تخطط روسيا لإنجاز ثورة تجعلها قادرة على معالجة القمامة والاستفادة منها في توليد الكهرباء ضمن خطة خمسية لاقت اهتمام العديد من صناديق الثروة السيادية في دول الخليج.
وتقول وكالة بلومبرج أن استثمارات بعض الدول الخليجية لا تزال محدودة حتى الآن في برنامج لمعالجة القمامة يرى المسئولون الروس أنه سيدر أرباحا ضخمة.
استثمارات من الخليج
وقال دينيس باستتيوف رئيس شركة التشغيل البيئية المسئولة عن إدارة المشروع أن هذا المشروع يناظر في أهميته مشروع تزويد روسيا بالكهرباء تحت حكم لينين خلال السنوات الأولى للثورة البلشفية التي استولت على السلطة عام 1917.
وقام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في يناير الماضي بالتوقيع على إنشاء شركة تي أر-انفيست المسئولة عن تنفيذ المشروع.
قامت صناديق ثروة سيادية من الكويت والسعودية مطلع العام الجاري بالاستحواذ على حصة مبدئية بقيمة 5% في المشروع.
وحسب بيان لشركة تي أ-انفيست، يستهدف المشروع الذي تصل قيمته إلى 151 مليار روبيه (2.4 مليار دولار) بناء أربعة محطات لتوليد الكهرباء بالقرب من العاصمة الروسية.
أرباح مستقرة
ويحتفظ بنك التنمية المملوك للحكومة الروسية بحصة تصل إلى 10% في المحطات الأربعة التي يمكنها معالجة ما يقرب من 2.8 مليون طن من القمامة سنويا.
وتحدث اندريه شيبلوف المدير التنفيذي لشركة ار-تي انفيست عن استثمارات الصناديق السيادية الخليجية في المشروع قائلا أنها الجولة الأولى من الاستثمارات متوقعا زيادتها في المستقبل.
وأضاف:” نحن نمتلك اهتمام جاد من المستثمرين لأنهم سيحصلون بعد 15 عام على أرباح مستقرة تصل إلى 12% بفضل بيع الكهرباء في أسواق الجملة بموجب قرار سيصدر عن الحكومة الروسية.”
70 مليون طن من القمامة
وتنتج موسكو التي تعد أكبر مدينة أوربية نسبة 17% من القمامة في روسيا التي يصل إجمالي ما تنتجه من القمامة المنزلية سنويا إلى 70 مليون طن.
تمثل القمامة مسألة سياسية حساسة للرئيس بوتين وكانت ضمن القضايا الأساسية التي تم التطرق إليها في حواره الجماهيري المذاع في يونيه الماضي.
قفز الحجم السنوي للقمامة في روسيا بأكثر من الضعف خلال العقدين الماضيين. وتشغل مواقع تخزين القمامة مساحة تصل إلى 4 مليون هكتار التي تعادل مساحة دولة بحكم هولندا، حسب تصريحات المسئوليين الروس.
تخوفات من التلوث
واحتج النشطاء في 26 منطقة مجاورة لموسكو مطلع العام الجاري اعتراضا على نقل مناطق تخزين القمامة إلى مناطقهم.
ولاقت كذلك اقتراحات إنشاء محطات لمعالجة القمامة اعتراضات قوية للسكان المحليين الذين تخوفوا من التلوث على الرغم من أن إنشاء هذه المصانع سينهي وجود مقالب الزبالة داخل مناطقهم.
وتقول بلومبرج أن الحكومة الروسية تأخرت في تنفيذ برنامج إعادة تدوير القمامة.
تقوم روسيا حاليا نسبة لا تتجاوز 1% من القمامة مقارنة بنسبة 46% في الاتحاد الأوربي. ويتم التخلص من النسبة المتبقية في روسيا عبر الدفن.
وتستهدف البلاد رفع مستويات إعادة تدوير القمامة إلى 36% بحلول عام 2024.
نظام حوسبي
وتتولى شركة التشغيل البيئية الإشراف على عمليات إنشاء 220 محطة لمعالجة القمامة في روسيا.
ويستلزم هذا ضخ استثمارات بقيمة 105 مليار روبية من الاستثمارات الحكومية ونحو 182 مليار روبية من الصناديق الخاصة.
ويصب المشروع لصالح شركة ذا بج ثري الاستشارية التي تتخذ من موسكو مقرا لها والتي تدير عمليات جمع القمامة والتخلص منها في روسيا عبر نظام حوسبي.
ويقول ارتم سيدوف المدير التنفيذي للشركة:” يسهم هذا النظام الحوسبي في توقع حجم البنية التحتية اللازمة للتخلص من القمامة والمكان المناسب لإنشاء هذه البنية”.
تصدير التكنولوجيا إلى أفريقيا
وتمتلك شركة ذا بج ثري الاستشارية القدرة على تصدير تكنولوجيا معالجة القمامة إلى أوربا والولايات المتحدة والبرازيل والمكسيك والهند واليابان وأفريقيا.
كما أنها تستهدف الاستحواذ على 25% من سوق عالمي لمعالجة القمامة ستترواح قيمته بين 3 إلى 6 مليار دولار خلال السنوات الخمس القادمة.
التحويل إلى مواد بناء
وتقول شركة أر تي-انفيست أنها ستبني 6 مصانع لمعالجة القمامة مع الاستعانة بتكنولوجيا كربون 8 التي صممتها بريطانيا لتحويل بواقي القمامة المعالجة إلى مواد بناء.
وتتوقع أر تي-انفيست صعود عوائدها السنوية المحققة من اعمالها في معالجة القمامة من 14 مليار روبية حاليا إلى 150 مليار روبية حال تحقيقها حصة سوقية بقيمة 30% في روسيا بحلول عام 2024.
ويتوقع شيبلوف المدير التنفيذي للشركة نجاح روسيا في تحقيق ثورة سريعة في مجال معالجة القمامة.
وأردف:” نستطيع أن نحقق في خمس سنوات ما حققه الأوربيون في عقود.”