شهدت الجلسة الأولى من فعاليات مؤتمر «يورومنى 2919» أمس، تركيزا على الاقتصاد المصرى، ومدى تأثر النمو المحلى بالحرب التجارية العالمية والتباطؤ العالمى.
وتباينت آراء المشاركين حول ماهية ذلك التأثير؛ فهناك من يرى أنه سيكون بشكل طفيف وهناك من يرى أن السوق المصرية قوية ومرنة، وآخرون يقولون إنه سيؤثر وسيكون خطرًا حقيقيًا.
وقال سوديب تشاترجى، مدير عام، ورئيس قطاع أسواق رأس المال العالمية فى «يوروكلير»، إن مصر فى حاجة إلى أن تكون على صلة وثيقة بالأسواق العالمية، منوهًا إلى أنها تحتاج إلى العمل مع أسواق رأس المال وجعل الاقتصاد المحلى مستعدًا وأكثر ترحيبًا بالمستثمرين الأجانب.
وأضاف – فى الجلسة التى أدارها ريتشارد بانكس، مستشار تحرير مؤتمرات «يورومنى» – أن مصر لديها مشكلة فى استقدام العملات الصعبة، لافتًا إلى أنهم يتواصلون مع المؤسسات الدولية للتشجيع على الاستثمار فى السوق المحلية الأمر الذى من شأنه تقوية موقف الجنيه المصرى أمام العملات الأجنبية.
وتابع أنه فى الوقت الذى تتمتع فيه مصر بالأسس اللازمة للاستثمار، فإنه يمكن لها تتبع خطوات بعض الاقتصاديات العالمية فى هذا الصدد مثل ماليزيا وإندونيسيا لزيادة الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
وقالت هدى يوسف، كبير الخبراء الاقتصاديين فى البنك الدولى، إن مصر تتأثر بالصدمات الخارجية نظرًا لأنها سوق مفتوحة على الأسواق العالمية، ودللت على ذلك بتأثير سعر البترول العالمى، فضلًا عن عدد من العوامل الأخرى ومنها القوى العاملة فى الخارج علينا.
ونوهت إلى أنه بشكل عام، تتأثر مصر بالعالم من حولها كأى دولة أخرى، لافتةً إلى أن الحكومة المصرية قامت – ولاتزال- بالعديد من الإصلاحات المرتبطة بتوحيد إجراءات الاستثمار.
كبير الخبراء الاقتصاديين بالبنك الدولى: مطلوب تحسين العديد من النقاط مثل التخليص الجمركي
وأشارت إلى أنه من أكثر العوامل التى ستتأثر بها مصر هى تنافسية الصادرات والاستثمارات الأجنبية المباشرة، منوهةً إلى أن هناك تحكم فى السوق المحلية بصورة كبيرة، كما يؤمن المستثمرون بأن مصر سوق كبيرة نظرًا لعدد سكانها.
وأكدت أهمية أن تعمل مصر بكثافة على تحسين العديد من النقاط مثل التخليص الجمركى الذى يستغرق 35 يومًا على الحدود المصرية، بينما تصل هذه المدة إلى 9 أيام فقط.
وتابعت أن الحكومة المصرية يجب أن تكتفى بدور المشرع والمنظم فقط وتحافظ على حيادها التنافسى وهو ما يعنى ضرورة أن يخضع القطاعين العام والخاص لنفس القوانين والضرائب والتشريعات والقرارات والتسهيلات.
وذكرت أنه ستتحسن مصر إذا ما تم حشد القطاع الخاص بصورة أفضل.
مدير أول الاستثمار في «أليانز»: الإصلاحات جيدة والقطاع المالي شهد تحسنا
فيما قال طارق شاهين، مدير أول الاستثمار فى «أليانز»، إن الإصلاحات الاقتصادية تعد جيدة نسبيًا لا سيما وأن القطاع المالى قد شهد تحسنا ملحوظًا، مشيرًا إلى أن الحرب التجارية عالميًا ستؤثر على مصر.
وأضاف فى كلمته أنه على سبيل المثال؛ إذا كانت الحرب ستؤثر على الصين التى تستورد منها مصر بكميات كبيرة، فبالتأكيد ستؤثر علينا أيضًا.
ونوه إلى أن الحكومة المصرية تعمل على تحقيق اللامركزية فى قطاع الطاقة الذى كان قطاعًا مركزيًا كبيرًا.
وتابع أن السياسات الاقتصادية التى تعودنا عليها فى العقود الماضية ستتغير خلال الـ20 عامًا المقبلة، بما يحقق نتائج مختلفة، لافتًا إلى أن هذه هى نتائج العولمة.
رئيس قطاع الأسواق الناشئة في «سيتى بنك»: الاقتصاد بحاجة إلى التركيز على الصناعات كثيفة العمالة
وأكد ديفيد لوبن، العضو المنتدب، ورئيس قطاع الأسواق الناشئة فى “سيتى بنك” أن واضعى السياسات فى مصر يواجهون تحديًا كبيرًا يتمثل فى عدم مواكبة التحرر المجتمعى للتحرر المالى، منوهًا إلى احتياج مصر لتنفيذ المزيد من الإصلاحات.
وأضاف أنه لابد من زيادة أعداد السائحين إلى مصر لأن السياحة تعد قطاعا كثيفا للعمالة وتولد أثرًا إيجابيًا على صناعات أخرى مثل الأغذية والمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وأشار إلى أن الاقتصاد المصرى بحاجة للتركيز على الصناعات كثيفة العمالة، مشيرًا إلى أن أداء الاستثمار الأجنبى المباشر فى السوق المحلية ناجح ومذهل.
واختتم كلمته بأن بيئة التجارة الخارجية ستؤثر على مصر بشكل سلبى.