رحب وكلاء سيارات بمقترح عقد معرض القاهرة الدولى للسيارات «أوتوماك – فورميلا» مرة كل عامين، بدلًا من إقامته كل عام، مع التحديات التى تواجه سوق السيارات على مدار 4 أعوام الماضية.
أكدوا أن سوق السيارات فى مصر تواجه العديد من التحديات التى من أبرزها ضعف حجم المبيعات مع ارتفاع تكلفة تمويل وشراء سيارة جديدة، بعد ارتفاع أسعار صرف الدولار، عقب قرار البنك المركزى الصادر فى نوفمبر 2016، وما تبعها من ارتفاع أسعار الفائدة، علاوة عن ارتفاع تكلفة المشاركة فى المعرض، وعدم قدرة الوكلاء على تحمل تلك التكاليف التسويقية كل عام.
نجار: حجم السوق لا يشجع لإقامة المعرض كل عام
أكد كريم نجار، المدير التنفيذى بالشركة المصرية التجارية وأوتوموتيف، ورئيس مجلس إدارة شركة كيان للاستثمار، وكلاء سيارات فولكس فاجن، وأودى، وسيات، وسكودا، وكوبرا، على عدم المشاركة فى معرض أوتوماك – فورميلا هذا العام بعد أن قررت اللجنة المنظمة له تأجيله إلى ديسمبر، بدلًا من سبتمبر.
أشار إلى أن عدم المشاركة يعد قرارًا نهائيًا، لا سيما أن العلامات التجارية الست التابعة له ليس لديها أى موديلات أو طرازات جديدة يمكن تقديمها للسوق المحلية خلال فاعليات المعرض.
أوضح أن كيان إيجيبت كانت تعتزم تقديم موديلات العلامة الرياضية كوبرا، بعد أن تمكنت من الاستحواذ على حق بيعها وصيانتها خلال فاعليات المعرض، إلا أن المفاوضات توصلت إلى تقديم كوبرا رسميًا خلال النصف الأول من العام المقبل.
اقترح نجار على اللجنة المنظمة لمعرض أوتوماك – فورميلا إعادة النظر فى سياسته التسويقية من خلال إقامة فاعلياته مرة كل عامين، بدلًا من مرة كل عام على غرار معارض السيارات العالمية، حتى يتسنى للشركات المشاركة به، وإتاحة الفرصه للوكلاء والمستوردين تقديم موديلات جديدة للمرة الأولى فى السوق المحلية.
بنى اقتراحه على أن حجم سوق السيارات بات غير مشجعًا فى ظل التراجع الكبير فى حجم مبيعاته، التى باتت لا تتعدى 120 ألف سيارة ملاكى خلال العام، علاوة عن ارتفاع تكلفة المشاركة، وعدم قدرة وكلاء السيارات والمستوردين على تقديم موديلات جديدة للعملاء الوافدين للمعرض كل عام.
أكد أن الدورة الأخيرة لمعرض فرانكفورت الدولى فى ألمانيا، الذى أقيمت فعالياته فى منتصف سبتمبر من العام الحالى، شهدت تراجع المساحات المخصصة لمصنعى ومنتجى السيارات العالمين، الذى يشير إلى تراجع صناعة معارض السيارات عالميًا، مع التطور التكنولوجى الكبير الذى تشهده المنصات الإلكترونية.
تابع: «مجموعة فولكس فاجن جروب، وبصفتها أكبر مصنع للسيارات فى العالم وأوروبا، قررت خلال مشاركتها فى معرض فرانكفورت هذا العالم تقليص جناحها بنسبة تصل إلى النصف، بغرض تقليل التكاليف التسويقية».
قال مصدر مسئول بشركة النيل للتجارة والهندسة، وكلاء سيارات هوندا فى مصر، إن الشركة قررت الإحجام عن المشاركة فى المعرض منذ فترة طويلة نظرًا لارتفاع تكلفة المشاركة، وتراجع مبيعات العلامة اليابانية فى السوق المحلية.
أشار إلى أن التوقعات التى كانت تشير إلى أن تحسن مبيعات سوق السيارات فى مصر خلال العام الحالى، بعد تطبيق سلطات الجمارك المرحلة الأخيرة والنهائية من اتفاقية الشراكة الأوروبية لم تحدث على أرض الواقع، مع إعلان عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى إطلاق حملات مقاطعة شراء سيارات جديدة لحين تسعير المركبات بطريقة عادلة، والقضاء على ظاهرتى الأوفر برايس، وندرة الموديلات.
أوضح أنه عقب إعلان البنك المركزى المصرى فى خريف 2016 تحرير أسعار الصرف، وما تبعها من انخفاض قيمة الجنيه، مقارنة بالعملات الأجنبية ومنها الدولار، راتفعت قيمة المشاركة فى المعرض لتصل فى بعض الأحيان إلى 3 ملايين جنيه، الأمر الذى بات على شركات السيارات، وقطاع التسويق داخل التوكيلات تحمله كل عام، فى ظل تراجع المبيعات.
بين أن العائد من مشاركة وكلاء السيارات بمعرض أوتوماك فورميلا كل عام يعد غير مجدى من الناحية الاقتصادية والتسويقية لسبيين أساسيين أن معظم رواد المعرض يعدون من الفئات المحبة لمجال السيارات، وليس ضمن اهتمامتها شراء سيارة جديدة، مع ارتفاع الأسعار مقارنة بمستويات الدخول.
تابع: «الحافز الوحيد الذى يدفع المستهلك لشراء سيارة جديدة هو حدوث هبوط حقيقى فى أسعارها فى صورة تخفيضات أو خصومات خلال فترة زمنية معينة، بالتالى يمكن توفير الميزانية التسويقية المخصصة للمشاركة بمعرض أوتوماك – فورميلا عبر الإعلان عن أحداث خفض حقيقى فى أسعار الموديلات والطرازات.
مكارى: الاستفادة منه ضيئلة مقارنة بحجم المصروفات
قال زكريا مكارى، خبير سوق السيارات، مديرعام المبيعات والتسويق فى مرسيدس بنز إيجيبت سابقًا، إن ارتفاع تكلفة المشاركة بات تمثل تحديا قويًا أمام صناعة معارض السيارات فى مصر والعالم، وأن تكلفة إنتاج السيارات ارتفعت خلال الفترة الماضية فى ظل اعتمادها على تكنولوجيا متطورة باتت صعب على منتجى السيارات توفيرها دون التحالف مع كيانات ومؤسسات أخرى.
أشار إلى أنه خلال توليه منصب مدير عام العلامة الألمانية الفاخرة مرسيدس قرر عدم المشاركة فى المعرض لمدة بلغت 3 أعوام متتالية مع ارتفاع تكلفة المشاركة، وعدم وجود موديلات جديدة يمكن كشف النقاب عنها للمرة الأولى أمام الجمهور.
تتطرق مكارى للخلفيات التاريخية لصناعة معارض السيارات فى مصر، التى ظهرت قبل نهاية القرن العشرين خاصة فى 1996، عبر معرضين هما أوتوماك أخبار اليوم، وفورميلا الأهرام، وفى 2013 دمج المعرضين تحت مسمى «أوتوماك – فورميلا».
أشار إلى أن فكرة الاندماج جاءت نتيجة لضعف أداء مبيعات سوق السيارات خلال تلك الفترة، مقارنة بحجم السكان، علاوة عن ارتفاع تكلفة المشاركة والتى وصفها مكارى بـ «المرعبة».
بين أن عقب قرار البنك المركزى بتحرير أسعار الصرف باتت استفادة شركات السيارات من أوتوماك – فورميلا ضئيلة، مقارنة بالتكلفة المرتفعة التى باتت تتكبدها الشركات كل عام.
أكد على أن إقامة المعرض مرة كل عامين يخلق حالة من الحماس داخل شركات السيارات للمشاركة به، نظرًا لوجود مدى زمنى يسمح للوكلاء باستيراد الموديلات الجديدة تمهيدًا لعرضها لجمهور المعرض.
تطرق إلى أن صناعة معارض السيارات العالمية، ورصد مكارى خلال الدورة الحالية من معرض فرانكفورت للسيارات تراجع المساحة الإجمالية بمقدار %30 عن الدورة السابقة، علاوة عن امتناع عدد كبير من منتجى السيارات عن المشاركة فى معرض ديترويت.
قال عماد حلمى، رئيس مجلس إدارة شركة دينامكس للتوزيع، وكلاء سيارات فيات ملاكى وفيات بروفيشنال وألفا روميو، إن الشركة قررت عدم المشاركة فى فعاليات أوتوماك – فورميلا هذا العام، نظرًا لتأجيل قرار اقامته من سبتمبر إلى ديسمبر.
نصح الشركة المنظمة لأوتوماك – فورميلا بضرورة خفض أسعار تكلفة مشاركة شركات السيارات فى المعرض حتى يتمكن المعرض من استمرار إقامته كل عام كما هو معهود، وإلا من المستحيل على الشركات فى ظل تراجع أداء مبيعات السوق المشاركة فى دوراته المقبلة، الأمر الذى يحتم تأجيله لإقامته مرة كل عامين.