المساهم الرئيسى فى «أميسال» يخطر تحالف «المدار – السعودية» برفض طلبه بالاستحواذ
تواصل الشركة السعودية المصرية للاستثمارات الصناعية « SEII» سياستها التوسعية فى السوق المصرية، عبر دراسة زيادة محفظة استثماراتها وتنشيط الكيانات التابعة، بعدما اشترت مؤخرًا نحو %6 من رأسمال شركة العربية لحليج الأقطان من البورصة.
وتعتبر الشركة السعودية المصرية للاستثمارات الصناعية إحدى ثمرات التعاون المشترك بين حكومتى المملكة السعودية ومصر، وتأست عام 1974 بهدف تدعيم العمل المشترك وتطوير التعاون الاقتصادى بين البلدين، ويبلغ رأسمالها 77 مليون دولار، فيما تفوق قيمة محفظتها الاستثمارية بمصر نحو مليار جنيه، وتسهم فى 6 شركات تعمل فى السوق المحلية، منها أكتوبر فارما، والعربية للصلب المخصوص «أركو ستيل» و العربية للعبوات الدوائية، والإسكندرية للزيوت «أكبا»، و«فاركو ماك» الطبية.
وقال أحمد عطا، الرئيس التنفيذى للسعودية المصرية، إن الشركة بالتعاون مع باقى المساهمين أجروا تعديلًا إداريًا بشركة أكتوبر فارما للأدوية، بتعيين عضو منتدب جديد لمواصلة الخطة التوسعية للشركة، وزيادة حجم العمل.
وفى مايو الماضى، أعلنت «أكتوبر فارما» تعيين شريف شوقى الفيل عضوًا منتدبًا، نظرًا لاستقالة أحمد زغلول أحمد، من عضوية مجلس الإدارة واعتذاره عن استكمال مدته، فيما تراجعت أرباح الشركة بنحو %66 خلال النصف الأول من العام الحالى بعدما حققت 3.33 مليون جنيه، مقابل 9.99 مليون جنيه فى الفترة المناظرة من 2018.
«فاركو ماك» تستثمر 160 مليون جنيه بمصنع مرشحات الكلى وكل خيارات التمويل واردة
وعن شركة «فاركو ماك» للصناعات الطبية المتطورة، كشف «عطا» – فى تصريحات خاصة لـ «المال» – عن أن الشركة تنوى إنشاء مصنع جديد للمرشحات الطبية المستخدمة فى علاج مرضى الغسيل الكلوى والتى تشهد عجزا فى السوق المحلية، باستثمارات 160 مليون جنيه، وحصلت على العديد من التراخيص اللازمة لذلك.
وأكد أن كل الخيارات التمويلية متاحة لإنشاء المصنع الجديد سواء بالحصول على تمويل بنكى، أو إجراء عملية زيادة رأسمال للمساهمين الحاليين بالشركة، مع الاعتماد على الموارد الذاتية بالشركة.
وفى أبريل 2017 استحوذت «SEII» على %38 من رأسمال شركة «فاركو ماك» بقيمة قاربت 35 مليون جنيه، فى حين تتوزع الحصة المتبقية ما بين اثنين من الأطباء المؤسسين للشركة المتخصصة فى صناعة «الكانيولا» الطبية، ومرشحات الكلى.
ويشير الموقع الإلكترونى للسعودية المصرية إلى أن «فاركو ماك» ستتعاقد مع شركة «ألفا بلان» الألمانية، لتوريد خط إنتاج المرشحات بطاقة إنتاجية 1.4 مليون مرشح سنويًا، فيما يبلغ رأسمالها 26.2 مليون جنيه فى أعقاب إجراء زيادة أخيرة لرأس المال، وتأسست عام 2004.
توجه لتقليص الاهتمام بالاستثمار فى «أركو ستيل» بعد شراء الأهلى %51 منها
وخلال العام الماضى، حققت السعودية المصرية صافى ربح 2.3 مليون دولار، مقابل 10.5 مليون دولار فى عام 2017.
وحول مساهمة السعودية المصرية فى شركة العربية للصلب المخصوص « أركوستيل» البالغة %6 من رأسمال الأخيرة، أوضح أن شركته تعتبر أن الاستثمار فى «أركو ستيل» أصبح غير مجد وسنسعى إلى التخارج أو البقاء، ولكن دون اهتمام استثمارى فى ظل استحواذ البنك الأهلى على %51 من رأسمال الشركة، واحتمالات انحفاض مساهمة السعودية المصرية.
وكان البنك الأهلى قد وافق فى يونيو الماضى، على تحويل جزء من مديونية مستحقة على «أركو ستيل» بنحو مليار جنيه إلى أسهم فى رأس المال، وذلك فى إطار الاتفاق على تسوية بقيمة 3 مليارات جنيه.
وتنتج الشركة العربية للصلب المخصوص نحو 180 ألف طن صلب سنويًا، تصدر أكثر من %90 منه، وصدرت خلال العام الماضى نحو 150 مليون دولار، فيما يسعى البنك الأهلى إلى مضاعفة الإنتاج إلى 350 ألف طن سنويًا، وضخ رأسمال عامل بقيمة 800 مليون جنيه.
وعن باقى توسعات «SEII» بالسوق المصرية، قال «عطا» إن شركته اشترت مؤخرًا %6 من أسهم شركة العربية لحليج الأقطان عبر الشراء من أسهم التداول الحر فى البورصة، وهى حصة ستكتفى بها، وستسعى إلى الانضمام لمجلس الإدارة، ومساندة الإدارة الحالية فى زيادة حجم الأعمال.
وأوضح أن سهم العربية لحليج الأقطان يتداول قرب مستويات مغرية، كما أن إستراتيجية العربية تتوافق مع النظرة الاستثمارية لـ «SEII» والتى تستهدف اختراق قطاع الغزل والنسيج باعتبارها من الكيانات القادرة على التصدير، بجانب اتجاه الحكومة إلى زيادة كميات الأراضى المنزرعة، لافتًا إلى أن شركته ستقدم خطة لإعادة هيكلة الاستثمارات الحالية للعربية مع التركيز على الصناعات المكملة والمغذية للغزل والنسيج وتجارة الأقطان.
وأشار إلى أن العربية لحليج الأقطان تملك حصصًا حاكمة بشركات النصر للملابس الجاهزة « كابو» بجانب الإسكندرية للغزل « سبينالكس» بجانب امتلاكها شركة النيل الحديثة والتى تعتبر من أبرز كيانات استيراد وتصدير الأقطان وشركة المصرية للغزل والنسيج، وإيجيبت لحليج الأقطان، بما يؤكد على تمتعها بوضعية مصنع متكامل للأقطان والملابس، بالإضافة لتملكها حصص فى رأسمال شركات مقيدة فى البورصة.
وخلال العام المالى الماضى، حققت العربية للحليج صافى ربح 33.7 مليون جنيه مقابل 89.4 مليون جنيه خلال العام المالى المناظر.
وأكد «عطا» أن السعودية المصرية ستنسق مع الإدارة الحالية للعربية من أجل إعادة هيكلة شركة «كابو» للملابس وتنشيط الذراع الصناعية، علاوة على التوسع فى مجال الغزل الرفيع والذى تتميز به العربية وتصديره للخارج.
فى سياق متصل، علمت «المال» أن البنك الأهلى أخطر تحالف استثمارى مكون من «SEII» والمدار الكويتية، بشأن الاستحواذ على شركة المصرية للأملاح والمعادن «أميسال»، بداعى تأخر التحالف فى تقديم عرضه للفحص النافى للجهالة.
وكانت صفقة «أميسال» قد شهدت صراعًا استثماريًا بدأ بانفراد «المال» فى مارس 2018 بالكشف عن تفاوض المدار الكويتية مع مساهمى «أميسال»، فيما أعلنت الشركة القابضة المصرية الكويتية مطلع فبراير الماضى، تقدمها بعرض شراء بعد الاتفاق مع البنك الأهلى – المساهم الرئيسى فى المصرية للأملاح، تلاها إعلان تشكيل تحالف من شركتى المدار والسعودية المصرية للاستثمارات الصناعية «SEII» للمنافسة بالصفقة.
ويساهم البنك الأهلى المصرى فى «أميسال» بنسبة %49.8 وبنك الاستثمار القومى %17 والشركة القابضة للصناعات الكيماوية %13.1، وحصص أقل لكل من شركة مصر لإعادة التأمين %8.2 وبنك التنمية الصناعية %6.5 وصندوق التنمية التابع لمحافظة الفيوم %5.2.
وأشار «عطا» إلى أن «SEII» تركز حاليًا على تنويع محفظتها الاستثمارية قدر الإمكان من خلال إضافة مزيد من الشركات التابعة فى مجالات صناعية واعدة على غرار الغزل والنسيج، بجانب قطاعات أخرى جار دراستها، تزامنًا مع تقليل البحث عن استثمارات فى مجال الأدوية على سبيل المثال.
وتملك السعودية المصرية نحو %8 من رأسمال شركة مصر لصناعة الكباسات، والتى تركز حاليًا على زيادة الحصة السوقية، و الاتفاق مع إحدى الشركات الصينية لإنتاج مكونات الكباسات من خلال إضافة خطوط إنتاج جديدة فى مصنع الشركة بالعاشر من رمضان.
وتعمل مصر لصناعة الكباسات فى مجال إنتاج كباسات التبريد محكمة الغلق للاستخدامات المنزلية والتجارية، وتملك مصنعًا فى مدينة العاشر من رمضان على مساحة 90 ألف متر مربع وبطاقة إنتاجية 2 مليون كباس سنويًا، وبدأت الشركة إنتاجها عام 1996.
وكان «عطا» قد كشف سابقًا عن استهداف « SEII» استثمار 50 مليون دولار فى مصر خلال العام الحالى، ودرست العديد من الفرص بقطاعات الصناعة والأغذية، مع التركيز على الشركات ذات الحجم السوقى المتوسط، والعاملة بقطاعات تشهد نموًا، وتستفاد من خطط الإصلاح الاقتصادى، والمرتبطة بالزيادة السكانية.
وتخارجت السعودية المصرية من عدة شركات مؤخرًا منها شركة الإسكندرية لأسود الكربون بقيمة تقارب 17 مليون دولار.