قال المهندس علي حسني، رئيس مشروع رالي للسيارات الكهربائية في مصر، إن المسابقة التي تنظمها كلية الهندسة جامعة عين شمس المملوكة لأكاديمية البحث العلمي ، عبارة عن مسابقة تعلم الطلاب كيفية تصميم وتصنيع السيارة الكهربائية، وكذلك السباق بها، وذلك محاكاة لسوق تصنيع السيارات في العالم.
وأضاف حسني خلال حواره لـ«المال» أن المسابقة تعتمد على تعليم الطلاب كيفية تصنيع سيارة كهربائية؛ لأن العالم كله بدأ يتجه نحو هذا النوع من السيارات بسبب ارتفاع معدلات التلوث من السيارات التي تعمل بالبنزين، والكل يستهدف تصنيع سيارة تعمل بالكهرباء أو الطاقة المتجددة للحفاظ على البيئة، فالسيارات التي تعمل بالكهرباء هي المستقبل.
وأكد أن تصنيع السيارات كأي منتج لا بد أن يكن له قصة حياة من مرحلة التصميم على الكمبيوتر، حتى التصنيع على أرض الواقع، والمبادرة مملوكة لأكاديمية البحث العلمي وبتنظيم كلية الهندسة جامعة عين شمس.
استهداف إعداد كوادر
وأوضح حسني أن المبادرة تستهدف إعداد كوادر لتصنيع سيارات كهربية في مصر بحيث تكن مستعدة للعمل في السوق لو أصبح هناك قرار سياسي بعمل سيارات كهربائية فنحن نعد الطلاب لكي يكونوا عاملين وبمهارة في هذا المجال ولو لم يتم إعداد كوادر قادرة على تصنيع سيارة كهربائية وصيانتها سنكون في أزمة.
ونستهدف تصنيع سيارة مصرية بالكامل من خلال الطلاب التي نتولى تدريبهم، والعام الماضي شاركت 25 جامعة في المسابقة وبسبب النجاح الذي حققناه زاد عدد المشاركين فييها ليصل إلى 31 جامعة خلال العام الحالي.
والمشروع بالأساس بحثي وعملي أيضا، فالطلاب من كل الجامعات يصممون هندسيا سيبارة كهربائية ويصنعوها بدعم من المركز الذي أتولى رئاسته والإشراف عليها، ويشارك من كل جامعة على الأقل 15 طالبا، وبالتالي نعد كوادر قادرة على العمل في سوق السيارات الكهربائية.
وتابع: ومشروعنا له عدة مراحل أولها مرحلة التعليم ويستفيد منها كل المشاركين حتى لو لم يتم اختيارهم من قبل اللجنة التي تشرف على المشاريع المقدمة من الطلاب ثم الانتقال من مرحلة التصميم على الكمبيوتر إلى مرحلة تصميم سيارة على أرض الواقع بمساعدة من الفريق الذي أتولى رئاسته، وهو من الطلاب الذين شاركوا في نفس المسابقة في أعوام سابقة وأيضا شارك فريقي في مسابقات عالمية ونجح في الفوز بها.
وكل جامعة من الـ31 المشاركين ترسل طلابها ونقوم بتدشين فصول لتعليمهم كيفية تصميم السيارة الكهربائية على الكمبيوتر، ويقدم كل فريق من كل جامعة تقرير عما وصل إليه وتأتي هنا مهمة فريق التحكيم الذي يكن من صناع السيارات، وهو فريق مستقل من خارج الجامعة ومن مصانع السيارات في مصر ويختار من بين الجامعات الطلاب التي تستحق استكمال المشروع مع الجامعة فالمشروع ممول من أكاديمية البحث العلمي.
وبالتالي فلابد من المفاضلة بين كل الفرق المشاركة لاختيار الفريق الأفضل والذي بذل مجهود كاف يسمح له بالمشاركة في المسابقة حتى الفرق التي تخسر في هذه المرحلة يتولى فريقي تصحيح الأخطاء التي وقعوا فيها وتعليمهم واعدادهم للمشاركة في المسابقة العام المقبل.
فريق الحكام من خارج الجامعة
وأوضح أن فريق الحكام يكن من خارج الجامعة لأننا نريد توثيق التعاون مع المتحكمين في صناعة السيارات في مصر مثل شركات تويوتا وجي إم.
ويبدأ كل فريق تقديم مشروعه لهم ويتم ترتيب الفرق المشاركة من 1إلى 10 وكل فريق مؤهل يحصل على نسبة من الدعم الذي لا ينتهي عند الدعم المادي بل يستمر ليشمل دعم الطلاب خلال مراحل التصنيع من خلال فريقي وهناك محتويات يتم استيرادها لتصنيع السيارة مثل البطارية والماتور وفريقي هو من يتولى الاتفاق مع الشركات في الخارج لاستيراد هذه القطع.
ونتعاون مع مصنع أي أم اف وهو مصنع مصري هندسي ينفذ المنتجات الهندسية ومصانع تجميع السيارات لا تفيدني في شئ لأني أرسل الطالب مع مشروعه للمصنع لكي ينفذه والمصنع ينفذه مقابل مبلغ مالي يحصل عليه.
وتصنيع السيارات الكهربائية موجة ومن يبدأ فيها يستطيع الحصول على مزاياها في المستقبل, والسيارة التي يصممها الطلاب داخل المشروع تكن بكرسي واحد نظرا لارتفاع تكلفة تصميم سيارة بأربع كراسي ولكنها نواة فمن يستطع تصميم سيارة بكرسي واحد سيكن قادر على تنفيذ سيارة بأربع كراسي في أي وقت.
فريق هندسة عين شمس هو الرائد
ونحن أول فريق استطاع الدخول في مجال تصميم وتصنيع السيارات الكهربائية ونرغب في تصنيع سيارة مصرية بالكامل، وفريق هندسة عين شمس هو الرائد وسبق وشاركنا في مسابقة بانجلترا العام الماضي وتم تكريمنا من رئيس الجمهورية.
وأشار إلى أن صناعة السيارات لها مفهوم ولا يمكن تصنيع كل شئ في المكان مثلا شركة تسلا هي رائدة صناعة السيارات في مصر تستورد بطاريتها من الصين لأن كل قطعة في السيارة لا يمكن تصنيعها داخل الورش فمثلا مادة الليثيوم غير موجودة في مصر، وبالتالي تصنيعها داخل مصنع أو ورشة يرفع سعر السيارة ويبعدها عن المنافسة في السوق، وفي مصر نصنع الشاسيه والدريسكيون.
ونحن نعلم الطلاب كيفية التصميم الهندسي للسيارة ونصمم هندسيا كل قطعة في العربية ونركبها ولابد أن يضع أي مصنع لسيارة كهربائية البعد الاقتصادي في اعتباره فلا يمكن تصنيع سيارة غالية الثمن لأنها ستخرج من التنافسية في السوق وبالتالي لن يتم بيعها.
وقررنا تعميم تجربة تصميم وتصنيع سيارة كهربائية في كل الجامعات، والطلبة يتعلمون هندسة التصنيع في الجامعة من خلال المبادرة والتصنيع والتصميم يتم جزء منه في ورش الجامعة والجزء الأساسي في التصنيع يتم في مصنع اي ام اف وفريقي يشرف على الطلاب ويساعدهم في كل مراحل التصميم والتنفيذ في المصنع.
والطالب داخل المسابقة يصمم السيارة على الكمبيوتر عربيته على الكمبيوتر ويصنعها بنفس الجودة التي صمم بها على الحاسب الآلي بسبب الفريق المعاون الذي يساعده في كل شئ، وكلما تعمق التصميم على الكمبيوتر بحيث يشمل كل قطعة في السيارة يخرج منتج “سيارة ” أفضل.
ارتفاع ثمن السيارة الكهربائية
والسيارة التي تعمل بالكهرباء لازال ثمنها مرتفع بسبب ارتفاع تكلفة التكنولوجيا الخاصة بها ولكن ثمنها سيقل خلال وقت معين وهو ليس بالبعيد مثلما حدث في تكنولوجيا الهواتف المحمولة والاندرويد.
وأحد أهم مميزات السيارة الكهربائية هي انخفاض تكلفة التشغيل التي تعد أقل بكثير من السيارة التي تعمل بالبنزين بسبب ارتفاع أسعار البنزين والزيوت سواء ماتور أو فرامل أو باور أما السيارة الكهربائية لا تحتاج صيانة سوى مياة تبريد وزيت الفرامل.
والمستهلك لازال يخشى امتلاك سيارة كهربائية بسبب الصيانة “لانهم ما يعرفوش هايصلحوها فين” وهذا ما نقوم به من اعداد كوادر قادرة على تصنيع سيارة كهربائية وصيانتها داخل مبادرة كلية الهندسة جامعة عين شمس.
والقاهرة من أكثر المدن تلوثا في العالم وهذا سبب رئيسي إننا نستهلك سيارات تعمل بالكهرباء ورغبات المستهلك هم من تحدد سير العمل.
حملة خليها تصدي سببها تحول السيارات من سلعة استهلاكية إلى تجارة واستثمار مثل العقاروالحملة نجحت بشكل نسبي.
هندسة عين شمس تشارك منذ 2012
والسيارات التي تعمل بالكهرباء ستفرض الكهربا نفسها ووجودها خلال فترة قصيرة بشرط توفير محطات لشحنها وتشغيلها ونستهدف تصنيع سيارة كهربائية تمشي أطول مسافة ممكنة وتتشحن بأسرع وقت ونختبر الطلاب عن طريق 3 حاجات السرعة والتسارع الخاص بالسيارة والأوتو كروس وهل السيارة تستطع أخذ ملفات بسرعة أم لا ومسابقتنا فيه جوائز قيمة والفريق الفائز بالمركز الأول يحصل على نص مليون والثاني 250 ألف جنيه والثالث 125 ألف جنيه.
والفيصل في المسابقة أن السيارة تستطع السير على التراك 22 مرة بدون حدوث عطل ونقوم بعمل تحسينات هندسية تجعل السيارة تمشي أطول مسافة ممكنة.
والورش أفادت الطلاب وجعلت التصنيع والتصميم واحد ونحن المسابقة الوحيدة في العالم التي تعمل ورش للطلاب وتساعدهم في عملية التصميم وكل المسابقات في العالم تعطي الطلاب كتيب التعليمات فقط دون مساعدة.
وجامعة عين شمس تشارك في المسابقات من عام 2012 ولم تستطع الفرق المشاركة تصميم سيارة تسير على التراك إلا في عام 2017 أي بعد 5 سنوات من البدء في المسابقة وهذا ما حققه الفريق الذي يتولى مساعدة الطلاب بالجامعة تحت إشرافي.