تصدرت قضية “الطفلة جنة” ابنة الخمس سنوات، التي تعرضت للكي والتعذيب على يد جدتها بمحافظة الدقهلية – ما أدى لوفاتها بعد عملية بتر في الساق، إثر توقف عضلة القلب نتيجة لإصابتها- مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات الأخيرة، مطالبين بتنفيذ أقصى عقوبة على المتهمين، خاصة مع اكتشاف ذات الجريمة مع شقيقتها “أماني” ابنة 6 سنوات، والتي تتلقى العلاج في مستشفى المنصورة الدولي.
الإعدام أقصى عقوبة
وأكد حقوقيون لـ«المال»، أن الإعدام ينتظر الجناة في تلك الجريمة وفقًا للمادتين 231 و231 من قانون العقوبات المصري في حال تنفيذ أقصى عقوبة على المتهمين، على أن تنظر في القضية محكمة الجنايات.
قال رضا الدنبوقي، الرئيس التنفيذي لمركز الإرشاد والتوعية القانونية، إن المتهمين “الخال والجدة”، يواجهان مجموعة من التهم، منها خطف وتعذيب بالكي ما أدى للبتر ثم الوفاة، وجميعها تندرج تحت بند القتل العمد.
وأضاف أن المتهمين كونهم القائمين بالرعاية على الطفلة، المفترض أن يكونوا مصادر الأمان لها، يواجهون عقوبة مشددة من السجن المؤبد تصل إلى الإعدام، حسبما ترى المحكمة وفقًا لقانون العقوبات.
وبين أن الجدة حاولت إخفاء معالم جريمة نجلها، وادعت أنها تتبول لا إراديًا فقامت بتعذيبها وكيها وتشويها، لذلك فعقوبة الاثنين مرتبطة ببعضها، كونها جريمة بالاتفاق.
وأشار إلى أنه وفقًا للمادة 116 من قانون الطفل فالأم والأب شركاء في الجريمة، كونهم عرضوا حياة الطفلة للخطر.
عقوبة تصل لعام للأب والأم
وتطرق إلى أنهم يواجهون عقوبة من 6 شهور إلى سنة مع غرامة 5 آلاف جنيه.
وأوضح أن الأب لا يعفى من المسئولية حتى إن لم تكن الطفلة في حضانته، نظرًا لأنها تحدثت معه عما جرى لها دون اهتمام، كما أنه مطالب بمراعاتها، لكن نظرًا لوجود الخلافات الأسرية فالأم والأب يتعاملون بأسلوب “النكاية” ما أدى لأن تكون الضحية الطفلة وشقيقتها.
وطالب بسن قوانين لمناهضة العنف الأسري والجنسي في المجتمع حتى يتم القضاء على انتهاك الأطفال.
تورط الجيران
وكشف الدنبوقي، أن الجيران متورطون في الجريمة كونهم استمعوا لصيحات واستغاثات الطفلة ولم يلقوا بالًا للأمر، ولم يتقدموا ببلاغ.
وبين أن تلك الجريمة لو حدثت في دولة أخرى، فكان هناك عقوبة ستطبق على الجيران لتسترهم عليها، وعدم اتخاذ أى موقف حتى لو كان أدبيًا.
جريمة مشابهة
وأشار إلى أن هناك جريمة مشابهة لواقعة “الطفلة جنا”، حدثت في طلخا، في الفترة الماضية، لكن بيد الأب الذي قام بتعيب وكي ابنته 5 سنوات، بعد خلافات زوجية مع والدتها، وتقدمت الأم ببلاغ تطالب بحماية الطفلة.
جرائم تعذيب الأطفال
ورأى أحمد مصيلحي، رئيس شبكة الدفاع عن أطفال مصر، أن جرائم تعذيب الأطفال أصبحت منتشرة في الآونة الأخيرة، نظرًا لوجود معتقدات خاطئة لدى الأهالي الذين يعتبرون أن الأطفال ملكهم، إضافة لتزايد نسب الطلاق التي أدت لتفكك الأسرة ووقع الأطفال ضحايا.
تهم الجدة
وأضاف أن الجدة تواجه عدة من الاتهامات تبدأ من إحداث إصابات أدت للوفاة والتستر على جريمة نجلها، فعقوبتها من السجن المشدد من 7 سنوات إلى الإعدام، على حسب التهم التي توجهها لها النيابة.
وبين أنه لو وجهت لها تهم المساهمة في الجريمة وتسهيل القتل فستعاقب بالإعدام، خاصة في ظل وجود “حالة العود” -كما يطلق عليها، وهي خاصة بتكرار ذات الجريمة مع شقيقتها.
وبخصوص الأم فهي تخلت عن مسئوليتها ولكن جريمتها غير مباشرة فستعاقب من 3 إلى 6 شهور.
وأكد أن الأب سيحاكم قضائيًا كونه عرض حياة الطفلة للخطر، ولكن نظرًا لظروفه الصحية كونه كفيف، ستخفف عنه العقوبة.
الإبلاغ عن حالات مشابهة
ولفت إلى أن الجيران أدبيًا يقع عليهم عقوبة عدم التبليغ عن الجريمة، لكن وفقًا للقانون فلن يتم محاكتهم.
وناشد الجميع إن رأوا حالات تعدٍ على الأطفال الاتصال بخط نجدة الأطفال 16000 مكالمة مجانية والإبلاغ عن الحالة.
وطمأنهم على حفظ سرية البيانات، لكن سيساعدوا في إنقاذ حياة إنسان.
ضبط 5 متهمين
وصرح مصدر أمني لـ”المال”، بأن النيابة تولت التحقيق، وتم توجيه تهم للجناة الشروع في القتل والتعذيب وإحداث عاهة.
وأضاف أنه تم إلقاء القبض على 5 متهمين في القضية، وهم الجدة والأم و3 أشقاء للأم.
وأوضح أنهم الأم أسماء 20 عامًا، وأشقاءها محمد 19 عامًا، وسمير 15 عامًا، ورضا 14 سنة.
وتحرر محضر رقم 14167 لسنة 2019 جنح مركز شرطة شربين بقضية الطفلة جنة، و15 أحوال لإرفاقه خاص بشقيقتها أماني، تقدم به والدهما محمد سمير حافظ.
رعاية شقيقتها
يذكر أن الدكتورة عزة العشماوي، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة، طالبت بتوقيع أقصى عقوبة على الجناة، باعتبار الجريمة قتل عمد مع سبق الإصرار، وهي الإعدام.
وأكدت العشماوي، أن المجلس يتابع التحقيقات والإجراءات مع النيابة العامة، وسيتخذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية الطفلة الكبرى شقيقة الطفلة جنة، فضلًا عن تقديم كافة سبل الدعم النفسي لها.
وأوضح أن العمل جارٍ لتسليمها لعائل مؤتمن، أو إيداعها إحدى دور الرعاية الآمنة لحين زوال تعريضها للخطر.
الطفلة جنة
كان اللواء فاضل عمار، مدير أمن الدقهلية، تلقى إخطارًا من العميد سامي الحديدي، مأمور مركز شربين ببلاغ مستشفى شربين المركزي بوصول الطفلة جنة، مصابة بكدمات متفرقة بالجسم، وبها آثار حروق بمنطقة الحوض حول الأعضاء التناسلية الخارجية، وتورم بالطرف السفلي الأيسر، وآثار حروق بالظهر وبمناطق متفرقة من الجسم.
وتم تحويلها إلى مستشفى المنصورة العام الجديد” الدولي” لاستكمال العلاج، وانتقل الرائد محمد الأرضي، رئيس مباحث المركز إلى مكان الواقعة.
وبسؤال جد الطفلة لوالدها ويدعي “س. ح” ـ 55 سنة، اتهم في محضر الشرطة، جدة الطفلة لوالدتها وتدعى “صفاء ع. ع” – 41 سنة”، ربة منزل، بالتعدى عليها بالضرب، وتسخين آلة حادة، وكي الطفلة بعد تبولها لا إراديًا.
يذكر أن الدكتور سعد مكى، وكيل وزارة الصحة بالدقهلية، قد أعلن وفاة الطفلة جنة بعد توقف عضلة القلب متأثرة بإصاباتها داخل العناية المركزة بمستشفى المنصورة الدولي.
وأضاف أن الطفلة خضعت لعملية بتر لقدمها اليسرى من أعلى الركبة، الأربعاء، نتيجة إصابتها بغرغرينا وتورم في القدم إثر إصابتها بكسر في الساق، نتيجة التعذيب الذي تعرضت له.