية لمؤلف مجهول ظهرت سنة 1549 وبعض شخصياتها كشخصية السكير التائب منظور فيها فيما يقول الأستاذ العقاد إلى قصص ألف ليلة وليلة، هذا ويوجد مـن قصـص «موريل Morel» قصة تشبهها عن الزوجة الملعونة ظهرت سنة 1560، وقصة للشاعر الإيطالى «أريستو Ariosto» توصف فيها المرأة العصية وصفًا يقارب وصف «السليطة» فى رواية شكسبير.
ويذكر الأستاذ العقاد أن روايـة «حلـم ليلـة صيـف» ليس لها مصـدر معـروف، ولكن قصة الحب فيها بين بطليها موجودة فى نوادر الشاعر شوسر وفى سيرة ثيسوس Theseus من سيرة بلونارك، وما فى الروايات من حكايات الجنة والأطياف من المرويات الشائعة بين الشعب الإنجليزى وسائر الشعوب
ورواية «تاجر البندقية» مصادرها موزعة بين الحكايات الشعبية والقصائد القصصية، أشهرها فيما يورد الأستاذ العقاد حكاية للأديب الإيطالى سير جيوفانى كتبها سنة 1558، ومن المظنون أن هذا الشاعر نظر فيها إلى مسرحية مفقودة باسم (اليهودى) وإلى رواية مارلو Marlowe «يهودى مالطة».
أما رواية «زوجات وندسور المرحات» فتجرى على نمط معروف فى عصر النهضة الذى كثرت فيه الأقاصيص عن المرأة المرحة والزوج المضحك والعشيق المختبئ.
وروايـة «لجاجـة فـى غيـر طائـل» مقتبسـة مـن حكايـة للأديـب الإيطالـى «بندلو Bandello» ترجمها بلفورست إلى الإنجليزية، ومن قصة «ملكة الجنة» للشاعر الإنجليزى سبنسر.
ورواية «كما تهوى» مقتبسة من رواية روزا لند Rosalyned التى ألفهـا توماس لودج Lodge سنة 1590 ولم تطبع إلاَّ سنة 1721، ولكنها كانت من المحفوظات المتداولة فى أيام شكسبير.
ورواية «الليلة الثانية عشرة» أخذت قليلاً من رواية «الوداع للجندية» التى ألفها برنابىريش فى سنة 1581 وبناها على قصة بندلو الإيطالى المسماة بحكاية أبولونبوس وسيلا، وهى مستقاة فيما يقول الأستاذ العقاد من ملهاة إيطالية أخرى ظهرت سنة 153.
ورواية «العبرة بالخواتيم» من حكايات بوكاشيو فى الديكامرون.
ورواية «دقة بدقة» من مسرحية بروموس دكسندرا تأليف جورج وينستون الذى استعار حوادثها من حكاية من المائة والثلاثين حكاية التى ألفها جيرالدى.
ورواية «نادرة الشتاء» مستمدة من قصة للأديب الإنجليزى روبرت جريـن اسمهـا باندوستو Pandosto أو انتصار الزمن (سنة 1588).
أما روايتا بركليز Pericles وسمبلين Cymbeline وتحسبان أحيانًا فى عداد الملهيات فالأولى منهما مأخوذة فيما يورد الأستاذ العقاد من أشتات متفرقة فى اللغات الأوروبية جمعها فى اللغة الإنجليزية لورنس توين Twine Lawrence (سنة ١٥٧٦) وظهرت لها خلاصة سابقة فى قصائد الشاعر جوارGower.
وثانيتهما «سمبلين» ترجع إلى أصل تاريخى فى كتاب هولنشد وإلى الأحدوثات الشعبية التى لخصها بوكاشيو فى قصة برنابو الجينى، وربما لحظ فيها شكسبير بعض الوقائع فى المسرحية المسماة «نوادر النصر فى الحب والحظ لمؤلف مجهول».
ويذكر الأستاذ العقاد بعد هذا الحصر أنه ينبغى أن يذكر أنها لا تعدو التقدير والتقريب، وأن كل مصدر منها فى الواقع إنما هو جزء صغير من مصادر منوعة يحيط بها شكسبير من طريق الاطلاع أو من طريق السماع أو هو الجزء الذى تتيسر الدلالة فيه على موضع محدود على وجه الظن والاحتمال، وفيما عداه لا تخلو رواية من إلمام بالأحدوثات الشعبية والإشاعات الرائجة والأساطير المروية عن السحرة والأرواح الخفية يصعب التثبت من ورودها على خاطر شكسبير أثناء كتابته لهذه الرواية أو تلك فى هذه الفترة أو فى غيرها من حياته الفنية.
www. ragai2009.com