قال الملياردير جيمي باتسون الذي يعد ثالث أغنى رجل في كندا، إن شركاته تعمل حاليا على تسييل أصولها ضمن استعداداتها لمواجهة ركود محتمل ناشئ عن انعدام اليقين العالمي، جراء تصاعد التوتر بين الصين والولايات المتحدة.
وقال باتسون الذي يمتلك مجموعة شركات في 85 دولة حول العالم: “أصبحنا نمتلك سيولة دولارية أقل مقارنة بالفترات السابقة”.
مراكمة السيولة
وأضاف في حوار مع وكالة بلومبرج من مقر شركاته في مدينة فانكوفر الكندية أن شركاته بدأت في مركمة السيولة منذ ستة أشهر.
وأردف: “لدينا أعمال ضخمة في الولايات المتحدة ونبرم حاليا صفقات أكبر في الصين، النزاع السياسي يتسبب لذلك في إلحاق أضرار جسيمة بنا- لكننا نحافظ على تنويع الاستثمارات وهذا أمر جيد.”
كانفور للأخشاب
ويخشى باتسون أن تلحق أكبر الأضرار بشركة كانفور لإنتاج الأخشاب التي تعد أكبر شركة مدرجة في البورصة ضمن محفظة باتسون المقدرة بنحو 10.6 مليار دولار، ويرجع السبب وراء هذا إلى أن الولايات المتحدة والصين ظلا أكبر سوقين لكانفور.
وتقدمت الشهر الماضي أحدى شركات باتسون، جريت باسيفيك كابتل كورب، التي تمتلك نسبة 51% من أسهم شركة كانفور بعرض لشراء بقية الأسهم وتحويل الأخيرة إلى شركة خاصة نظير 982 مليون دولار، أو 16 دولار للسهم، بعد هبوط أسهم الشركة بنسبة 69% خلال الأشهر ال 12 الماضية.
ثالث أغنى رجل
يعد باتسون ثالث أغنى رجل في كندا بثروة تقدر بنحو 6.4 مليار دولار، حسب مؤشر المليارديرات الصادر عن وكالة بلومبرج. ويتشابه باتسون مع الملياردير الأمريكي وارين بافيت من ناحية تنوع الاستثمارات.
قام باتسون ببناء امبراطورية من الشركات التي تعمل في مجالات شديدة التنوع مثل السوبر ماركت والأخشاب وصيد الأسماك وتغليف منتجات مطاعم كنتاكي الأمريكية ولوحات الإعلانات بجانب أسهمه في شركة ربلي انترتنمنت للترفيه ووكالة جينس للأرقام القياسية.
الاعتماد على الصين
استند نجاح الشركات المملوكة لباتسون على العلاقات الأمريكية الكندية الوثيقة لكنها أصبحت تعتمد أكثر على الصين في زيادة نموها خلال السنوات الماضية.
وعندما سئل عما اذا كان يعتقد أنه سيحتاج لاحقا للاختيار بين الولايات المتحدة والصين عندما يرغب في انشاء الأعمال. أجاب قائلا:” لا اعرف لكنني لا ارغب في أن اكون مجبرا على الاختيار بين الأمرين.”
علاقات متوترة
أصبحت الصين تثير مخاوف الشركات الكندية بعد القاء القبض على المديرة المالية لشركة هواوي تكنولوجيز الصينية للاتصالات بناء على طلب ترحيل للولايات المتحدة في ديسمبر الماضي.
تسبب القضية في تأجيج أزمة دبلوماسية بين الصين وكندا تعد الاسوأ خلال العقود الخمس الماضية. وكان من بين تداعياتها وقف واردات زراعية كندية إلى الصين بقيمة 5 مليار دولار.
وأشار باتسون إلى تفضيله العمل في الولايات المتحدة بفضل تمتعها باستقرار مستمر.
ملياردير عصامي
سطر باتسون قصة صعود مبهرة من الفقر إلى الثروة. وكانت نشأته في أسرة فقيرة لدرجة عجزها عن توفير الملابس للأبناء واعتماده على ملابس الأطفال الآخرين بعد خياطتها. وبنى باتسون ثاني أكبر شركة خاصة في كندا بفضل تطويره شركة بونتياك-بويك الخاسرة لتوكيلات السيارات في فانكوفر في كندا عام 1961.
وبرغم بلوغ باتسون سن ال 91 في 1 اكتوبر القادم لكنه لا يعتزم التخلى عن إدارة شركاته بنفسه معلنا أنه سيظل رئيس مجلس ادارة شركة جيم باتسون جروب ومديرها التنفيذي.
ووضع باتسون خطة لنقل ملكية شركاته إلى الورثة تضمن عدم بيع الأصول وعدم الإضرار بها.